بقلم:عزة كامل
فى الوقت التى أشادت جميع وكالات الأنباء العالمية ببطلة سلاح السيف ندى حافظ، بعد إعلانها مشاركتها فى أوليمبياد باريس وهى حامل فى شهرها السابع، ارتفع الاستنكار والإهانة ضدها على صفحات السوشيال ميديا، هذه الظاهرة تجسد المأساة التى تعيشها النساء فى مجتمع سلفى وذكورى، وكشف عن معادة شديدة تفرض وصايا ذكورية لإقصاء المرأة ومنعها من اتخاذ قرار يتحدى تلك الذكورية، ويقدم صورة تنميط اجتماعى للمرأة الحامل الذى تقدمه الدراما فى كون الحامل هشة وضعيفة، وهو تصور متخيل أكثر منه واقعى، فالنساء الحوامل العاملات، وكذلك النساء اللواتى يعملن من المنزل، لا يلزمن فراشهن للراحة، والمرأة الريفية تقوم بأعمال شاقة وسط ثقافة ذكورية تحرمها من حقها فى الرعاية الصحية.
ليست ندى حافظ أول سيدة تدخل المنافسة الأوليمبية وهى حامل، نافست السويدية ماغدا جولين فى دورة الألعاب الأوليمبية عام ١٩٢٠ فى أنتويرب، بلجيكا، كمتزلجة فردية، وهى حامل فى شهرها الرابع وفقًا لمصادر عديدة، وفازت جولين بالميدالية الذهبية فى تلك البطولة.
وفى عام ٢٠٠٠، فازت لاعبة الرماية الألمانية كورنيليا بفوهل بالميدالية البرونزية، وهى فى بداية حملها، وشاركت فى أوليمبياد أثينا بعد أربع سنوات وكانت حامل فى شهرها السابع، وخلال الألعاب الأوليمبية الشتوية ٢٠١٠ فى فانكوفر، كندا، شاركت لاعبة الكيرلنغ الكندية كريستى موريسون وهى حامل فى شهرها السادس، وفازت بميدالية فضية، أما الرياضية التى نافست وهى فى شهرها الثامن من الحمل، فكانت الماليزية نورالطيبى، التى شاركت فى لعبة الرماية فى أوليمبياد لندن ٢٠١٢.
«سيرينا ويليامز» لعبت وكسبت بطولة أستراليا المفتوحة فى ٢٠١٧ دون ما تخسر، وهى حامل فى ابنتها، وقبلها الهولندية «آنكى جرنسڤن» كسبت الميدالية الذهبية فى الفروسية دورة أثينا ٢٠٠٤ وهى حامل (وهى الفارسة الوحيدة فى العالم التى تملك ٣ ميداليات ذهبية).
وأختم مقالى بكلام لندى، وقد ردت به على السخرية والانتقادات: «حديثى عن اللعب وأنا حامل دليل على قوة وقدرة المرأة المصرية على التحدى، والدليل نجاحى فى الفوز على بطلة أميركا المصنفة سابع العالم، ولست السيدة الوحيدة التى تلعب وهى حامل، فالعديد من البطولات فى دول أخرى تلعبن وهن حوامل ما دام لا يوجد ما يمنع طبيًّا، وأنا طبيبة وأعلم ذلك جيدًا.. سعيدة بنيل تشريف بلدى فى الأوليمبياد، وفترة الحمل بتقلباتها صعبة فى حد ذاتها، ولكن الاضطرار إلى القتال من أجل الحفاظ على التوازن بين الحياة والرياضة كان مرهقًا، ولكنه يستحق العناء».