توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

بقلم - عزة كامل

-1-

فى الليالى الشتوية، يكون الكتاب خير أنيس لك، وأنت تتدثر بأغطية المقاومة البرد الذى يسرى فى العظام، وللمرة الرابعة يأخذنى كتاب الراحل المبدع صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» إلى دهاليز التاريخ المصرى، إلى عالم متكامل نابض بقلب الوطن وبأحزانه وأفراحه وهزائمه وإخفاقاته، وإلى الجانب المشرق من المقاومة، رغم الجوع والفقر والاضطهاد والقتل، إنها حكايات تنقل قارئها إلى الزمن الذى جرت فيه حوادثها، بكل وقائعه، وشخوصه، ومبانيه وصحفه وفنونه، حكايات حشد فيها صلاح عيسى كل مفردات الماضى الجليل المهيب من أحداث وصور تاريخية نادرة لأبطال وبشر وأماكن الزمن الذى ولى، ليحيا كما يقول «من جديد بين عيون القارئ- وخاصة الشباب- فيعشقه، لأنه ماضى الوطن الذى لا نملك إلا أن نحبه، حاضرا وماضيا ومستقبلا».

-2-

لقد قاده كتاب الأستاذ «أحمد بهاء الدين»، «أيام لها تاريخ»، إلى عالم التاريخ الرحيب، فكتب حكايات «من دفتر الوطن»، ليبحث فيه عن قوته وعزائه وكبريائه، لعل الهروب إلى الماضى- كأحلام المستقبل- نوع من النفى الاختيارى، كان لابد منه ولكل جيله أن يكتب كتابا عن «عذاب مصر»، عن الوجه الذى «يضحك وهو ينزف، والقامة التى تنحنى رغم مطارق الزمن، ووحشية الغزاة، وجبروت الطغاة من المجاعات والطواعين وأكل الكلاب والقطط فى الشدة المستنصرية، عن النكبة والكوليرا، عن ثورات العربان والعوام والحرافيش وصعاليك المدن، عن الخيانة وجنون السلاطين، وتحريم أكل الملوخية، عن سجون العصور الوسطى المرعبة المقشرة، والحجرة، وخزانة شمايل، عن نشر الناس كالأخشاب وسلخ جلودهم كالشياه، لأنهم قالوا ما يعتقدون أنه الصواب».

-3-

لقد أراد «لعذاب مصر» أن يكون رسالة من جيله لجيل يأتى بعده يتعرف على آبائه وجدوده بدون تشويه أو تزويق أو تلفيق واتهامات بالخيانة، حتى يخلقوا «رابطة الحب بينهم وبين طريق الأرض والناس، لكى يضيفوا إلى هذا التاريخ ويعمقوا نضال الإنسان المصرى ويستنقذوا عقولهم من الضغط والحصار»، وبينما أخذ صلاح عيسى يجمع مادة هذا العذاب، عثر على هذه الحكايات، حكايات تقدم تفسيرات متعددة لأزمة الضمير المصرى فى اختياراته المفروضة عليه، والتى جعلت معظم رواد الفكرة الليبرالية فى صف المحافظين سياسيا، بينما كان المتقدمون فى السياسة أقرب إلى المحافظة فى مسائل الفكر الاجتماعى، ومعظم الحكايات تحاول تتبع ورصد لعدد من أوجه قضية الحرية وعلى رأسها قضايا الاحتلال والتحرر الوطنى، وانعكاساتها على مقدرات الوطن الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية والسياسية.

-4-

يأخذنا صلاح عيسى كحكّاء بارع، وسارد مبدع، مستخدما فطنته وذكاءه السياسى التحليلى، إلى هذا العالم الممتع المبكى، المدهش، العجائبى، من خلال إعادة تخليق الأحدث اعتمادا على الدراما الطبيعية فى واقع التاريخ، فى كل الحكايات «السلطان وقضاة الشرع، الموت على تل العقرب، مقتلة الأحد الدامى، مغامرات عبدالله أفندى بالمر، البطريرك فى المنفى، زمن الجوارى، رصاصات الأمير سيف الدين، جلاد دنشواى ومأساة مدام فهمى، العجوز والثورة، مؤامرة ضد زعيم الأغلبية، مصرع مأمور البدارى، رفعت العلم يا عبد الحكيم».

لقد عثر صلاح عيسى على حكايته، فهل نستطيع نحن أن نعثر على حكايتنا؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon