توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المازورة» الفاسدة

  مصر اليوم -

«المازورة» الفاسدة

بقلم - ماجدة الجندي

بعد ما يقرب من نصف قرن، تقرَّر حذف مشهد بعينه من أغنية «الدنيا ربيع» لسعاد حسنى، رأوه «بعيونهم» خادشاً، واختاروا للحذف نفس التوقيت الذى غنّت له سعاد حسنى.. اختاروا ربيعاً. فى التوقيت ذاته تردد أن أحدهم قد حذف مقطعاً من أغنية شهيرة لعبدالحليم حافظ تذاع منذ أكثر من ستين عاماً يقر فيها «الفاجر» عبدالحليم بأن «شفايفه لسه شايلة أمارة حبها له» متجاهلاً أن هناك آذاناً، وبالذات آذان «سيادته»، لا يقبل إلا أن «يشنّفها» الفضيلة، وقد اكتشف أن السطر الموجود فى أغنية عبدالحليم خادش لحيائه.. كيف ترك صاحبنا «الكامن» متربصاً حارساً للفضيلة، كيف أفلت من غرباله محمد عبدالوهاب وهو ينهى رافضاً فى علانية أن تبوسه حبيبته فى عينيه، لأن البوسة فى العين تفرّق، هل يريد عبدالوهاب «قليل الأدب» أن تبوسه حبيبته فى حتة تانية والعياذ بالله؟!!.. مش كفاية «جفنه اللى علم الغزل»؟!، وهو الغزل ده إيه غير شوية خدش حياء! ولا «ثومة» وهى تدعو حبيبها دون حياء «هات إيديك ترتاح فى لمستهم إيديا»؟ كده من غير جوانتى؟! حاشا لله.. طبعاً لو انتبه «صاحبنا» لاكتشف أن محمد قنديل قد جاهر، ولسنوات، بأنه لم يرفع عينيه عن «الجميل الأسمر» اللى ماشى بيتمخطر، وأنه لا يتورع فى أكثر من أغنية عن الإشارة إلى «العود الملفوف»، وورد الخدود والعود وتفاحه. شوف انت بقى: يعنى إيه العود وتفاحه.. إيه «تفاحه» ده؟ يقصد إيه هذا القنديل؟ ويعنى إيه عود ملفوف، (طبعاً هناك الملفوف بتاع المحشى، على رأى اخوانا الشوام!).

هكذا يستمر «الزحف المقدس» الذى يسعى إلى «تطهير» وجدان المصريين، ولن أقول «تصحير» حيواتهم، فأهل الصحارى من حولنا «يخضرُّ» وجدانهم ويستقبلون موسيقى الجاز ويبنون الأوبرا التى لن يرقص فيها الفنانون «بالحجاب».. الصحارى «تنجو» من القحط، ونحن وقعنا فى «الفخ».. أو «المستنقع». تُرى، لو صرخنا مما يجرى ودلالاته سوف ينتبه أحد؟

من نتّهم؟ وماذا يراد بنا أكثر مما جرى؟ و إلى أين؟ هل نتكلم عن ثقافة تهدم ثقافة؟ جفّت ألسنتنا.

إلى أين وإلى متى؟ هل تستشرفون ما سوف يؤول إليه الأمر، المسألة لا تحتاج لا إيضاحاً ولا شرحاً.. فقط خذ «المازورة» التى قصّت مشهد سعاد حسنى ومسحت جملة أغنية عبدالحليم.. خدها وقيس وطوف وشوف «الذى ينتظرنا».. عمِّم «المازورة»، واستخدم القياس فى مناحى الحياة، وليس فقط فى الفن.. خذ «المازورة» التى لا يؤرقها إلا الفضيلة، لتتيقن أن الموضوع يتجاوز ما يمكن أن تقول عنه «إخوان»، أو أنهم رحلوا.

بالعين التى رأت خدشاً للحياء فى مشهد سعاد حسنى فى أغنية الدنيا ربيع والأذن التى سمعت فى جملة أغنية عبدالحليم قلة أدب، سوف يستمر الزحف على الأخضر واليابس فى حيوات المصريين، حتى لا يتبقى منهم ولهم غير أن يستقيلوا من «الحياة»!

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المازورة» الفاسدة «المازورة» الفاسدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon