توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان

  مصر اليوم -

عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان

بقلم : عزة كامل

 بكت جميلة بو حيرد، بكت بحرقه أثناء مشاهدتها للفيلم الوثائقى «معزوفة الموت قصة مدينة تحاصرها الألغام». المدينة هى بنغازى، بكت جميلة وقالت: قهرتنى هذه الدماء التى تسيل فى ليبيا، وأوجعتنى الكلمات التى قالها وزير خارجية بريطانيا، والذى احتقر الضحايا الذين اغتالهم الإرهاب فى ليبيا، وقال: سوف ننظف الشواطئ من تلك الجثث ونبدأ فى خطط إعادة الإعمار والاستثمار لتتحول شواطئ ليبيا إلى دبى أخرى.

تجاهل الوزير البريطانى آلام الناس وحاجتهم لنزع الألغام وبرامج إعادة التأهيل النفسى بعد صدمة الحرب، صرخت جميلة بصوت مبحوح غاضب: ياليتنى أستطيع أن أذهب للجهاد فى ليبيا بالرغم من سنى، وعندما هدأت وقفت وقالت: (أنا منذ ستين سنة لم أتكلم عن الثورة الجزائرية، سبع سنين دم وغم وحزن ودموع، ناضل كبار وأعطوا الغالى وأخذوا الرخيص، وإذا أردت أن أكلمكم عن الثورة أحتاج إلى سبعة أيام متواصلة واليوم منها بمقدار سنة من الثورة، هذه الثورة التى كان لى شرف المشاركة والانخراط فيها، ثورة كبيرة، ثورة عظيمة، حتى الصغار فيها كانوا أبطالا، أؤمن بأن الشعوب ستنتصر، لأن الحق دائماً يكون مع الشعوب، وربنا يطيل من عمرى وأزوركم مرة أخرى وأحكى، وربما أكتب فى يوم ما عما أختزنه فى حشاياى وفى قلبى).

هكذا ختمت جميلة كلمتها وهى تجفف دموعها السخية التى تحمل كل معانى الحزن والألم والغضب والحب أيضاَ..

فى جلساتنا القصيرة الحميمة معها، كانت تحدثنا عن مصر وحبها الساكن فى قلبها، فنشعر أن هذا القلب يتسع للناس جميعا، وأن دفئاً يتسرب من كلماتها، وابتسامتها الودود، وقوتها التى تنبع من أعماقها، وحين نستمع إليها نفتش معاً عن قصائدنا الوطنية المنسية، ورغم معاناتها نرى فى عينيها نظرة أمل ورحابة، تروى ظمأ الأجيال، وعندما تلوح بأناملها الرقيقة بعلامة النصر نشعر بأننا انتعشنا من جديد وهى بيننا تسمو وتشرئب كأنها تولد من جديد، لتعود صبية تحمل السلاح وتناضل وكل العيون ترنو إليها محدقة فيها إجلالاً وإكباراً وهى تنظر إلينا شامخة مرفوعة الهامة حرة بلا ضجيج.

احتفاؤنا بجميلة تأخر عن موعده كثيراً، لكنها عندما أتت هذه المرة خدشت قلوبنا، دغدغت عواطفنا، وغازلت فينا الحنين إلى زمن أسطورى، نتساءل فى أعماقنا ما الذى يجعل هذه المرأة صلبة كالوتد رغم مرور السنين وتقدمها فى العمر، ربما من آلامها، من نضالها، وشهداء الوطن، والدماء التى سالت، تستمد تلك المرأة صلابتها ووهجها، حملتنا وعبرت بنا لتفتح لنا الأبدية أبوابها، حملتنا على كتفها وعبرت بنا الأزمان، لم يكن لقاء ولم يكن وداعا.

تخطفنا رغبة فى البكاء، تجرفنا صبوة الحنين وننقش اسمها أيقونة على دفتر الليل، تضىء جسارتها ليل آلامنا، مسنا حنين جماعى أمام طلتها، لا كلمات تكفينا لنصف لها أننا مازلنا نحيا فى تاريخها مفتونون بأحلامها، كيف نشفى من حبك يا جميلة، يكفى مرورك لكى نستعيد إنسانيتنا.

مرّ حب من هنا، ومرّت جميلة وبكت فى مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة لتبقى دوماً فى قلوبنا.

نقلاً عن المصري اليوم القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان عندما بكت جميلة بوحيرد فى أسوان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon