توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العربى.. بالموسكى

  مصر اليوم -

العربى بالموسكى

بقلم - ماجدة الجندي

حاولت أن أسترجع اللحن الذى كان يأتينا عبر تليفزيون الأبيض والأسود، مصاحباً لإعلان «العربى فى الموسكى»، وهو لحن ألفته آذان جيلى، لتتوازى مع قراءة حوار الحاج محمود العربى مع «المصرى اليوم»، والمسار الذى اتخذه.. هذا مسار «رجل صناعة» عصامى، وتاجر نزيه، كما يقول الكتاب.. «العربى» حاضر فى الفضاء المصرى لعقود وطوال الوقت «بشغله».. لم نسمع عنه أو منه إلا ما يتعلق «بإنتاج».. على مدى عقود تغيرت فيها مصر سياسياً واقتصادياً، لم يحدث أن اقترن اسم «العربى» إلا بقيمة العمل.. رجل بدأ سلم التجارة من حارة أم الغلام بالجمالية، واستمر بقيمة العمل، إلى أن نال أرفع وسام يابانى باعتباره رجلاً أثر فى الاقتصاد اليابانى.. أو تستطيع أن تقول إن مشواره من بيّاع فى حارة أم الغلام إلى رجل صناعة، تنتشر مجموعة مصانعه من بنها لبنى سويف لأسيوط، الرحلة التى ينبغى «تفطيمها» كنموذج للمثابرة والطموح والنزاهة وتلك هى المعادلة الأصعب... الحقيقة أن مجموعة القيم التى تستشرفها من رحلة «العربى» هى «منظومة قيمية» أنت فى أمس الحاجة إلى ترويجها اليوم وإشاعتها، عن صورة «رجل الأعمال» كما نتمناه.. الذى هو رجل «عمل» فى المقام الأول.. رجل «القيمة المضافة».. وخلق فرص العمل، وصقل الكوادر.. الرجل الذى «يدفع للدولة ضرائبه وجماركه كويس»، وكذلك يدفع للعاملين معه أجوراً وأرباحاً «كويسة».. اعتمد الحاج محمود، كما قال فى الحوار، على مهندسى القطاع العام والمصانع الحربية لإقامة وتثبيت مصانعه، واستخدم طوال الوقت حرف «مع» بدلاً من «عند».. العاملون اللى بيشتغلوا «معانا»، وليس عندنا.. الناس معه تعمل بجد وتنال حقوقها بجد.. الحاج محمود العربى بصورته التى فطن إليها المصريون حتى قبل أن تجرى معه الحوارات، ارتبط فى المخيلة المصرية بأنه محل ثقة، وأنه لا علاقة له بالصورة الشائعة عن أغلب رجال الأعمال، وارتباطهم بفلوس البنوك (أو سعيهم لأن ياخدوا قبل ما يدوا).. الحاج محمود وأولاده يحصلون على رواتب ويتوسعون فى البناء بالأرباح.. لا مظاهر ولا افتعال ولا استفزاز. ناس تحط القرش فى مكانه، لأنه قرش جاى بتعب.. الحاج محمود العربى بدأ العمل فى أول الأربعينات «بياع قطاعى» فى أم الغلام، ثم جملة فى الموسكى، باع الأقلام وصنع ألوان «اللخبطة» قبل ما يوزع المروحة ثم يصنعها.. فى سنه ٦٤، كان معه عامل واحد فقط.. اليوم معه ألوف العمال ويحلم الحاج محمود أن تصل أعدادها، كما عند «توشيبا»، إلى ٢٠٠ ألف عامل.. العربى رجل الصناعة والمؤمن بأن تسعة أعشار الرزق فى التجارة، له مفاتيحه الروحية.. بطانته القيمية التى يستأنس بها فى سعيه.. شفافيته فى العمل جزء من قناعته بتقوى الله.. يقول عن التجارة أو التاجر: التاء تقوى، والألف أمانة، والجيم جرأة، والراء رحمة. يركب الحاج محمود سيارة موديلها فات عليه عشرين سنة وينفق من «مرتب» محدد، على احتياجاته ويعطى الباقى لبنته تحوشه له.. لا مظاهر ولا استعراض.. لا حضور له إلا بفكرة «شغل».. لم تسمع أنه أو أحد أولاده أخد حتة أرض أو سقّع أو راح هنا أو سافر هناك أو سهر أو... أو... أو... لم تسمع منه أو عنه إلا كل «خير».

الحاج «محمود العربى».. من أم الغلام للموسكى.. إلى وسام الشمس المشرقة...

إلى التربع بالعمل على «قلوب مصر».

نقلا عن الوطن القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العربى بالموسكى العربى بالموسكى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon