توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن لا نتعلم!

  مصر اليوم -

نحن لا نتعلم

بقلم - ماجدة الجندي

 بل نلدغ من نفس الجحر مرة ومرات، وبنفس الأسلوب ومن نفس الاشخاص، ثم نتكلم عن التغيير ونحلم بخطى إلى الأمام. مازلت اذكر واقعة «المغرب» الشقيق، التى كدنا كلنا ندفع ثمن تداعياتها، واكتوى بنارها سفيرنا فى المغرب آنذاك السيد إيهاب عبد الأحد جمال الدين، مساعد وزير الخارجية الآن لشئون حقوق الانسان، والذى لولا حنكته وصموده وتعاونه مع بعض المثقفين المصريين، وكان فى مقدمتهم الكاتب جمال الغيطاني، ما استطعنا احتواء «كارثة» اسقطتها نفس السيدة التى تتصدر الشاشات حتى الآن وتسببت فيما يشبه واقعة المغرب، وهذه المرة مع سلطنة عمان. والحق أننى أدعو السيد مساعد وزير الخارجية، ليفرج عن شهادته وتجربته ومعاناته مع اعلامنا الجاهل متجسدا فى تصريحات هذه السيدة، وأن يقدم خدمة لمصر فى التبصير بما أحدثته تصريحاتها فى برنامج يطل على العالم من مصر. تكرر الموقف، والرئيس فى عمان.. «بعملة» اعلامية ولا اقول برنامجا، و لم يكد يمر ساعة، بعد «عملتها»، إلا وخرج بعض الاخوة العمانيين على شاشات التواصل يردعون هذه السيدة التى أترك توصيفها، فقط لأقول إن الحس الاعلامى المفتقد لديها لا يدانيه إلا ركاكة محاولاتها التى تشبه فى غشوميتها محاولات الدببة التى تقتل صاحبها.

رئيس مصر فى عمان لثلاثة أيام والسيدة تريد لمشاهدها أن يتعرف على أسباب الزيارة بأسلوب يختلف, كما قالت, عن نشرات الاخبار فتصف سلطنة عمان لأكثر من مرة بأنها الامارة «الصغيرة» والدولة «الصغيرة»، وتضع خريطة منقوصة لعمان وتتوج ذلك بما معناه أن هناك من يرسم لعمان دورها كإمارة صغيرة بلا موارد، وتقارنها بإمارة صغيرة أخرى لها موارد هى قطر، قطر هى الأخ الشرير وعمان هى الأخ الهادئ، وتمعن فى الشرح «ليه ما قلتش الاخ الطيب»؟! هى تقول، لأنهم أردوا لها ذلك، رسموا لها هذا الدور! وهذا الذى يرسم لها الدور هو القوى الاستعمارية التى كانت تهيمن على المنطقة (الانجليز)، واختارت لها أن تكون «جنيف» المنطقة، وطاولة المفاوضات التى يلتقى عندها الأضداد فهى الأخ الهادئ الذى بسبب أنه لا يملك موارد رشحه الموقع الجغرافى لهذا الدور. راقب كم مرة نعتت السلطنة بكونها (الدولة الصغيرة) و(الامارة الصغيرة) حتى لو أنها بعدها راحت تعدد مزايا هذه الدولة التى وصفتها بالصغر وكيف أنها تمتلك أعظم أنواع أشجار اللبان والبخور وأن حتشبسوت كانت ترسل بالسفن..الخ . الاخوة العمانيون ولهم كل الحق ردوا بما يليق. واحدة أرسلت الى المهندس نجيب ساويرس على صفحته تقول له ما معناه «نحن نحترمك ونحبك لكن بالله عليك ارفع عنا هذه السيدة» ورد المهندس ساويرس والله أنا بعت القناة من زمان وسبق ان أوقفت هذه المذيعة أيام واقعة المغرب.

أقل ما ينبغى قاله أخوتنا العمانيون، لهم كل الحق :١- لسنا مجرد امارة صغيرة ٢- عمان لا يرسم لها احد دورها ٣- العمانيون لا يفرطون فى أرضهم وبالتالى خارطتك منقوصة. هناك أمور لا تشتري.. المعرفة لا تشتري..

عندما تصف هذه السيدة السلطنة بأنها صغيرة، ثم دون أى خجل أو مواربة تقول إن هذه الدولة الصغيرة يرسمون لها دورها، وتصف راسمى هذه الدور بأنهم «القوى الاستعمارية» ، ماذا تريد أن تقول؟ وما قيمة كل ما تقول بعد هذا التوصيف؟ يعنى مصر ذاهبة «لدولة أو إمارة صغيرة» تتلقى دورها من خارجها؟. هنا يخرج الأمر عن اى سياق مقبول.

دعك من الأسلوب المدرسى الركيك فى التعريف بها بأن لها «مكان حضاري». يعنى إيه لها مكان حضاري؟. فارق عظيم ما بين الاستيعاب المعرفي، والتمثل للمعلومات وهضمها، ثم اعادة إنتاجها عبر الوسيط الاعلامى وبين هذا الترداد الذى أن نم على شئ، أو دل على أمر، فإنه يدل على مساحة من المشهد الاعلامي، يتسيده الجهل، مساحة صوتها عال. أنت ازاء مساحة إعلام بلا رأس .. بلا عقل. إعلام تدفع مصر فواتيره الباهظة.. خصما من أرصدتها التى تعمقت عبر عقود وخصما من مكابدتها لتقف حيث ينبغى لها الآن.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن لا نتعلم نحن لا نتعلم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon