توقيت القاهرة المحلي 20:37:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة من غزة

  مصر اليوم -

رسالة من غزة

بقلم:عزة كامل

بالأمس وصلتنى رسالة من صديقتى الصحفية فى غزة بعد محاولات عديدة منى للاطمئنان عليها، كتبت فى الرسالة: نحن فى غزة نتقلب بين لعبة الموت ولعبة الحياة، نهرب من الموت لنحيا، ولا أملك إلا بضع كلمات تختزن بين حروفها كل آلامنا وأحزاننا التى تخبر قصصا عن أحداثنا اليومية، أتعلمين صديقتى أن الأيام كلها متشابهة فى غزة، لا يهم إذا كان اليوم «سبت» أو «أحد» أو يوم عطلة، فالأحداث تتداخل، أيامنا، أوقاتنا، أعمارنا تتداخل مثل خيوط العنكبوت، فالبارحة مثل اليوم، اللهم إلا إذا شطب اسم أحدنا من دفتر الأحياء، لقد غيرتنى هذه الحرب، بعثرتنى، دمرتنى، كان من المفترض أن أكون فى الميدان لأنقل الأخبار

ولكن كيف يتسنى لى ذلك، إذ يبدأ يومى مع مطلع الشمس، أقوم بجلب الماء وتدبير وجبات الطعام التى تقتصر على وجبة واحدة فى اليوم، قد تكون علبة طعام محفوظة لكل العائلة، أقوم بالخبز إذا توفر الطحين، لا كهرباء فى المدينة تدير آلات الغسيل، فأقوم بتنظيف الملابس بالقليل من الماء الشحيح الذى نحصل عليه بصعوبة، مطلوب منى أن أفعل ذلك يوميًا مع أربعة أطفال، أكبرهم لم يبلغ الخمسة أعوام، وأصغرعشرة شهور، صالح، فدوى، رشيد، وليلى، يتساءل صالح كل يوم عن موعد العودة إلى منزلنا الذى اضطررنا لتركه نتيجة لشدة القصف، وتدمير ما حوله، تسألنى فدوى عن دميتها المصنوعة من القطن والقماش، وعن بنت عمها التى لا تعرف أنها استشهدت، الصغار يفزعهم صوت الصواريخ والقذائف التى إن لم تصبهم هذه المرة، لقد اضطررنا للهرب من الغارات، وتعثرنا بجثث الأطفال، وأشلاء الكبار المتناثرة فى كل مكان، أمس، هاتفتنى ابنة عمى وقالت لى: إنها تخاف على أولادها وانقطع الخط، وفى الصباح قرأت استشهادها فى نشرات الأخبار مع أطفالها، يا صديقتى لا نشعر بإيقاع شىء إلا إيقاع القصف الذى يطال الجميع، وصوت «الزنانة»، هذه الطائرة المسيرة التى تتجسس ليلا ونهارا، إنها آلة تعذيب مبتكرة، الأطفال فى حالة ذعر وفزع، والكبار فى حالة استنفار تام، أيام ننتظر لمنتصف الليل حتى تصل الشاحنات التى تنقل أكياس «الطحين»، آلاف يتجمعون حولها، ومنهم من يعتليها، ومنهم من ينتظر دوره والخوف يملأه أن يرجع خالى الوفاض، والجنود الصهاينة يزمجرون ويطلقون الرصاص بشكل عشوائى، مشهد مذل ومهين، أصبحنا جوعى يبحثون عن لقمة فى كوم زبالة، ورغم ذلك ستظل غزة شوكة فى قلب الذين خذلوها، نحن شعب لا يموت، سيظل شامخًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من غزة رسالة من غزة



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon