بقلم - عزة كامل
ونحن نحتفل مع الأهل والأصدقاء «بعيد الأضحى»، وفى غمرة المزاج الصافى، أفكر كثيرا، وأحاول أن أنجو من سؤال فادح، وهو: ترى ما الذى ستحمله لنا الأخبار عن كابوس التحرش فى العيد؟.
منذ 2011 تعالت الأصوات تصرخ من وقائع التحرش المتكررة، وظهرت مبادرات مجتمعية لمناهضة التحرش، وتم إصدار مادتين فى قانون العقوبات وتراوحت العقوبات بين الحبس من ستة أشهر إلى خمس سنوات، وبادرت جامعة القاهرة بإنشاء وحدة لمكافحة التحرش والعنف، وخصص المجلس القومى للمرأة خطوطا للشكاوى وغرف عمليات من أجل تلقى شكاوى حالات التحرش الجنسى، وتقديم الاستشارات القانونية، كما قام بافتتاح وحدات لمكافحة التحرش الجنسى فى جامعة عين شمس وجامعة أسيوط، ورغم ذلك فمازال التحرش مستمرا، وحكاياته المريرة لا تنتهى، وامتلأت صفحات الفيس بوك بقصص وحكايات من فتيات تعرضن للتحرش، قصص تحرش يكاد المرء لا يصدقها من درجة عنفها وبشاعتها، تحرش فى البيت، وفى المدرسة والجامعة والشارع، أماكن العمل، وفى الحدائق والمواصلات العامة، ورغم محاكمة بعض المتحرشين، فمازالت الجريمة القبيحة مستمرة، وأحدثها التحرش الذى تعرضت له فتاة التجمع الخامس، التى صورت الواقعة ووضعتها على صفحتها وفضحت المتحرش، الذى صرح عبر مداخلة هاتفية له على محطة «نجوم إف إم»: «بأنه مبسوط لأنه أصبح أشهر واحد فى مصر، والموضوع لا يضايقه، وهناك خمسة آلاف شخص يرغبون أن يشربوا معه نفس كوب القهوة الذى عرضه على الفتاة»، تبجح وانحطاط وجريمة معلنة.
الأفظع من كل هذا تعليقات الرجال الذين يهاجمون الفتاة، ومنهم طبيب يعمل فى مستشفى جامعى، كتب على صفحته دون أى اعتبارات أخلاقية: «أنه طالما أن الفتاة تريد أن تعيش حياة أوروبية أمريكية، فعليها أن تقبل كوب القهوة»، ونعت الفتاة دون أى قيود، وسبّ كل النساء المصريات بألفاظ بذيئة وحقيرة، وحرض على التحرش، كيف يؤتمن هذا الطبيب على مرضاه؟!، ماذا يريد هو ومن على شاكلته؟، يريدون أن يحولوا أجساد ورؤوس النساء لساحة حرب شهوانية، وتسيد تيار سلفى أصولى معادى لأى تقدم تكون المرأة هى واجهته.
متى تستطيع النساء أن يمشين فى بلادهن آمنات، فرحات وسعيدات، واثقات بخطاهن فى الفضاء العام والحياة كلها، لا كلمة ولا فعل جنسى بذىء يخمش أجسادهن وقلوبهن، القانون وحده لا يكفى، نحتاج أن نعيد تربية كل أفراد المجتمع على احترام المرأة، وأنها ليست متاعا أو فريسة، وأن المرأة والرجل على قدم المساواة.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع