توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ستظل حاضرة فى الصوت والصورة

  مصر اليوم -

ستظل حاضرة فى الصوت والصورة

بقلم - عزة كامل

فى رحاب مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، التقيت «رشيد مشهراوى» فى شرفة المطعم المطلة على النيل، وحملنا الحديث عن أحوال «غزة» وصمودها، الذى كان يفيض فى عينيه، وافترقنا لنلتقى لاحقًا فى ندوة أعدتها إدارة المهرجان عنوانها: «الأفلام من المسافة صفر»، وذهبت حيث كان «رشيد» يجلس على المنصة مع المخرجة والمنتجة والكاتبة الفلسطينية «ليالى بدر»، التى أدارت الندوة بحماس وتأثر بالغين، وامتلأت القاعة بالجمهور وصناع الأفلام والنقاد.

حملتنا ليالى بدر إلى غيمة رمادية، وأخذنا «رشيد» فى رحلة شاهدنا فيها رسائل مصورة لشباب فلسطين من صناع الأفلام الموهوبين والمبتدئين فى قطاع غزة، والذين صوروا أفلامهم تحت الحصار والإبادة والقنص والتنكيل. هؤلاء الشباب أصرّوا على تصوير حكاياتهم وسرد قصص لم تُحْكَ من قبل، القصص الشخصية، وتقديمها بجودة فنيات عالية، وتقديم مضمون مغاير، وقدم لنا «رشيد» مقطعًا مصورًا من فيلم يصور تجربة شخصية لأحد الشباب وهو ينام داخل كفن أبيض يقيه من البرد، ولو قليلًا، ومقطعًا لآخر يستحم فى غرفة غسيل موتى فى أحد مشافى غزة، وحكى «رشيد» عن الشاب الذى اعتذر عن عدم صنع فيلمه، وأخبره: «كيف أصور فيلمًا وأنا أبحث عن خبز لأطفالى الجوعى؟»، فأقنعه «رشيد» بتصوير المأساة، وأخبرنا عن مخرجة استُشهدت شقيقتها أثناء التصوير، فلم تستطع استكمال الفيلم، وحكى عن صعوبة صنع الأفلام، وسط انقطاع الكهرباء وانعدام الإنترنت والإصرار على التصوير بأضواء هواتف نقالة، وكيفية عزل صوت «الزنانة»، وهى الطائرة المسيرة الصغيرة التى يطلقها الاحتلال للتصوير والاغتيال والتصفية.

أخبرنا «مشهراوى» أن صوت «الزنانة» سوف يتسيد أرجاء الخيمة التى سينصبها فى مهرجان «كان» القادم، وذلك لعرض هذه الأفلام، ونقل التأثير النفسى والعصبى لهذه الزنانة، التى تُعتبر بمثابة جحيم متنقل.

رأيت فى دموع صديقتى «ليالى بدر» وخفقات قلبها حكايات الشباب الفتىّ فى فلسطين تعانقنا، وددت أن أرفع صوتى من مقعدى وأقول لها: لن يجف ماء القلب بعد يا ليالى، لا شىء يبقى على حاله أبدًا، وسينقلب السحر حتمًا على الساحر، وكما صنعت «غزة» رشيد المشهراوى سينمائيًّا باعتباره ابنها الذى عاش طفولته وصباه وشبابه فيها، ستصنع «غزة» هؤلاء الشباب سينمائيًّا رغم الإبادة والحصار. لن يستطيع الاحتلال رغم آلته الحربية والأمنية والقمعية أن يلغى تاريخ وذاكرة شعب عريق مادام هناك سينمائيون يوثقون حكاياتهم بشغف وإبداع.

فلسطين ستظل حاضرة دائمًا وحتمًا فى القلب والصوت والصورة تغسل صفحة السماء بالإبداع من المسافة صفر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستظل حاضرة فى الصوت والصورة ستظل حاضرة فى الصوت والصورة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon