توقيت القاهرة المحلي 18:47:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

  مصر اليوم -

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى

بقلم - عزة كامل

-1-

فى الليالى الشتوية، يكون الكتاب خير أنيس لك، وأنت تتدثر بأغطية المقاومة البرد الذى يسرى فى العظام، وللمرة الرابعة يأخذنى كتاب الراحل المبدع صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» إلى دهاليز التاريخ المصرى، إلى عالم متكامل نابض بقلب الوطن وبأحزانه وأفراحه وهزائمه وإخفاقاته، وإلى الجانب المشرق من المقاومة، رغم الجوع والفقر والاضطهاد والقتل، إنها حكايات تنقل قارئها إلى الزمن الذى جرت فيه حوادثها، بكل وقائعه، وشخوصه، ومبانيه وصحفه وفنونه، حكايات حشد فيها صلاح عيسى كل مفردات الماضى الجليل المهيب من أحداث وصور تاريخية نادرة لأبطال وبشر وأماكن الزمن الذى ولى، ليحيا كما يقول «من جديد بين عيون القارئ- وخاصة الشباب- فيعشقه، لأنه ماضى الوطن الذى لا نملك إلا أن نحبه، حاضرا وماضيا ومستقبلا».

-2-

لقد قاده كتاب الأستاذ «أحمد بهاء الدين»، «أيام لها تاريخ»، إلى عالم التاريخ الرحيب، فكتب حكايات «من دفتر الوطن»، ليبحث فيه عن قوته وعزائه وكبريائه، لعل الهروب إلى الماضى- كأحلام المستقبل- نوع من النفى الاختيارى، كان لابد منه ولكل جيله أن يكتب كتابا عن «عذاب مصر»، عن الوجه الذى «يضحك وهو ينزف، والقامة التى تنحنى رغم مطارق الزمن، ووحشية الغزاة، وجبروت الطغاة من المجاعات والطواعين وأكل الكلاب والقطط فى الشدة المستنصرية، عن النكبة والكوليرا، عن ثورات العربان والعوام والحرافيش وصعاليك المدن، عن الخيانة وجنون السلاطين، وتحريم أكل الملوخية، عن سجون العصور الوسطى المرعبة المقشرة، والحجرة، وخزانة شمايل، عن نشر الناس كالأخشاب وسلخ جلودهم كالشياه، لأنهم قالوا ما يعتقدون أنه الصواب».

-3-

لقد أراد «لعذاب مصر» أن يكون رسالة من جيله لجيل يأتى بعده يتعرف على آبائه وجدوده بدون تشويه أو تزويق أو تلفيق واتهامات بالخيانة، حتى يخلقوا «رابطة الحب بينهم وبين طريق الأرض والناس، لكى يضيفوا إلى هذا التاريخ ويعمقوا نضال الإنسان المصرى ويستنقذوا عقولهم من الضغط والحصار»، وبينما أخذ صلاح عيسى يجمع مادة هذا العذاب، عثر على هذه الحكايات، حكايات تقدم تفسيرات متعددة لأزمة الضمير المصرى فى اختياراته المفروضة عليه، والتى جعلت معظم رواد الفكرة الليبرالية فى صف المحافظين سياسيا، بينما كان المتقدمون فى السياسة أقرب إلى المحافظة فى مسائل الفكر الاجتماعى، ومعظم الحكايات تحاول تتبع ورصد لعدد من أوجه قضية الحرية وعلى رأسها قضايا الاحتلال والتحرر الوطنى، وانعكاساتها على مقدرات الوطن الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية والسياسية.

-4-

يأخذنا صلاح عيسى كحكّاء بارع، وسارد مبدع، مستخدما فطنته وذكاءه السياسى التحليلى، إلى هذا العالم الممتع المبكى، المدهش، العجائبى، من خلال إعادة تخليق الأحدث اعتمادا على الدراما الطبيعية فى واقع التاريخ، فى كل الحكايات «السلطان وقضاة الشرع، الموت على تل العقرب، مقتلة الأحد الدامى، مغامرات عبدالله أفندى بالمر، البطريرك فى المنفى، زمن الجوارى، رصاصات الأمير سيف الدين، جلاد دنشواى ومأساة مدام فهمى، العجوز والثورة، مؤامرة ضد زعيم الأغلبية، مصرع مأمور البدارى، رفعت العلم يا عبد الحكيم».

لقد عثر صلاح عيسى على حكايته، فهل نستطيع نحن أن نعثر على حكايتنا؟!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى «حكايات من دفتر الوطن» أيقونة صلاح عيسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon