توقيت القاهرة المحلي 08:55:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المخاطرة بكنوز التراث المصرى!

  مصر اليوم -

المخاطرة بكنوز التراث المصرى

بقلم - ماجدة الجندي

 ليس ترفا ومصر تحارب، أن نطالب وزارة الآثار بالرد بشفافية كاملة عما يتردد من تفاصيل غير قانونية حول سفر 166 قطعة من آثار توت عنخ آمون لخمس سنوات مبدئيا، نظير خمسين مليون دولار. من حق الناس أن تطمئن على تراثها، خاصة أن وراءنا تاريخا من التفريط فى الاثار اتخذ اشكالا مختلفة من الإهدار. توجهت مجموعة من المصريين المتخصصين والمهتمين بخطاب الى السيد رئيس الجمهورية وإلى السيد المحامى العام، فى استغاثة لإنقاذ مجموعة من أندر أثار الملك توت عنخ آمون، سوف تخرج من مصر أواخر شهر مارس فى معرض، متنقل لخمس سنوات كاملة، متنقلة بين ثلاث قارات: أمريكا وأوروبا وآسيا، كما اعلنت وزارة الآثار المصرية، مائة وست وستون قطعة فريدة، وغير متكررة، منها ثلاثين بالمائة آثار الملك الذهبية، سوف يبدأ عرضها فى 22 مارس المقبل فى قاعة مركز كاليفورنيا للعلوم بلوس انجلوس، ثم تعود الى باريس للعرض بقاعة لا فليت، فلندن قاعة ساكش، متحف سمسونيات بواشنطن، المتحف الاسترالي، المتحف الوطنى بسيول. معهد فرانكلين بفيلاديلفيا، متحف فيلد، ثم مركز موراى بطوكيو ومركز أوساكا. الاستغاثة تتعلق بكل جوانب المعرض من حيث قانونية التعاقد والإجحاف بحقوق الجانب المصرى ونوعية المعروضات المسافرة والتأمين وغيره. هناك أولا نوعية الشركة الخاصة التى تم معها التعاقد وهى مخالفة صارخة للقانون الخاص بعرض الآثار رقم 3 لسنة 2010، وجوهره أنه لا يمكن التعاقد إلا مع متاحف أو معاهد علمية دولية، وهو ليس متحققا فى هذا المعرض، فالعقد مبرم مع شركة أمريكية خاصة اسمهاPremier Exhibitions غير مسجلة فى البورصة الأمريكية, وثانيا القيمة التأمينية لا تتناسب وخطورة وأهمية هذه القطع، ثم إن هذه الآثار الأكثر أهمية فى تراثنا، سوف لن تكون موجودة فى مصر، حين تحل الذكرى المئوية لاكتشافها، عام 2022، وكان من باب أولي، أن تكون محورا نعمل عليه، ليأتى الناس الى المتحف الكبير. وأيضا الإجحاف فى القيمة المادية التى سوف تتحصل عليها مصر، العقد المعلن من وزارة الاثار يشير الى أن مصر سوف تحصل على خمسين مليون دولار، على حين أن الدخل المتوقع من المعرض للشركة هو 500 مليون دولار. وهو دخل يقل عما كان فى معارض سابقة، فى أمريكا نفسها. وبالمقارنة على سبيل المثال والاتفاق الموقع بين لوفر فرنسا ولوفر ابو ظبي، فان فرنسا تحصل على مليار و300 مليون يورو فى 30 سنة، يعنى بمتوسط حوالى 49 مليون يورو فى العام، وهى ليست مقتنيات فى ندرة تراث توت عنخ آمون. هناك أيضا جوانب غير معلنة على المصريين، وموجودة على مواقع الخارج، حملتها لنا مجموعة متخصصة فى الآثار دشنت نفسها باسم «الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار». وبفتح رابط المعرض فى كاليفورنيا يتبين أمرين: الأول أن منسق المعرض هو الدكتور زاهى حواس، مما يطرح تساؤلا عن مسئولية الحفاظ على القطع المعروضة وهل السيد حواس يمثل وزارة الاثار المصرية أو الشركة الأمريكية الخاصة والتى كان واحد من اصحابها مسئولا عن الترويج لحملة «برنيطة» حواس التى قيل أنها كانت لأهداف خيرية، كما أن نفس السيد نورمان وشركته قد نظما معرضا تحت عنوان Quest of immortality, عام 2009، تم من خلاله سرقة واحدة من لعب «السنت» المهمة والفريدة وتم عمل محضر موجود ودفعت الشركة الأمريكية تعويضا هزيلا لمصر. والأمر الثانى الذى تشير اليه ولم يتم الإعلان عنه فى مصر فى العقد الذى أعلنته وزارة الآثار أن هناك مائة محاضرة للسيد حواس، على مدى السنوات السبع بعائد نحو مليون دولار. الدخل المتوقع أن تحققه كاليفورنيا من المعرض كما أعلن قد يصل الى 352 مليون دولار والأهم أنه يعمق حضورها على خريطة السياحة الثقافية. وزارة الآثار المصرية أعلنت أن الدخل المادى ليس هو ما يهمها فى المقام الاول، بل الترويج للسياحة! والحقيقة أن المسئولية الاولى لوزارة الآثار أن تحافظ على الآثار وعلى تطبيق القوانين التى تحمى تراث البلد ،أما الترويج للسياحة فمجاله وأدواته لا يمكن ان يكون السبيل اليها هو المخاطرة بكنوز التراث فى عقد مبهم، يفتقر الى الشفافية. فهل تساوى خمسين مليون دولار كل هذه المخاطر لدرة التراث المصرى؟

نقلا عن الاهرام القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخاطرة بكنوز التراث المصرى المخاطرة بكنوز التراث المصرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon