توقيت القاهرة المحلي 13:16:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«البراندات» ...على كورنيش الإسكندرية!

  مصر اليوم -

«البراندات» على كورنيش الإسكندرية

بقلم - ماجدة الجندي

لو حكينا عن حكاية كورنيش الاسكندرية نبتدى منين الحكاية؟. ممكن نبدأ بالكلام عن خطورة غياب الثقافة عن المسئول التنفيذى مثلا.. أو يمكن أن نذكر، أنه فى سبيل السعى الى فكر مؤسسي، وبناء مؤسسات، لا يحق لمسئول تنفيذي، اتخاذ قرار منفرد، وكأنها فكرة طلعت فى دماغه، دون رؤية متكاملة.. أو يمكن ثالثا ورابعا وخامسا أن نصرخ: يكفينا ما ضاع، وتم تبديده.... يمكن أيضا البداية من السؤال، عن أحقية الناس فى أن تفهم طبيعة ودوافع ما يتم او ما يخص حياتها والمكان الذى تعيش فيه؟ عن المحددات لطبيعة عمل المسئول التنفيذى والتى لا نعرف أين تقف ولا ماهى حدودها، والتى سمحت وتسمح لأى موظف حتى ولو فى محلية من المحليات، أن يتخذ قرارات، يراها هو من وجهة نظر صائبة، او يمررها تحت أى مبرر، فإذا بها مدمرة!.. أو ربما كان من من باب اولي، نمارس النقد الذاتى لانفسنا كصحفيين، كأبناء مهنة يفترض فيها، أنها تضع تقصى الحقائق فى صدارة، مسئولياتها، ولم تفعل فى التوقيت المناسب؟ او نتكلم عن فقه القيمة، فريضتنا الغائبة، تحت وطأة الترويج ان كل شىء تحسب قيمته بالفلوس، غافلين عن أن هناك ما لا يعوض ولا يقدر بالفلوس.

استيقظ الاسكندرانية على تجليات أو أنواع من الأسوار العازلة، بين الناس والبحر.. أسوار حديدية.. أعمدة على شاكلة أعمدة السجون.. أسوار خرسانية، أسمنت صب. يوم.. اتنين.. تلاتة، ووسائل التواصل الاجتماعى تغمرنا بصور، إن لم يكتب تحتها انها لكورنيش الاسكندرية، لذهب خيالك الى بعيد.. كان من ضمن الصور، لقطة يمكن ان تكون عالمية.. سيدة جالسة فوق كرسى بلاستيك ابيض، تمد بصرها الى بحرها، بحر الاسكندرية.. عبر الاسوار الحديدية! أيام وأيام، صور وتعليقات دون ان نقرأ كلمة فى جريدة او تحقيقا على شاشة، حتى قدمت القناة الاخبارية، اكسترا نيوز، مداخلة مع السيد اللواء أحمد حجازي، رئيس الادارة المركزية للسياحة والمصايف، ليبشرنا أنه جار تنفيذ مشروع سياحى ضخم، سوف يضع الاسكندرية على خريطة السياحة، وانه وبسبب هذا المشروع، السائح سيمكث فى الإسكندرية أربعة ايام بدل اثنين!.. وايه هو المشروع؟ المشروع يا سيدي، جزء منه عشرون محلا، كلهما براندز! براندز يعنى ، ماركات..! يعنى سوف تدخل الاسكندرية، أو بالأحرى مصر موسوعة الغرائب والطرائف، من باب البراندز! الموظف الذى حجب البحر، فى جزء من اروع مساحات المتوسط، ليبيع البراندز! من الترهيب ووأد الكلام وقطع الطريق على المنتقدين قال السيد المسئول، ان العشرين محلا، وفروت 800 فرصة عمل، وزادنا، الاتهام بأن الناس لا ترى الا السيئ، وان المنتقدين من حزب أعداء نجاح!

هل يجدى المنطق فى مثل هذا النقاش؟ أى منطق؟.. المنطق على سبيل المثال فى قياس النفع والضرر، او المعيار.. او المثل الذى احتذى به السيد المسئول أو أحقيته وهو مسئول عابر، مسئوليته تنفيذية محددة المدة، طالت او قصرت، فى اتخاذ مثل هذا القرار العشوائي، واسمح لى المخرب؟ لقد نحيت جانبا، اى حديث عن أحقية المواطنين فى «نفس هوا نضيف» أو حقوقهم فى معرفة ما يجري.. انا فقط اتساءل من أين أتى السيد المسئول بهذا النموذج ...من أين استوحى فكرة البحر السجين؟ وماهى حدود معرفته بالسياحة، التى يتولى مسئوليتها بالاسكندرية، بالسياحة كرؤية ومنتج .لا سيدي.. لسنا أعداء للنجاح .. لكننا تعبنا من تغييب الثقافة .. أنهكتنا الأسئلة التى بلا إحابة.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البراندات» على كورنيش الإسكندرية «البراندات» على كورنيش الإسكندرية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon