توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيل الحكومة!

  مصر اليوم -

خيل الحكومة

بقلم - ماجدة الجندي

 شعر بعض الإعلاميين بكثير من الخجل فى تعليقاتهم النارية عن اكتشفاهم أن معاشات الوزراء كانت فيما بين عامى 2003 و 2004، لا تتجاوز ألفين وأربعمائة جنيه...وصفوا ذلك بأنه فضيحة بجلاجل والحمد لله الفضيحة تم تداركها بقانون أجازه مجلس النواب رفع معاش الوزير إلى ثلاثة وثلاثين ألف جنيه بنسبة ثمانين بالمائة من راتب الوزير، (اثنين وأربعين ألف جنيه). ولا أعرف فى الحقيقة لماذا لا يشعر نفس الإعلاميين بقدر من ذات نوع الخجل وهم يعلمون بأن هناك رؤساء تحرير لم يكن لهم غير «شيت المرتب» لأنهم صدقوا أن من جد وجد ولما تقاعدوا كان دخلهم أو معاشهم بعد خمسة وثلاثين عاما من العمل الصحفي، كانوا خلالها «كتابا» حقيقيين وكوادر مهنة فعليا، مبلغ الألف وخمسمائة جنيه؟ لماذا لم تعل أصواتهم وأحد شيوخ مهنة البحث العلمى وقد ترأس لسنوات مركزا بحثيا لمؤسسة مرموقة، وقد تجاوز عمره الثمانين يضطر للعمل بالقطعة لدى تلاميذه، لأن معاشه لا يتجاوز الألفى جنيه وليسهم فى إعالة أحفاده. ولماذا لم تسل عواطفهم الجياشة وأحد وكلاء الوزارة ومهندس رئيس قطاع يكتب: أن معاشه 1585 جنيه يدفع منهم ايجار 450 وكهرباء 200، ومياه وغاز 250 و300 جنيه أدوية لجلطة القلب، ويتبقى له 350 جنيها طعاما وشربا وصابون غسيل ومواصلات وملابس.. السيد أسامة هيكل اعتبر أن معاشات الوزراء كانت فضيحة وماتم من إجازة قانون رفع معاشات رئيس الوزراء والوزراء ونوابهم ورئيسى مجلسى الشعب والشوري، تصحيحا واجبا، ونحن أول المهنئين وخاصة انه مما قيل ان الوزراء غير مسموح لهم بممارسة أى أنواع من العمل غير الوزارة وأن أسماء ترفض الوزارة لضعف الدخل.

الهمة والنشاط والحماس التى تعامل بها مجلس ينوب عن الناس يقابله صمت يكاد يكون تاما من نفس المجلس ازاء قضية أحقية تسعة ملايين صاحب معاش صدر لهم حكم قضائى بأحقيتهم فى ضم خمس علاوات وطعنت الحكومة فى الحكم, مع عدم جواز الطعن، لمجرد كسب الوقت! تسعة ملايين صاحب معاش بعضهم معاشه خمسمائة جنيه شهريا وبعضهم كوادر وقادة رأي، وسفراء وكتاب ومنهم ما لا يقل عن ثمانية ملايين شخص يعولون أبناء تخرجوا ولم يجدوا عملا ويساعدون فى تربية أحفاد لأن دخل أولادهم لم يعد يستر.. يعنى ثمانية ملايين فى متوسط أربعة على الاقل يساوى اثنين وثلاثين مليونا، يصدقون أن القانون يكفل لهم الوصول إلى حقهم، وحقهم هذا لا يكاد ما يقدمه من ستر، هو بضعة جنيهات.. ورقة توت، طعنت حكومتنا التى أخجلها معاشات الوزراء ورؤساء الوزارة وغيرهم ، طعنت على « ورقة توت»!

الاسبوع الماضى كتب أحد الشخصيات المخضرمة فى مجال العمل العام تعليقا على طعن الحكومة على الحكم الذى أقر بحق أصحاب المعاشات فى ضم العلاوات الخمس: «أموال المعاشات، 755 مليارا، غير الرقم المتنازع عليه، استخدمتها الحكومة فى سد عجز الموازنة وتمويل استثمارات» وأعاد فيما كتبه، تاريخا قريبا فترة السيد يوسف بطرس غالي. السادة الإعلاميون من أصحاب المشاعر المرهفة والسادة النواب الثوريون الذى على وشك احتكار «حب الوطن», والذين يقولون حانجيب لكم منين.. لهم كلمتان أخيرتان بعدهما أتوجه بنداء الى السيد رئيس الجمهورية أولا: العلاوت الخمس التى هى بحكم القانون والدستور من حق أصحاب المعاشات دفعها هؤلاء مقدما الى الحكومة.. والذين على طرف لسانهم، ما يشبه اللوم لأصحاب المعاشات لأنهم لا يقدرون ما تمر به الدولة، أقول لهم كم تبلغ دخولكم وماذا أعطيتم الدولة.. موضوع عدالة الدخل، حتى داخل المؤسسة الحكومية الواحدة، موضوع طالما تناولناه، ولابد من استعداله.

السيد رئيس الجمهورية: أصحاب المعاشات، الذين عاملتهم الحكومة «كخيلها» لم يطلبوا تعديلا ولا زيادة دخول أقرب الى الكفاف.. دخول شهرية يعولون بها أسرا، يدفعها غيرهم من الذين أيدوا ما قامت به الحكومة لسايس الجراج، أصحاب المعاشات لم يطلبوا ما يوازى «كدهم» مع أن ذلك حقهم، لكن عمق إدراكهم ووعيهم باللحظة يأبى عليهم، لكنهم انتووا عبر نقابتهم، نقابة أصحاب المعاشات، وبعد ملاوعة الحكومة لهم وللقانون، أن يتوجهوا الى سيادتكم.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيل الحكومة خيل الحكومة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon