توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيرة وطن.. و«سى فى» شخص!

  مصر اليوم -

سيرة وطن و«سى فى» شخص

بقلم - ماجدة الجندي

سامحه الله زميلنا الإعلامى الأستاذ محمد الباز، الذى فى سياق متابعته لقضية ٥٧٣٥٧، طرح سؤالاً، ضمن ما طرح، حول «السى فى» الخاص بالسيد المدير التنفيذى للمستشفى.. سؤال وارد ومشروع، لكنه بالتأكيد لم يكن يدرى أنه بسؤاله قد «نكش» ذاكرة، لا تكف عن الربط والتأمل.. رغماً عنى وجدتنى أقول والله مصر دى «جبل»، جبل فعلاً لا مجازاًً.. إن العقود التى عشناها وكنا فيها شهوداً، لم نسمع، ولم يرو لنا أحد، كفيلة بأن تحس بمعجزة هذا البلد واستمراره، وقدرته الفذة على «هضم»، الزلط.. هل يمكن أن تتأمل جزءاً ولو محدوداً من «سيرة وطن» بالربط بينها وبين «سى فى» شخص؟ سؤال تال: هل تستطيع فى بلد غير مصر أن تجد رجلاً واحداً يترأس فى مشواره المهنى مؤسستين لا رابط مهنيا بينهما، ولعقود، بشرط وحيد هو أنه لم يتأهل بدراسة تخص أياً منهما ولم يدرس علم الإدارة ولا كانت له كرامات فى هذا المجال؟

مصر وحدها التى بالإمكان أن يجرى فيها هذا ولا يثير أى الأمر أى اندهاش، بل لا يستوقف الأمر أحداً ليسأل عن العلاقة بين أن تكون «درعمياً»، دارساً لعلوم اللغة، ولا يعرف عنك أى غرام بالكتابة، ثم تترأس واحدة من أكبر مدرستين للصحافة ولسنوات، وبعدها تقود أكبر مستشفى متخصص لعلاج أورام سرطان الأطفال، مع أنك لا أثبت عبقرية فى إدارة الأولى ولا فهم الناس سر جلوسك فى مقعد قيادة منشأة طبية.. هل يمكن أن يتحمل بلد غير مصر مثل هذه الظاهرة؟ هل يمكن أن يتطوع دارس أو باحث ببعض من وقته ليدرس هذا التوازى بين «سيرة وطن» و«سى فى شخص»، متخذاً تلك الحالة نموذجاً؟

سؤال الزميل محمد الباز فى سياق مناقشته لقضية مستشفى ٥٧٣٥٧ أعادنى لمنتصف السبعينات وكنت قد التحقت بمجلة صباح الخير عام ١٩٧٢، يعنى كنت فى الأتون ولم يرو لى أحد، وعاصرت المنحدر الذى تم وضع مؤسسة روز اليوسف فيه والدفع بها قصداً.. عقب ما عرف بمظاهرات الخبز، يناير عام ١٩٧٧، صدرت روز اليوسف بمقالات للأستاذين عبدالرحمن الشرقاوى، رئيس مجلس الإدارة، وصلاح حافظ رئيس التحرير، تحمل توجهاً مخالفاً لتوصيف الرئيس السادات الذى رأى أن ما جرى كان «مظاهرات حرامية».. كانت مؤسسة روز اليوسف فى هذا الوقت تعبر عن توجه منحاز للناس أو لنقل باختصار إنها وبتاريخها كانت تضم خلاصة الكتاب من اليسار.. المهم وبعيداً عن التفاصيل التى قد لا تتسع لها المساحة، يمكن القول إنه فى تلك اللحظة أضمر القرار «بتفكيك» هذه المؤسسة المناوشة المناوئة، ودون عنف.. أو اصطدام وبمنتهى النعومة.. رحل الأستاذ الشرقاوى وجرت فى الأمور أمور كانت الغاية من ورائها إعادة صياغة تركيبة روز اليوسف، وتحويل «عضمها» من أساطين الكتابة إلى مجرد أقلية لا تملك قراراً.. بحكم تكوين روز اليوسف، لم تكن مجرد مؤسسة صحفية، لكن أوتادها كانوا «كتاباً» ومبدعين، وفنانين تشكيليين، يتسمون بوعى وثقافة «مؤرقة».. أعداد هؤلاء كانت محدودة لأنها مؤسسة كانت لا تقبل «النص نص» كل سنة أو سنتين، تعين محرراً أو رساماً.. قرار تفكيك روز اليوسف سار على جناحين: التعيين بالغمر، ليصبح المناوئون أقلية، ثم وضع أسماء على مقعد قيادتها، علاقتهم بالصحافة كعلاقتهم بالفيمتو ثانية (التى لم تكن قد اكتشفها الدكتور زويل بعد).. وفى هذا السياق جلس على مقعد رئيس مجلس الإدارة أسماء، صارت من النوادر وجابت المؤسسة إلى درك معروف، وبالذات مجلة روز اليوسف باعتبارها الجناح السياسى للمؤسسة.. طبعاً هناك تاريخ طويل لتلك الفترة لكن سامح الله زميلنا محمد الباز وجازاه عن سؤاله عن «السى فى» للرئيس التنفيذى لمستشفى ٥٧٣٥٧، هو الذى أوحى إلىّ بتأمل «سيرة وطن من خلال سى فى شخص».. تلك الانفرادة المصرية الصميمة، التى أتحدى أن تجد لها نظيراً فى الدنيا.. ومع ذلك مصر مكملة.. استحملت وبتستحمل.. جبل والله!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرة وطن و«سى فى» شخص سيرة وطن و«سى فى» شخص



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon