توقيت القاهرة المحلي 10:18:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

بقلم - عزة كامل

-1-

فى الليالى الشتوية، يكون الكتاب خير أنيس لك، وأنت تتدثر بأغطية المقاومة البرد الذى يسرى فى العظام، وللمرة الرابعة يأخذنى كتاب الراحل المبدع صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» إلى دهاليز التاريخ المصرى، إلى عالم متكامل نابض بقلب الوطن وبأحزانه وأفراحه وهزائمه وإخفاقاته، وإلى الجانب المشرق من المقاومة، رغم الجوع والفقر والاضطهاد والقتل، إنها حكايات تنقل قارئها إلى الزمن الذى جرت فيه حوادثها، بكل وقائعه، وشخوصه، ومبانيه وصحفه وفنونه، حكايات حشد فيها صلاح عيسى كل مفردات الماضى الجليل المهيب من أحداث وصور تاريخية نادرة لأبطال وبشر وأماكن الزمن الذى ولى، ليحيا كما يقول «من جديد بين عيون القارئ- وخاصة الشباب- فيعشقه، لأنه ماضى الوطن الذى لا نملك إلا أن نحبه، حاضرا وماضيا ومستقبلا».

-2-

لقد قاده كتاب الأستاذ «أحمد بهاء الدين»، «أيام لها تاريخ»، إلى عالم التاريخ الرحيب، فكتب حكايات «من دفتر الوطن»، ليبحث فيه عن قوته وعزائه وكبريائه، لعل الهروب إلى الماضى- كأحلام المستقبل- نوع من النفى الاختيارى، كان لابد منه ولكل جيله أن يكتب كتابا عن «عذاب مصر»، عن الوجه الذى «يضحك وهو ينزف، والقامة التى تنحنى رغم مطارق الزمن، ووحشية الغزاة، وجبروت الطغاة من المجاعات والطواعين وأكل الكلاب والقطط فى الشدة المستنصرية، عن النكبة والكوليرا، عن ثورات العربان والعوام والحرافيش وصعاليك المدن، عن الخيانة وجنون السلاطين، وتحريم أكل الملوخية، عن سجون العصور الوسطى المرعبة المقشرة، والحجرة، وخزانة شمايل، عن نشر الناس كالأخشاب وسلخ جلودهم كالشياه، لأنهم قالوا ما يعتقدون أنه الصواب».

-3-

لقد أراد «لعذاب مصر» أن يكون رسالة من جيله لجيل يأتى بعده يتعرف على آبائه وجدوده بدون تشويه أو تزويق أو تلفيق واتهامات بالخيانة، حتى يخلقوا «رابطة الحب بينهم وبين طريق الأرض والناس، لكى يضيفوا إلى هذا التاريخ ويعمقوا نضال الإنسان المصرى ويستنقذوا عقولهم من الضغط والحصار»، وبينما أخذ صلاح عيسى يجمع مادة هذا العذاب، عثر على هذه الحكايات، حكايات تقدم تفسيرات متعددة لأزمة الضمير المصرى فى اختياراته المفروضة عليه، والتى جعلت معظم رواد الفكرة الليبرالية فى صف المحافظين سياسيا، بينما كان المتقدمون فى السياسة أقرب إلى المحافظة فى مسائل الفكر الاجتماعى، ومعظم الحكايات تحاول تتبع ورصد لعدد من أوجه قضية الحرية وعلى رأسها قضايا الاحتلال والتحرر الوطنى، وانعكاساتها على مقدرات الوطن الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية والسياسية.

-4-

يأخذنا صلاح عيسى كحكّاء بارع، وسارد مبدع، مستخدما فطنته وذكاءه السياسى التحليلى، إلى هذا العالم الممتع المبكى، المدهش، العجائبى، من خلال إعادة تخليق الأحدث اعتمادا على الدراما الطبيعية فى واقع التاريخ، فى كل الحكايات «السلطان وقضاة الشرع، الموت على تل العقرب، مقتلة الأحد الدامى، مغامرات عبدالله أفندى بالمر، البطريرك فى المنفى، زمن الجوارى، رصاصات الأمير سيف الدين، جلاد دنشواى ومأساة مدام فهمى، العجوز والثورة، مؤامرة ضد زعيم الأغلبية، مصرع مأمور البدارى، رفعت العلم يا عبد الحكيم».

لقد عثر صلاح عيسى على حكايته، فهل نستطيع نحن أن نعثر على حكايتنا؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon