توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مَن تخاطبون؟!

  مصر اليوم -

مَن تخاطبون

بقلم - ماجدة الجندي

بحكم العادة، سرى الموضوع وصار هو الفقرة الرئيسية لعدد من برامج التوك شو.. المشهد تحول على الأقل بالنسبة لعدد لا بأس به من الناس، إلى موضع للسخرية ومصمصة الشفاه.. بمناسبة شهر رمضان وعلى طريقة «اللى حافظ مش فاهم»، بدأ بعض من السادة الجدد، أصحاب البرامج، توجيه العظة الموسمية فى أهمية ألا يتحول شهر رمضان إلى شهر استهلاك و«أكل»! ورجاء حار من قرار قلوبهم أن يقتصد الناس ولا يشترون إلا قدر الاحتياج «ويا جماعة من فضلكم بلاش تبذير وتعالوا نضرب المثل، ولا تحولوا الشهر الكريم إلى شهر إهدار».. طبعاً هناك أكثر من مفارقة يمكن أن تستوقفك.. أبسطها أن هناك تقارير تبث من الأسواق عن نسب الاستهلاك وعلاقتها بالظروف الاقتصادية وأنواع من الركود فى بعض السلع التى ارتبطت برمضان وأن الذى كان يشترى كيلو أصبح يشترى «ثُمن كيلو»، هذا لو اشترى.. بعض البائعين اشتكى من ظاهرة «الفرجة».. الناس أغلبها لم يعد يملك غير الفرجة.. هذا وضع مفهوم مع كل التحولات والإصلاح والتعويم إلى آخره.. الخطاب الذى يدعو إلى «الإمساك» عن الشراء إلا بقدر الحاجة يبدو أنه «جاى» من فضاء غير الذى نعيش فيه، متجاهلاً أن الشرائح المتوسطة وليس فقط محدودو الدخل، لم يعودوا بالفعل قادرين حتى على الأساسيات وأنهم يواجهون حالة انعدام وزن حقيقى فى ميزانياتهم وأن ما كنا نتندر به عن شراء الأوروبيين اللحم بالشريحة والفاكهة بالثمرة، صار واقعاً لو تمكن منه البعض يصبح سعيد الحظ.. ولو دخلنا فى تفاصيل ميزانيات بيوت من كنا نعتبرهم «مستورين»، سوف يصبح حديث «الإهدار» وتحويل رمضان لشهر «أكل»، نكتة.

الحقيقة أن الفئة التى كنا نظنها مستورة فى طريقها إلى فقدان حتى هذا الستر.. والناس تتقبل معاناتها لأنها تريد أن تعبر بالبلد التى هى سترها الأكبر، لكن ذلك لا يمنع من أن «خطاب السادة الإعلاميين» بالدعوة للتقشف يبدو مستفزاً، بل يستحق وصفاً أقسى، ليس فقط لأننا لا نعرف مَن يخاطبون.. هل هو موجه لغالبية من الناس متوسطات دخلها صارت تقترب من دخل الفقر أو تخاطب القمة الذهبية «المحدودة» نسبياً التى ما زالت تقيم أفراحاً تتكلف الملايين، والتى تنشر إعلانات مصايف فى الساحل الشمالى كان آخرها إعلان عن تأجير بيت ساحلى بعشرات الألوف فى اليوم، ولن أشير إلى الرقم الدقيق لأنه تجاوز إمكانية احتمالى!!

أمر آخر لا يمكن تجاهله، بعض السادة المذيعين أدركه، على استحياء، فوضعه فيما يشبه الجملة الاعتراضية.. فيقول مثلاً «طبعاً يمكن واحد يقول إنت بتقول كده لأنك كذا...»، و«كذا» هذه تأخذ صيغاً متباينة تحاول أن تقول إنه صحيح ربنا فتح عليه شخصياً، لكن هذا لا يمنع من أن يدعو الناس «لربط الحزام».. فى بعض الأحيان، تأخذه «الجلالة»، أو تأخذها الجلالة، فيروح أو تروح تهتف فينا أن نكف عن الاستهلاك، بينما تضوّى الساعات أو المصاغ تحت أنوار الكاميرات، مما يجعل من «حديث التقشف» شيئاً «برانياً»، صناعياً غير مقبول صدوره.

المدهش أن يقوم مسئولون كبار بمداخلات مع مثل هؤلاء السادة، ليؤمّنوا على عظمة دعواتهم لنا بالتقشف وعبقرية ما يقولونه فى حرصهم على اقتصاد الوطن، بل إن أحدهم أخذته الجلالة هو الآخر، فراح يؤكد و«بالقسم» أنه لا شىء يقال بعدما تابع الكلام المتزن!

طيب.. هم يتخاطبون معاً.. «دخول» لا علاقة لنا بها، يعلق على كلامهم «مسئولون» يبدو أنهم أيضاً لا علاقة لنا بهم ولا اعتراض..

الاعتراض الوحيد أن يكون نحن، أو معظم الناس، هم الموجَّهة لهم هذه الدعوة بمراعاة التدبر وعدم التبذير: سواء الأطباء العاملون فى المستشفيات، أساتذة الجامعات، أصحاب المعاشات، تسعة وتسعون بالمائة من الصحفيين، موظفو الحكومة، الفلاحون حتى منهم من يملكون أرضاً يزرعونها أو الجالسون فى البيوت دون عمل.

مَن تخاطبون؟

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن تخاطبون مَن تخاطبون



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon