توقيت القاهرة المحلي 21:21:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طقوس أنهار السحرية

  مصر اليوم -

طقوس أنهار السحرية

بقلم:عزة كامل

شكّل نهر النيل لى ولصديقتى «أنهار»، فى طفولتنا، عالمًا كاملًا من السحر والحرية، ومشاركة الأسرار. فى أحد الأيام تركت لى «أنهار» رسالة مع أختى تخبرنى لأقابلها عند شط النهر، كانت الليلة مقمرة، والقمر فى أبهى اكتماله، هبطنا الدرجات، ووقفنا على الشط الطينى، وأمام شجرة «أم الشعور»، بداخلها تجويف كبير، وفيه تمثال طينى لامرأة، رسمت «أنهار» دائرة أمام الشجرة، وغرست حولها عصيًّا خشبية، وبللتها بالكيروسين، وأشعلت النار، وفى منتصف دائرة النار غرزت غصن شجرة، وطلبت منى أن أدور معها حول الشجرة ثلاث مرات مع عقارب الساعة، والدوران معها حول شريط النار المضرمة سبع مرات، أطعتها، والخوف يغمرنى، وفى أثناء ذلك كانت تلقى تعاويذ، وهى ممسكة بيدها فرع شجرة كسن الرمح.

أخذت تلوح بها، وهى تدور، وتردد اسم زوجة أبيها سبع مرات بنبرات، ثم فجأة ركعت، ورفعت ذراعيها إلى أعلى، وأخذت تلوح برأسها شمالًا ويمينًا، فانشق تجويف الشجرة عن أفعى، أخذت أصرخ، حاولت الفرار، قدماى تسمرتا، وتهلل وجه «أنهار» فرحًا، فغرزت فى الأفعى فرع الشجر، وألقت بها داخل دائرة النار.

عندما احترقت الأفعى بالكامل نظرت «أنهار» إلىَّ بسعادة لم أرها عليها من قبل، وكانت تردد: «لقد قتلت الأفعى زوجة أبى»، ثم رفعت رأسها، ونظرت طويلًا إلى القمر، تخيلت أننى أرى القمر يسطع غريبًا، ويعطى ومضات سريعة تنعكس على وجه «أنهار»، وتخيلت القمر يضحك.

بعد سبع ليالٍ تمامًا، ماتت زوجة والد «أنهار»، مختنقة بالغاز، ولكن ظل يتراءى لها شبحها يطرق على زجاج شرفتها، ويظهر عند طرف سريرها، ويحاول إسقاطها على الأرض، ظل النوم يجافيها كثيرًا، وحاولت أن تتخلص من شبح زوجة أبيها اللعين، فذهبت إلى قبرها، ووضعت فوقه مقشة مبللة بالشعير، وأمسكت بمقشة أخرى، وأخذت تضرب بها أركان القبر، وهى تلقى تعاويذها الغامضة لتصرف الروح الشريرة عنها.

بعد فترة، أدركت أننى أغوص فى محيط عالم «أنهار» المظلم، طقوس وشعائر مرتبطة بالكره والحسد والموت ونذير النحس والشؤم، حتى يومنا هذا مازلت أسمع صوت طقطقة جلد الأفعى، وأشم رائحة احتراق لحمها المشوى، وتظل الشجرة الضخمة «أم الشعور»، واضطرام النار فيها، واكتمال القمر، إشارات طقوس تُذكرنى دائمًا بـ«أنهار»، وكذلك الدمية التى علقتها على الحائط الداخلى لشرفتى على شكل ساحرة شمطاء، وعين تمتطى مقشة من سعف النخيل، وترتدى طرطورًا أسود، وعباءة حمراء، وعين سوداء ضيقة تتطلع إلى السماء، لتُذكرنى بعين «أنهار» وهى تمارس طقوسها السحرية بانتظام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طقوس أنهار السحرية طقوس أنهار السحرية



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 10:53 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مدبولي يترأس اجتماع المجموعة الوزارية الاقتصادية

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 01:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النيابة العامة تُغلق ملف وفاة أحمد رفعت وتوضح أسباب الحادث

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يتأهل لربع نهائي دوري مرتبط السلة علي حساب الزهور

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز اتجاهات الديكور التي ستكون رائجة في عام 2025

GMT 22:30 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

5 قواعد لإتيكيت الخطوبة

GMT 14:43 2024 الثلاثاء ,17 أيلول / سبتمبر

أحمد مالك وطه دسوقي يجتمعان في "ولاد الشمس" رمضان 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon