توقيت القاهرة المحلي 23:03:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى التسامح

  مصر اليوم -

فى معنى التسامح

بقلم - عزة كامل

فى لحظات الود والصفاء أو تحت الإلحاح أو تفاقم الأزمة، يقوم البعض بتقديم الاعتذار لمن تمت الإساءة إليهم، والبعض الآخر يبدى تسامحا تجاه شخص ما، أو مجموعة من الأشخاص الذين ارتكبوا جرما فى حقهم أو فى حق المجتمع عن طريق الخدعة أو الإساءة إليهم بطريقة ما، وهذه الاعتذارات أو تعبيرات التسامح ربما تكون حقيقية أو زائفة أو أنها أغراض سياسية أو إنسانية أو نفعية.

-2-

لكن هل الاعتذار والتسامح يجعلان الناس تتقبل التعامل مع طرفى المشكلة بشكل أفضل؟ وهل تستعاد الثقة المفقودة بينهما بطريقة أكثر فاعلية؟ وهل يساعد التسامح على جبر الضرر؟!، أم أنه يتضمن الكثير من الخسائر النفسية والصحية والاجتماعية للفرد المتسامح؟!، وخاصة إذا لم يبد المسىء ندما أو اعتذارا على ما اقترفه من إساءة وتعهد بعدم حدوثه، وهل تؤثر السياقات الاجتماعية والتاريخية على الفروق الفردية للأشخاص فى التسامح؟، والسؤال الأهم: كيف يصل الشخص إلى مسامحة الآخر الذى قام بفعل إيذائه شخصيا؟ هل لديه القدرة والرغبة فى أن يتسامح مع الآخرين؟، وكيف ستتحرر ذاته من الألم الذى تسبب فيه المسىء؟.

-3-

هناك غضب وحزن وخوف وجرح واكتئاب وأسى وخزى يكتنز به قلب وعقل من تمت الإساءة إليه، التسامح يتضمن جزئيا التحرر من المعارف والانفعالات السلبية تجاه المسىء، فكيف يمكن لامرأة أن تتسامح مع من قام باغتصابها أو قتل أحد أبنائها، أو تاجر بها؟ هل تستطيع الزوجة أن تسامح زوجًا يعنفها ويقمعها ويحط من كرامتها؟ هل يستطيع أى شخص أن يتسامح مع من دمر أسرته أو عائلته؟ أو مع من مارس معه التمييز أو التعذيب، أو الإساءة الجنسية أو الجسدية؟!

-4-

التجارب والخبرات الحياتية تؤكد لنا أن الأفراد الذين تربطهم علاقات مستمرة بالمسيئين إليهم، يكون تعرضهم للإساءة مستمرا إذا لم يقاوموا هذه الإساءة، وكذلك الشخص الذى لا يتسامح مع الإساءات أو الإيذاءات الشديدة جدا، هو أقوى فى علاقته بالآخر، بنبذه كمصدر للتهديد والألم، وذلك عن طريق تقوية الذات وتوكيدها، لذلك فالقدرة على التسامح تتوقف على درجة شدة الإيذاءات، التسامح ليس هدفا فى حد ذاته، فالضحايا يحتاجون للمساندة والدعم والحصول على العدالة، وهذا لا يمنع أن تأتى كثير من فرص التسامح فى علاقات الصداقة أو العلاقات الرومانسية والأسرية التى يكون فيها حجم الإساءة ليس خطيرا، وكذلك رغبة المسىء فى الإقلاع عن هذه الإساءة، التسامح يعنى منح الرحمة للمسىء، لكن هل يعزز التسامج إبداء التوبة؟ وهلى يغير من سلوكيات المسىء؟ أم أنه يكافئه؟ وما علاقة ذلك بالعدالة الاجتماعية؟ التسامح لا يمنح النسيان أو الغفران لأنه لا يؤدى للتخلص من الجرم.

-5-

وبما أن شهر مارس هو شهر أعياد المرأة، لذلك لا تسامح مع العنف والتمييز ضد المرأة ولا مع أى عمل يهينها، أو يحط من كرامتها، فالناجيات اللاتى ينبغى عليهن أن يقاومن مشاعر اللوم والخزى من جراء الإيذاء والإساءة، لا يجب أن يثقلن بلوم إضافى لكونهن غير قادرات على التسامح مع المسىء، لا تسامح فى المساومة على حقوق المرأة، لا تسامح مع جرائم العنف والتمييز.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى التسامح فى معنى التسامح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon