توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيرة وطن.. و«سى فى» شخص!

  مصر اليوم -

سيرة وطن و«سى فى» شخص

بقلم - ماجدة الجندي

سامحه الله زميلنا الإعلامى الأستاذ محمد الباز، الذى فى سياق متابعته لقضية ٥٧٣٥٧، طرح سؤالاً، ضمن ما طرح، حول «السى فى» الخاص بالسيد المدير التنفيذى للمستشفى.. سؤال وارد ومشروع، لكنه بالتأكيد لم يكن يدرى أنه بسؤاله قد «نكش» ذاكرة، لا تكف عن الربط والتأمل.. رغماً عنى وجدتنى أقول والله مصر دى «جبل»، جبل فعلاً لا مجازاًً.. إن العقود التى عشناها وكنا فيها شهوداً، لم نسمع، ولم يرو لنا أحد، كفيلة بأن تحس بمعجزة هذا البلد واستمراره، وقدرته الفذة على «هضم»، الزلط.. هل يمكن أن تتأمل جزءاً ولو محدوداً من «سيرة وطن» بالربط بينها وبين «سى فى» شخص؟ سؤال تال: هل تستطيع فى بلد غير مصر أن تجد رجلاً واحداً يترأس فى مشواره المهنى مؤسستين لا رابط مهنيا بينهما، ولعقود، بشرط وحيد هو أنه لم يتأهل بدراسة تخص أياً منهما ولم يدرس علم الإدارة ولا كانت له كرامات فى هذا المجال؟

مصر وحدها التى بالإمكان أن يجرى فيها هذا ولا يثير أى الأمر أى اندهاش، بل لا يستوقف الأمر أحداً ليسأل عن العلاقة بين أن تكون «درعمياً»، دارساً لعلوم اللغة، ولا يعرف عنك أى غرام بالكتابة، ثم تترأس واحدة من أكبر مدرستين للصحافة ولسنوات، وبعدها تقود أكبر مستشفى متخصص لعلاج أورام سرطان الأطفال، مع أنك لا أثبت عبقرية فى إدارة الأولى ولا فهم الناس سر جلوسك فى مقعد قيادة منشأة طبية.. هل يمكن أن يتحمل بلد غير مصر مثل هذه الظاهرة؟ هل يمكن أن يتطوع دارس أو باحث ببعض من وقته ليدرس هذا التوازى بين «سيرة وطن» و«سى فى شخص»، متخذاً تلك الحالة نموذجاً؟

سؤال الزميل محمد الباز فى سياق مناقشته لقضية مستشفى ٥٧٣٥٧ أعادنى لمنتصف السبعينات وكنت قد التحقت بمجلة صباح الخير عام ١٩٧٢، يعنى كنت فى الأتون ولم يرو لى أحد، وعاصرت المنحدر الذى تم وضع مؤسسة روز اليوسف فيه والدفع بها قصداً.. عقب ما عرف بمظاهرات الخبز، يناير عام ١٩٧٧، صدرت روز اليوسف بمقالات للأستاذين عبدالرحمن الشرقاوى، رئيس مجلس الإدارة، وصلاح حافظ رئيس التحرير، تحمل توجهاً مخالفاً لتوصيف الرئيس السادات الذى رأى أن ما جرى كان «مظاهرات حرامية».. كانت مؤسسة روز اليوسف فى هذا الوقت تعبر عن توجه منحاز للناس أو لنقل باختصار إنها وبتاريخها كانت تضم خلاصة الكتاب من اليسار.. المهم وبعيداً عن التفاصيل التى قد لا تتسع لها المساحة، يمكن القول إنه فى تلك اللحظة أضمر القرار «بتفكيك» هذه المؤسسة المناوشة المناوئة، ودون عنف.. أو اصطدام وبمنتهى النعومة.. رحل الأستاذ الشرقاوى وجرت فى الأمور أمور كانت الغاية من ورائها إعادة صياغة تركيبة روز اليوسف، وتحويل «عضمها» من أساطين الكتابة إلى مجرد أقلية لا تملك قراراً.. بحكم تكوين روز اليوسف، لم تكن مجرد مؤسسة صحفية، لكن أوتادها كانوا «كتاباً» ومبدعين، وفنانين تشكيليين، يتسمون بوعى وثقافة «مؤرقة».. أعداد هؤلاء كانت محدودة لأنها مؤسسة كانت لا تقبل «النص نص» كل سنة أو سنتين، تعين محرراً أو رساماً.. قرار تفكيك روز اليوسف سار على جناحين: التعيين بالغمر، ليصبح المناوئون أقلية، ثم وضع أسماء على مقعد قيادتها، علاقتهم بالصحافة كعلاقتهم بالفيمتو ثانية (التى لم تكن قد اكتشفها الدكتور زويل بعد).. وفى هذا السياق جلس على مقعد رئيس مجلس الإدارة أسماء، صارت من النوادر وجابت المؤسسة إلى درك معروف، وبالذات مجلة روز اليوسف باعتبارها الجناح السياسى للمؤسسة.. طبعاً هناك تاريخ طويل لتلك الفترة لكن سامح الله زميلنا محمد الباز وجازاه عن سؤاله عن «السى فى» للرئيس التنفيذى لمستشفى ٥٧٣٥٧، هو الذى أوحى إلىّ بتأمل «سيرة وطن من خلال سى فى شخص».. تلك الانفرادة المصرية الصميمة، التى أتحدى أن تجد لها نظيراً فى الدنيا.. ومع ذلك مصر مكملة.. استحملت وبتستحمل.. جبل والله!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرة وطن و«سى فى» شخص سيرة وطن و«سى فى» شخص



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon