توقيت القاهرة المحلي 09:40:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صوت فاطمة وتحولاته

  مصر اليوم -

صوت فاطمة وتحولاته

بقلم - عزة كامل

على العتبة أقف وأراقبها، تصدح بصوت قوى بموال شجى، أحب لون جلبابها الفضفاض، والكردان الذي يزين عنقها، وحلق المخرطة الذي يتدلى من أذنيها، وطرحتها المزركشة، تضحك ابنتها «أنهار» زميلة المدرسة، تغمز لى أن أدخل معها غرفة أمها، أجلس مقرفصة بجوارها، أراقب الست «فاطمة» التي تحتوينى بنظرة حنون، وهى تستمر في الغناء، تشبه المطربة الشعبية «خضرة محمد خضر» التي نراها في التليفزيون، وهى من المطرية بلدها، بلد الصيادين بتراثهم الغنائى الجماعى الجميل.

تذهلنا الست فاطمة ونحن نجلس حولها وهى تحكى حكايات شهر زاد، وتسحرنا بتدفق الحكايات، ننجذب إلى خيط حكاياتها، تتوقف فجأة، وتجعلنا في قلق انتظار ما سيحدث، ترفعنا لسابع سما، وتنزلنا لسابع أرض، ونحن نعيش في قلب تبدل المصائر والأقدار، تحكى لنا حكاية «الصياد والجن»، و«أنس الوجود والورود في الأكمام»، وحكاية «الأحدب»، و«سندباد الحمال وسندباد البحار»، وتعرج بنا إلى «مدينة النحاس»، فيختلط الواقع والخيال، وتبهرنا بتقليد «دليلة العجوز وابنتها زينب النصابة»، ترحل إلى عوالم مسحورة: جزيرة «واق الواق»،«العجوز شواهى ذات الدواعى وهى تذبح شركان والغلمان فيما كان الوزير دندان يقرأ القرآن»، وترعبنا بصوت أجش وهى تمسك بخيوط الحكى مرة أخرى في حكاية مدينة المجوس «ولم يزالوا عاكفين على ما هم عليه حتى نزل عليهم المقت والسخط من السماء عند طلوع الفجر، فمسخوا حجارة سوداء وكذلك دوابهم وأنعامهم».

نحلق معها في أمكنة وأزمنة خيالية، تسيطر على عقول وقلوب من يستمع إليها وهى لا تقرأ ولا تكتب، ذات مرة كنت أجتاز العتبة داخلة إلى غرفتها، لم أسمع صوتها، كانت جالسة تبحلق في الجدار أمامها ذاوية وذابلة، حاسرة الرأس، أحسست بأن شيئًا غامضًا سيئا حدث، لكننى رأيت شفتيها تتحركان، واندفعت دموعها حارة على خديها، جاءت «أنهار»، بدا صوتها مخنوقا، هاربا وهى تخبرنى بأن«الست فاطمة» أمها صوتها ضاع، انحبس في حنجرتها، من يومها ظللت أواظب على الذهاب إليها لأحكى لها كل يوم حكاية من حكاياتها التي كانت ترويها لنا، ورغم أنها كانت تنصت لحكايتى إلا أننى كنت ألمح حزنها طافيا في عينيها، رغم أنها كانت تنصت لحكايتى وتلاحظ ارتباكى فتطمئننى بإشارة من يدها أن أستمر، أحكى لها عن حكاية الصياد الذي أخرج العفريت من القمقم، رحلت الست فاطمة عن عالمنا ولم ترحل حكاياتها، فمازال صوتها الساحر القوى يتجلى كلما هممت بقراءة حكاية من حكايات الليالى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت فاطمة وتحولاته صوت فاطمة وتحولاته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon