توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور مفرط

  مصر اليوم -

تطور مفرط

بقلم - عزة كامل

لماذا نكون نحن النساء فى حاجة إلى تبرير مكانتنا وأفعالنا دائما؟، فى محاولات فاشلة لدحض محاولات الإقصاء والتهميش، لماذا علينا أن نتنازل عن طيب خاطر ورضا مفتعل للتواجد فى الفضاء العام؟!، بل نعتذر عن ذلك أيضا، ولماذا علينا أن نعيش الضغط والتنكيل ونواجه العراقيل أمام شهوانية ذكورية مريضة فجة اجتاحت البر والبحر والجو؟، ولماذا علينا أن نتعرض صاغرين للسخرية والاستهزاء والاستخفاف والتنكيل والترويض؟!

لسنا جوار، ولسنا محظيات لمتعة الرجال وإشباع غرائزهم، يجب أن يفرض كل رجل على نفسه رقابة ذاتية جنسية ليصبح فردا مسؤولا تجاه المجتمع، لا مجرد بوق يردد تعاويذ حماية الأخلاق والشرف، فى نفس الوقت الذى يمارس فيه التحرش بازدواجية وعنصرية وشهوانية قبيحة، وانحطاط قيمى وأخلاقى منحط، يمارسون أفعالهم الخسيسة دون أدنى شعور بالذنب، ولا يهم إذا كانت الفريسة طفلة، أو شابة، أو امرأة منتقبة، أو امرأة محجبة، سافرة، فى المواصلات وفى الشارع، على الشاطئ، ويتبارون فى وصم ضحيتهم التى تتجرأ لفضحهم سواء بالتصوير، أو بتحرير محضر أو الحبس، ويكون مصيرها الضرب أو تشويه الوجه أو الطعن، وكم تكون الكارثة مروعة حين تزهق من جراء ذلك الأرواح، كما حدث للزوج الذى دافع عن زوجته ضد المتحرش بشاطئ أبويوسف بالعجمى فأردوه قتيلا.

لقد قتلت النساء اللاتى تعرضن للتحرش بحد السيف مرات ومرات، بدءا من انتهاك أجسادهن، مرورا بإلقاء اللوم عليهن وإطلاق النمائم والافتراءات والأكاذيب والعقد النفسية والشائعات عليهن، حتى ينتهى الأمر بالقتل العلنى.

عقد نفسية وتدهور أخلاقى توظف لحساب ذكورية غثة، يباركها المنافقون والمراءون الذين يتلذذون بإهانة النساء تحت نزعات سادية مفرطة، واستهداف الجسد الأنثوى وإصابته بالأذى والضرر والتشويه العضوى والنفسى من بتر الأعضاء التناسلية، تزويج القاصرات والإتجار بهن، والتحكم فى حياتهن، وتغيب عن النساء أداة التعريف للتقليل من احترامهن وإمعانا فى إذلالهن: (فتاة العتبة، فتاة إمبابة، فتاة المول، فتاة التجمع..)، أى يتم إلغاء المرأة لحساب الرجل، واختزالها لمجرد وعاء جنسى، والأخطر هى ردود فعل من يتماهى معهم، إنها ردود كاشفة للمستنقع الردىء الذى يحيط بمجتمعنا، هذا بالإضافة إلى الغموض والتبرير المخيم على مشروعية النساء فى الشارع، المقصود هو إلغاء إرادة المرأة الكائن الفيزيائى، إلغاء إرادتها المستقلة، ويضرب عليها حجاب نفسى، يحجب الإرادة والإدراك والفعل، الطريق للانعتاق باهظ التكلفة، لكن الرجال لا يعلمون أن غضبة نساء مصر سوف تأكل الأخضر واليابس.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور مفرط تطور مفرط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon