توقيت القاهرة المحلي 07:04:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طائر «أنهار» الأزرق

  مصر اليوم -

طائر «أنهار» الأزرق

بقلم:عزة كامل

كان نهارًا شتويًّا باردًا، والغيوم تغطى السماء وتحجب الشمس، وكنت أجلس بجوار «أنهار»، وهى فى حالة ترقب وانتظار، وفجأة سحبتنى وهى تحمل سبتًا مكدسًا بعلب الطعام وبعض أرغفة الخبز، وعندما تخطينا عتبة المنزل، انهمر المطر غزيرًا، ففتحت «أنهار» ذراعيها لتستقبله على وجهها وجسدها، وهى منتشية جدًّا، بينما أحاول حماية نفسى من البلل، أخرجت هى من السبت حلة صغيرة وملأتها بماء المطر، وألقت بعض تعاويذها عليها، وكنت أسير خلفها كأننى مُنوَّمة مغناطيسيًّا، حتى وصلنا إلى شط النهر، فأخرجت من السبت إكليلًا صنعته من الخوص، وطلبت منى أن أقذف به فى الماء، ثم ألقت أرغفة الخبز، وحملها ماء النهر بسرعة، فجرفها التيار بعيدًا، ثم أمرتنى لأفرغ علب الطعام، حتى تأتى الطيور والقطط والكلاب وتلتهمه، وأخذت بعض أحجار صغيرة من جيبها، ودفنتها بجوار الطعام.

أصابنى الرعب، فقد رأيت النار تخرج من يدها، وتشعل الأوراق وأغصان الشجر الملقاة، وأخذت تردد: «انصرفى أيتها الأرواح الشريرة باعثة التعاسة والشقاء»، ثم غاصت فى الماء، كنت أنتفض من البرد لرؤية «أنهار» تغطس فى ذلك الطقس البارد، بعد الانتهاء من طقوسها الغرائبية، توجهنا إلى بيتها، سقطت على أرض حجرتها وهى ترتجف من البرد والحمى، حاولت جاهدة حملها، ولكنى فشلت، فأخذت أجرجرها حتى وصلت إلى الحمام، ووضعتها فى «البانيو»، وفتحت صنبور الماء على جسمها، فانخفضت حرارتها، وأخرجتها، وغطيتها ببطانية سميكة، واستغرقت فى النوم بجوارها.

استيقظت على صوت غريب، نهضت من السرير مفزوعة وجدت «أنهار» واقفة أمام السرير، وظلها يتأرجح فى ضوء ضئيل خافت قادم من الصالة، نظرت إلىَّ، وقالت: «سوف يأتى من تحت أرضية الحمام، إنه الطائر الأزرق، جالب النار، التزمى الصمت، لا تُصدرى أى صوت حتى لا يهرب»، وفجأة ضرب باب الحجرة طائر صغير أزرق ذو ذنب نارى، وفى صدره بقعة قرمزية، ثم وقف على كتف «أنهار»، ورفعها بمنقاره فى الهواء، وأخذت تخبط قدميها فى بعضهما كأنها تريد أن تفلت منه، ولكنه طار بها إلى الحمام، وألقاها فى «البانيو»، ونفخ الطائر فيه، فاندلعت النار، وأحاطت بـ«أنهار» من كل جانب، فأسرعت، وفتحت صنبور المياه بيدى المرتجفة، وأخذت أطفئ النار، وفجأة انشقت الأرض، وابتلعت الطائر الأزرق، جالب النار، و«أنهار» تردد: «إنه العفريت الذى يسكن الحمام»، وكان وجهها مصبوغًا بلون أزرق، لا أذكر شيئًا بعد ذلك، فقد استيقظت، ووجدت نفسى ممددة بجوارها، وهى تغط فى نوم عميق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طائر «أنهار» الأزرق طائر «أنهار» الأزرق



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon