توقيت القاهرة المحلي 11:08:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العربى.. بالموسكى

  مصر اليوم -

العربى بالموسكى

بقلم - ماجدة الجندي

حاولت أن أسترجع اللحن الذى كان يأتينا عبر تليفزيون الأبيض والأسود، مصاحباً لإعلان «العربى فى الموسكى»، وهو لحن ألفته آذان جيلى، لتتوازى مع قراءة حوار الحاج محمود العربى مع «المصرى اليوم»، والمسار الذى اتخذه.. هذا مسار «رجل صناعة» عصامى، وتاجر نزيه، كما يقول الكتاب.. «العربى» حاضر فى الفضاء المصرى لعقود وطوال الوقت «بشغله».. لم نسمع عنه أو منه إلا ما يتعلق «بإنتاج».. على مدى عقود تغيرت فيها مصر سياسياً واقتصادياً، لم يحدث أن اقترن اسم «العربى» إلا بقيمة العمل.. رجل بدأ سلم التجارة من حارة أم الغلام بالجمالية، واستمر بقيمة العمل، إلى أن نال أرفع وسام يابانى باعتباره رجلاً أثر فى الاقتصاد اليابانى.. أو تستطيع أن تقول إن مشواره من بيّاع فى حارة أم الغلام إلى رجل صناعة، تنتشر مجموعة مصانعه من بنها لبنى سويف لأسيوط، الرحلة التى ينبغى «تفطيمها» كنموذج للمثابرة والطموح والنزاهة وتلك هى المعادلة الأصعب... الحقيقة أن مجموعة القيم التى تستشرفها من رحلة «العربى» هى «منظومة قيمية» أنت فى أمس الحاجة إلى ترويجها اليوم وإشاعتها، عن صورة «رجل الأعمال» كما نتمناه.. الذى هو رجل «عمل» فى المقام الأول.. رجل «القيمة المضافة».. وخلق فرص العمل، وصقل الكوادر.. الرجل الذى «يدفع للدولة ضرائبه وجماركه كويس»، وكذلك يدفع للعاملين معه أجوراً وأرباحاً «كويسة».. اعتمد الحاج محمود، كما قال فى الحوار، على مهندسى القطاع العام والمصانع الحربية لإقامة وتثبيت مصانعه، واستخدم طوال الوقت حرف «مع» بدلاً من «عند».. العاملون اللى بيشتغلوا «معانا»، وليس عندنا.. الناس معه تعمل بجد وتنال حقوقها بجد.. الحاج محمود العربى بصورته التى فطن إليها المصريون حتى قبل أن تجرى معه الحوارات، ارتبط فى المخيلة المصرية بأنه محل ثقة، وأنه لا علاقة له بالصورة الشائعة عن أغلب رجال الأعمال، وارتباطهم بفلوس البنوك (أو سعيهم لأن ياخدوا قبل ما يدوا).. الحاج محمود وأولاده يحصلون على رواتب ويتوسعون فى البناء بالأرباح.. لا مظاهر ولا افتعال ولا استفزاز. ناس تحط القرش فى مكانه، لأنه قرش جاى بتعب.. الحاج محمود العربى بدأ العمل فى أول الأربعينات «بياع قطاعى» فى أم الغلام، ثم جملة فى الموسكى، باع الأقلام وصنع ألوان «اللخبطة» قبل ما يوزع المروحة ثم يصنعها.. فى سنه ٦٤، كان معه عامل واحد فقط.. اليوم معه ألوف العمال ويحلم الحاج محمود أن تصل أعدادها، كما عند «توشيبا»، إلى ٢٠٠ ألف عامل.. العربى رجل الصناعة والمؤمن بأن تسعة أعشار الرزق فى التجارة، له مفاتيحه الروحية.. بطانته القيمية التى يستأنس بها فى سعيه.. شفافيته فى العمل جزء من قناعته بتقوى الله.. يقول عن التجارة أو التاجر: التاء تقوى، والألف أمانة، والجيم جرأة، والراء رحمة. يركب الحاج محمود سيارة موديلها فات عليه عشرين سنة وينفق من «مرتب» محدد، على احتياجاته ويعطى الباقى لبنته تحوشه له.. لا مظاهر ولا استعراض.. لا حضور له إلا بفكرة «شغل».. لم تسمع أنه أو أحد أولاده أخد حتة أرض أو سقّع أو راح هنا أو سافر هناك أو سهر أو... أو... أو... لم تسمع منه أو عنه إلا كل «خير».

الحاج «محمود العربى».. من أم الغلام للموسكى.. إلى وسام الشمس المشرقة...

إلى التربع بالعمل على «قلوب مصر».

نقلا عن الوطن القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العربى بالموسكى العربى بالموسكى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon