توقيت القاهرة المحلي 11:00:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المخاطرة بكنوز التراث المصرى!

  مصر اليوم -

المخاطرة بكنوز التراث المصرى

بقلم - ماجدة الجندي

 ليس ترفا ومصر تحارب، أن نطالب وزارة الآثار بالرد بشفافية كاملة عما يتردد من تفاصيل غير قانونية حول سفر 166 قطعة من آثار توت عنخ آمون لخمس سنوات مبدئيا، نظير خمسين مليون دولار. من حق الناس أن تطمئن على تراثها، خاصة أن وراءنا تاريخا من التفريط فى الاثار اتخذ اشكالا مختلفة من الإهدار. توجهت مجموعة من المصريين المتخصصين والمهتمين بخطاب الى السيد رئيس الجمهورية وإلى السيد المحامى العام، فى استغاثة لإنقاذ مجموعة من أندر أثار الملك توت عنخ آمون، سوف تخرج من مصر أواخر شهر مارس فى معرض، متنقل لخمس سنوات كاملة، متنقلة بين ثلاث قارات: أمريكا وأوروبا وآسيا، كما اعلنت وزارة الآثار المصرية، مائة وست وستون قطعة فريدة، وغير متكررة، منها ثلاثين بالمائة آثار الملك الذهبية، سوف يبدأ عرضها فى 22 مارس المقبل فى قاعة مركز كاليفورنيا للعلوم بلوس انجلوس، ثم تعود الى باريس للعرض بقاعة لا فليت، فلندن قاعة ساكش، متحف سمسونيات بواشنطن، المتحف الاسترالي، المتحف الوطنى بسيول. معهد فرانكلين بفيلاديلفيا، متحف فيلد، ثم مركز موراى بطوكيو ومركز أوساكا. الاستغاثة تتعلق بكل جوانب المعرض من حيث قانونية التعاقد والإجحاف بحقوق الجانب المصرى ونوعية المعروضات المسافرة والتأمين وغيره. هناك أولا نوعية الشركة الخاصة التى تم معها التعاقد وهى مخالفة صارخة للقانون الخاص بعرض الآثار رقم 3 لسنة 2010، وجوهره أنه لا يمكن التعاقد إلا مع متاحف أو معاهد علمية دولية، وهو ليس متحققا فى هذا المعرض، فالعقد مبرم مع شركة أمريكية خاصة اسمهاPremier Exhibitions غير مسجلة فى البورصة الأمريكية, وثانيا القيمة التأمينية لا تتناسب وخطورة وأهمية هذه القطع، ثم إن هذه الآثار الأكثر أهمية فى تراثنا، سوف لن تكون موجودة فى مصر، حين تحل الذكرى المئوية لاكتشافها، عام 2022، وكان من باب أولي، أن تكون محورا نعمل عليه، ليأتى الناس الى المتحف الكبير. وأيضا الإجحاف فى القيمة المادية التى سوف تتحصل عليها مصر، العقد المعلن من وزارة الاثار يشير الى أن مصر سوف تحصل على خمسين مليون دولار، على حين أن الدخل المتوقع من المعرض للشركة هو 500 مليون دولار. وهو دخل يقل عما كان فى معارض سابقة، فى أمريكا نفسها. وبالمقارنة على سبيل المثال والاتفاق الموقع بين لوفر فرنسا ولوفر ابو ظبي، فان فرنسا تحصل على مليار و300 مليون يورو فى 30 سنة، يعنى بمتوسط حوالى 49 مليون يورو فى العام، وهى ليست مقتنيات فى ندرة تراث توت عنخ آمون. هناك أيضا جوانب غير معلنة على المصريين، وموجودة على مواقع الخارج، حملتها لنا مجموعة متخصصة فى الآثار دشنت نفسها باسم «الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار». وبفتح رابط المعرض فى كاليفورنيا يتبين أمرين: الأول أن منسق المعرض هو الدكتور زاهى حواس، مما يطرح تساؤلا عن مسئولية الحفاظ على القطع المعروضة وهل السيد حواس يمثل وزارة الاثار المصرية أو الشركة الأمريكية الخاصة والتى كان واحد من اصحابها مسئولا عن الترويج لحملة «برنيطة» حواس التى قيل أنها كانت لأهداف خيرية، كما أن نفس السيد نورمان وشركته قد نظما معرضا تحت عنوان Quest of immortality, عام 2009، تم من خلاله سرقة واحدة من لعب «السنت» المهمة والفريدة وتم عمل محضر موجود ودفعت الشركة الأمريكية تعويضا هزيلا لمصر. والأمر الثانى الذى تشير اليه ولم يتم الإعلان عنه فى مصر فى العقد الذى أعلنته وزارة الآثار أن هناك مائة محاضرة للسيد حواس، على مدى السنوات السبع بعائد نحو مليون دولار. الدخل المتوقع أن تحققه كاليفورنيا من المعرض كما أعلن قد يصل الى 352 مليون دولار والأهم أنه يعمق حضورها على خريطة السياحة الثقافية. وزارة الآثار المصرية أعلنت أن الدخل المادى ليس هو ما يهمها فى المقام الاول، بل الترويج للسياحة! والحقيقة أن المسئولية الاولى لوزارة الآثار أن تحافظ على الآثار وعلى تطبيق القوانين التى تحمى تراث البلد ،أما الترويج للسياحة فمجاله وأدواته لا يمكن ان يكون السبيل اليها هو المخاطرة بكنوز التراث فى عقد مبهم، يفتقر الى الشفافية. فهل تساوى خمسين مليون دولار كل هذه المخاطر لدرة التراث المصرى؟

نقلا عن الاهرام القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخاطرة بكنوز التراث المصرى المخاطرة بكنوز التراث المصرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon