توقيت القاهرة المحلي 10:41:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وهم يرقصون على جثث الضحايا

  مصر اليوم -

وهم يرقصون على جثث الضحايا

بقلم : عزة كامل

ماذا جرى للمصريين، هل تحولوا إلى حُماة للفضيلة الكاذبة؟، ماذا أصابهم ليُفتشوا فى الضمائر ويُنصِّبوا أنفسهم قضاة وجلادين؟، أى سادية تغلغلت فى أرواحهم؟، وأى عتمة أصابت قلوبهم؟، وأى كراهية تلبّست عقولهم، ففقدوا البصر والبصيرة، فتاهت بوصلة الرحمة واحترام خصوصية الناس.

هل انتقلت السادية من السلفيين والأصوليين إلى فئة عريضة من المصريين، وتم ابتزاز المجتمع كله لتصير أفكارهم مشروعة، وتصبح منظومة السلفية المتحجرة التى يفوح منها الغل- تلك المنظومة القائمة على نفاق قيمى ودينى زائف- هى المنظومة المعتمدة فى مؤسساتنا ومدارسنا وجامعاتنا وبيوتنا وشوارعنا؟.

السلفية التى تهجم علينا بشراسة مريبة، معركة تلو معركة، لتُذكِّرنا دائمًا بأننا محظورون من الوجود، من الحياة، ويرتكبون الجريمة تلو الجريمة وهم يرقصون على جثث الضحايا، وعلينا أن نُلجم غيظنا ونبتلع غُصّاتنا فى صمت حتى يلتهمنا القهر!.

من أين طلعوا علينا واحتكروا المقدس، وأخذوا يهبون الموت والحياة؟. كيف تركناهم يهجمون علينا بكل هذه الشراسة؟. هل تخلّيْنا عن إنسانيتنا أم تخلّت هى عنّا فى غفلة منّا عندما هزمتنا أفكارهم المتوحشة وأفعالهم العنيفة، وتحوّلنا إلى مجرد أجساد ينفثون فيها سمومهم، ويتركوننا للخوف، والخوف صنو الموت؟. مَن يوقف هذا الغل والتوحش؟!.

من جديد كادت تتكرر مأساة سيدة السلام، التى لقيت حتفها من شرفة شقتها بالطابق السادس، بعدما اقتحم جيران لها شقتها دون أى حق، بزعم اختلائها برجل. لقد تعرضت فتاة أخرى وشقيقتها ووالدتهما وخطيبها للضرب والسحل، بعدما اقتحم الجيران منزلهن فى منطقة مؤسسة الزكاة التابعة للمرج بالقاهرة، بزعم أنهم شاهدوا شقيقتها مع خطيبها بمفردهما فى شرفة الشقة وتبادلهما الأحضان، فلا حرمة للحياة الخاصة ولا للمنازل، ولا ضمان أن يعيش الإنسان آمنًا مطمئنًا داخل بيته، فحُرّاس الفضيلة والشرف والقيِّمون على تصرفات الناس ومنعهم من خدش الحياء، والمتغلغلون فى كل مكان، فى الأحزاب الدينية ومواقع التواصل الاجتماعى وفى الهواء الذى نتنفسه يشمتون فى موت المفكرين والأدباء، خاصة النساء، وعلى رأسهن الأديبة والمفكرة الدكتورة نوال السعداوى، ويختصرون مصر فى العبارة التالية بكل سهولة: «نحن أمة الإسلام، أمة الختان». يا سادة تتقدم الأمم بترك الوهابية، بينما نتشبث بها نحن!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهم يرقصون على جثث الضحايا وهم يرقصون على جثث الضحايا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon