توقيت القاهرة المحلي 09:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المنظومة»

  مصر اليوم -

«المنظومة»

بقلم - ماجدة الجندي

حساسية الناس إزاء «المال العام»، أمر مشروع ومطلوب، خصوصاً فى ظل ظرف اقتصادى ضاغط، يمس كل مفردات حياة الناس.. وعلينا أن نفهم ردود الفعل الشعبية، إزاء ما قامت به الشركة «الراعية» للمنتخب القومى من ممارسات، وعلى الأخص قيامها بتسفير مجموعة من المشاهير وتحمل نفقات سفرهم والإقامة بدعوى دعم الفريق القومى. لو أن شركة خاصة قد أنفقت الملايين كما فعلت الشركة الحكومية، لقلنا «فلوسها وهى حرة فيها»، لكن شركة الاتصالات الحكومية، هى جزء من حكومة تطالب الناس بتحمل شظف العيش، ولا تتورع عن معايرتهم طوال الوقت، بأنهم مع كل التردى فيما يتلقون من خدمات، ما زالوا يأخذون أكثر مما يدفعون، ثم نفس الحكومة، عبر واحدة من شركاتها فى الاتصالات تقدم هذا النمط الإنفاقى، حتى لو أن لها ميزانية دعائية، فهذا استفزاز فج وغير مقبول ومن حق الناس أن تطالب بمحاسبتها، لأنه وببساطة هذه أموال دافعى ضرائب شعب من الفقراء.. الحكومة التى ترى «واجباً» على الشعب أن يتحمل ويدفع، عليها أن تعترف بأحقية نفس الشعب فى مراقبة أوجه إنفاقها لحصيلة «كده».. نعم الضرائب التى سافر وأقام بها المشاهير، هى حصيلة كد المصريين الفقراء الذين نتسول لهم سقف بيت، وسرير مستشفى، ودورة مياه فى مدرسة. أوجه إنفاق المال العام، ينبغى أن تخضع لما نعيشه كشعب، ضمرت بطنه من قسوة ربط الحزام! «المنظومة» التى تحكمنا شعباً وحكومة، لا بد أن تتوحد.. وأن نمارس «فقه الأولويات».. الناس تعانى بوعى لأنها تريد أن تعبر بوطنها، وممارسات الحكومة فى كثير من جوانبها، لا تتسق وما يعيشه الناس.. هى ممارسات، ليس مطلوباً فقط فرملتها بل ومحاسبة المسئول عنها.. «المعيار» الواحد هو ما ينبغى الاحتكام إليه.. ومعيار «الانضباط» هو عمود المنظومة.. وما قامت به شركة الاتصالات الحكومية، لا أتصور أن له نظيراً فى ممارسات لا حكومات الدول الفقيرة ولا حتى الدول الغنية. فكرة المنظومة وانضباطها تمتد فى طلة على المشهد، وما جرى للفريق المصرى فى كأس العالم فى مباراة روسيا، وبعيداً عن «كوبر» ومشاكله وخطط الهجوم والدفاع، هناك ما يمكن تناوله من حيث «المنظومة» التى كان من المفروض أن يخضع لها الفريق الرياضى، وأيضاً تحيط بالفريق. وإن لم نكن من المتخصصين «كروياً»، فلنا عيون وعقول، وإدراك يقول إن تعبير (فرح العمدة) الذى أطلقه البعض على الفندق الذى أقام به اللاعبون والذى من المفروض أنه كان بمثابة «المعسكر»، الذى على الأقل يضمن الهدوء والاستقرار النفسى، لأناس مقبلين على مهمة، كان تعبيراً دالاً على آفة عدم الجدية وافتقاد الانضباط الواجب توافرهما عندما تكون فى «مهمة». بسيطة: لو فريق مصر الذى يمثلها فى بطولة العالم الدولية «العسكرية»، وبالفعل هناك بطولات من هذه النوعية، هل كان يتم السماح باختراق «فندقهم» بوفود النجوم والمسئولين السابقين ورجال الأعمال و«عيالهم»؟ هل كانت «الضوابط» تتراخى، بل تكاد تسقط أمام الشهرة والفلوس وزفات السلفى و«بث المواموا» الحى، ورخات الصور والقنوات الفضائية التى وصلت لحجرات نوم اللاعبين؟ زميلى الأستاذ أحمد الطاهرى كان محقاً حين كتب على صفحته الخاصة بالفيس بوك «إن المقبل على امتحان عادى فى أى سنة دراسية عادية، يحرصون على تجنيبه التعرض لأى شوشرة وهو مقبل على الامتحان»، وألتقط منه الخيط لأقول إنه حتى فى تجربتى المحدودة فى متابعة ابن أو ابنة فى مسابقة أو بطولة فى نادٍ، فإن على رأس الوصايا كان ما يوصونه بأن «يكنّ»، ويخلو لنفسه استعداداً للمهمة، فما البال وفريق قومى يمثل دولة فى بطولة دولية وصل إليها بعد شوق أو على رأى المثل «يا حلاوتك يا خوخة شفتك بعد دوخة»! طيب انت وصلت بعد «دوخة»، للعتبة أو لمنصة الانطلاق ولم تصل إلى الهدف، فكيف يتحول الأمر وانت مجرد «واقف» على منصة الانطلاق، إلى السداح مداح، إلى حد أن يكون مطلب المدرب ولو إيجاد «ممر هادئ» يصل من خلاله اللاعبون إلى صالة الطعام وأماكن التدريب.. نحن إزاء فكرة نفى «البذل»، تضع تصوراً كاذباً يروج «للإنجاز» بالحشد والتظاهر والشعار.. صار الأمر ممجوجاً وغير منفصل عما سبق.. أنت فى الحالتين أمام انفلات «المنظومة».

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المنظومة» «المنظومة»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon