توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طائر «أنهار» الأزرق

  مصر اليوم -

طائر «أنهار» الأزرق

بقلم:عزة كامل

كان نهارًا شتويًّا باردًا، والغيوم تغطى السماء وتحجب الشمس، وكنت أجلس بجوار «أنهار»، وهى فى حالة ترقب وانتظار، وفجأة سحبتنى وهى تحمل سبتًا مكدسًا بعلب الطعام وبعض أرغفة الخبز، وعندما تخطينا عتبة المنزل، انهمر المطر غزيرًا، ففتحت «أنهار» ذراعيها لتستقبله على وجهها وجسدها، وهى منتشية جدًّا، بينما أحاول حماية نفسى من البلل، أخرجت هى من السبت حلة صغيرة وملأتها بماء المطر، وألقت بعض تعاويذها عليها، وكنت أسير خلفها كأننى مُنوَّمة مغناطيسيًّا، حتى وصلنا إلى شط النهر، فأخرجت من السبت إكليلًا صنعته من الخوص، وطلبت منى أن أقذف به فى الماء، ثم ألقت أرغفة الخبز، وحملها ماء النهر بسرعة، فجرفها التيار بعيدًا، ثم أمرتنى لأفرغ علب الطعام، حتى تأتى الطيور والقطط والكلاب وتلتهمه، وأخذت بعض أحجار صغيرة من جيبها، ودفنتها بجوار الطعام.

أصابنى الرعب، فقد رأيت النار تخرج من يدها، وتشعل الأوراق وأغصان الشجر الملقاة، وأخذت تردد: «انصرفى أيتها الأرواح الشريرة باعثة التعاسة والشقاء»، ثم غاصت فى الماء، كنت أنتفض من البرد لرؤية «أنهار» تغطس فى ذلك الطقس البارد، بعد الانتهاء من طقوسها الغرائبية، توجهنا إلى بيتها، سقطت على أرض حجرتها وهى ترتجف من البرد والحمى، حاولت جاهدة حملها، ولكنى فشلت، فأخذت أجرجرها حتى وصلت إلى الحمام، ووضعتها فى «البانيو»، وفتحت صنبور الماء على جسمها، فانخفضت حرارتها، وأخرجتها، وغطيتها ببطانية سميكة، واستغرقت فى النوم بجوارها.

استيقظت على صوت غريب، نهضت من السرير مفزوعة وجدت «أنهار» واقفة أمام السرير، وظلها يتأرجح فى ضوء ضئيل خافت قادم من الصالة، نظرت إلىَّ، وقالت: «سوف يأتى من تحت أرضية الحمام، إنه الطائر الأزرق، جالب النار، التزمى الصمت، لا تُصدرى أى صوت حتى لا يهرب»، وفجأة ضرب باب الحجرة طائر صغير أزرق ذو ذنب نارى، وفى صدره بقعة قرمزية، ثم وقف على كتف «أنهار»، ورفعها بمنقاره فى الهواء، وأخذت تخبط قدميها فى بعضهما كأنها تريد أن تفلت منه، ولكنه طار بها إلى الحمام، وألقاها فى «البانيو»، ونفخ الطائر فيه، فاندلعت النار، وأحاطت بـ«أنهار» من كل جانب، فأسرعت، وفتحت صنبور المياه بيدى المرتجفة، وأخذت أطفئ النار، وفجأة انشقت الأرض، وابتلعت الطائر الأزرق، جالب النار، و«أنهار» تردد: «إنه العفريت الذى يسكن الحمام»، وكان وجهها مصبوغًا بلون أزرق، لا أذكر شيئًا بعد ذلك، فقد استيقظت، ووجدت نفسى ممددة بجوارها، وهى تغط فى نوم عميق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طائر «أنهار» الأزرق طائر «أنهار» الأزرق



GMT 05:07 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

بدايات

GMT 05:03 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

عبير الكتب: طه حسين والفتنة الكُبرى

GMT 05:01 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

حرب السودان... كيف قلب الجيش الموازين؟

GMT 04:58 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

انتهت وظيفة السلاح اللاشرعي

GMT 04:53 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

مفاهيم فلسفية وتحديات سياسية

GMT 04:51 2025 الخميس ,13 آذار/ مارس

مشهد الساحل السوري له خلفية

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري

GMT 22:39 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

الكشف عن صورة صادمة للراقصة الروسية جوهرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon