توقيت القاهرة المحلي 08:49:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن لا نتعلم!

  مصر اليوم -

نحن لا نتعلم

بقلم - ماجدة الجندي

 بل نلدغ من نفس الجحر مرة ومرات، وبنفس الأسلوب ومن نفس الاشخاص، ثم نتكلم عن التغيير ونحلم بخطى إلى الأمام. مازلت اذكر واقعة «المغرب» الشقيق، التى كدنا كلنا ندفع ثمن تداعياتها، واكتوى بنارها سفيرنا فى المغرب آنذاك السيد إيهاب عبد الأحد جمال الدين، مساعد وزير الخارجية الآن لشئون حقوق الانسان، والذى لولا حنكته وصموده وتعاونه مع بعض المثقفين المصريين، وكان فى مقدمتهم الكاتب جمال الغيطاني، ما استطعنا احتواء «كارثة» اسقطتها نفس السيدة التى تتصدر الشاشات حتى الآن وتسببت فيما يشبه واقعة المغرب، وهذه المرة مع سلطنة عمان. والحق أننى أدعو السيد مساعد وزير الخارجية، ليفرج عن شهادته وتجربته ومعاناته مع اعلامنا الجاهل متجسدا فى تصريحات هذه السيدة، وأن يقدم خدمة لمصر فى التبصير بما أحدثته تصريحاتها فى برنامج يطل على العالم من مصر. تكرر الموقف، والرئيس فى عمان.. «بعملة» اعلامية ولا اقول برنامجا، و لم يكد يمر ساعة، بعد «عملتها»، إلا وخرج بعض الاخوة العمانيين على شاشات التواصل يردعون هذه السيدة التى أترك توصيفها، فقط لأقول إن الحس الاعلامى المفتقد لديها لا يدانيه إلا ركاكة محاولاتها التى تشبه فى غشوميتها محاولات الدببة التى تقتل صاحبها.

رئيس مصر فى عمان لثلاثة أيام والسيدة تريد لمشاهدها أن يتعرف على أسباب الزيارة بأسلوب يختلف, كما قالت, عن نشرات الاخبار فتصف سلطنة عمان لأكثر من مرة بأنها الامارة «الصغيرة» والدولة «الصغيرة»، وتضع خريطة منقوصة لعمان وتتوج ذلك بما معناه أن هناك من يرسم لعمان دورها كإمارة صغيرة بلا موارد، وتقارنها بإمارة صغيرة أخرى لها موارد هى قطر، قطر هى الأخ الشرير وعمان هى الأخ الهادئ، وتمعن فى الشرح «ليه ما قلتش الاخ الطيب»؟! هى تقول، لأنهم أردوا لها ذلك، رسموا لها هذا الدور! وهذا الذى يرسم لها الدور هو القوى الاستعمارية التى كانت تهيمن على المنطقة (الانجليز)، واختارت لها أن تكون «جنيف» المنطقة، وطاولة المفاوضات التى يلتقى عندها الأضداد فهى الأخ الهادئ الذى بسبب أنه لا يملك موارد رشحه الموقع الجغرافى لهذا الدور. راقب كم مرة نعتت السلطنة بكونها (الدولة الصغيرة) و(الامارة الصغيرة) حتى لو أنها بعدها راحت تعدد مزايا هذه الدولة التى وصفتها بالصغر وكيف أنها تمتلك أعظم أنواع أشجار اللبان والبخور وأن حتشبسوت كانت ترسل بالسفن..الخ . الاخوة العمانيون ولهم كل الحق ردوا بما يليق. واحدة أرسلت الى المهندس نجيب ساويرس على صفحته تقول له ما معناه «نحن نحترمك ونحبك لكن بالله عليك ارفع عنا هذه السيدة» ورد المهندس ساويرس والله أنا بعت القناة من زمان وسبق ان أوقفت هذه المذيعة أيام واقعة المغرب.

أقل ما ينبغى قاله أخوتنا العمانيون، لهم كل الحق :١- لسنا مجرد امارة صغيرة ٢- عمان لا يرسم لها احد دورها ٣- العمانيون لا يفرطون فى أرضهم وبالتالى خارطتك منقوصة. هناك أمور لا تشتري.. المعرفة لا تشتري..

عندما تصف هذه السيدة السلطنة بأنها صغيرة، ثم دون أى خجل أو مواربة تقول إن هذه الدولة الصغيرة يرسمون لها دورها، وتصف راسمى هذه الدور بأنهم «القوى الاستعمارية» ، ماذا تريد أن تقول؟ وما قيمة كل ما تقول بعد هذا التوصيف؟ يعنى مصر ذاهبة «لدولة أو إمارة صغيرة» تتلقى دورها من خارجها؟. هنا يخرج الأمر عن اى سياق مقبول.

دعك من الأسلوب المدرسى الركيك فى التعريف بها بأن لها «مكان حضاري». يعنى إيه لها مكان حضاري؟. فارق عظيم ما بين الاستيعاب المعرفي، والتمثل للمعلومات وهضمها، ثم اعادة إنتاجها عبر الوسيط الاعلامى وبين هذا الترداد الذى أن نم على شئ، أو دل على أمر، فإنه يدل على مساحة من المشهد الاعلامي، يتسيده الجهل، مساحة صوتها عال. أنت ازاء مساحة إعلام بلا رأس .. بلا عقل. إعلام تدفع مصر فواتيره الباهظة.. خصما من أرصدتها التى تعمقت عبر عقود وخصما من مكابدتها لتقف حيث ينبغى لها الآن.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن لا نتعلم نحن لا نتعلم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon