توقيت القاهرة المحلي 08:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تصبح جامعة زويل «جون هوبكنز» مصر؟

  مصر اليوم -

هل تصبح جامعة زويل «جون هوبكنز» مصر

بقلم - ماجدة الجندي

 أمريكا التى أحبها هى أمريكا المعرفة.. أمريكا التى تفتش عن الموهوبين أيا كان اللون أو الجنس وتقتنصهم وتبنى بهم مؤسساتها العلمية والاكاديمية، لينتجوا معرفة أصيلة.. يعنى يخترعون .. يضيفون... فى أمريكا كما فى العالم جامعات تنقل معرفة، لكن سرها الأعظم فى جامعاتها البحثية التى تختلف عن المفهوم الشائع للجامعة فهل يمكن ان تصبح جامعة زويل نقطة التحول فى تاريخ الاكاديمية والبحث العلمى فى مصر، كما كانت جامعة جون هوبكنز نقطة التحول فى تاريخ الاكاديمية والبحث فى امريكا؟.

أمريكا الرأسمالية تذهب ثروات أثرى أثريائها الى الجامعات ومؤسسات البحث حتى سار الأمر «عرفا» ..أعتى الدول الرأسمالية، تدرس فى جامعاتها علما اسمه علم التبرع بالثروة.. اول جامعة أمريكية اهتمت بالبحث، وليس مجرد التعليم الجامعى افتتحت بعد مائة عام من الثورة الامريكية وبعد مائتين وخمسين عاما من افتتاح الكلية الاولى او كلية هارفارد التى أنشئت على غرار جامعة اكسفورد الانجليزية وحملت اسم «جون هوبكنز».. يعتبرون أن تأسيس جامعة هوبكنز (بداية التحول العظيم فى التعليم العالى فى امريكا) لأنها جامعة «بحث».. جامعة البحث أحدثت ثورة فى مفهوم الجامعة فى تاريخ التعليم الأمريكي.. لكن من هو السيد الذى أتاح لنقطة التحول الفرصة؟ هو رجل غنى ولكن امتلك ما يتجاوز الثروة.. بصيرة وترويضا لانانية البشر.. السيد هو جون هوبكنز كون ثروته من الاعمال المصرفية والعقارات والاستثمارات فى السكة الحديد فى بالتيمور واوهايو، وقرر أن يمنح اسهما بقيمة سبعة ملايين دولار لبناء مستشفى وجامعة من نوع جديد...جامعة مختلفة لا تكون مجرد عدد زيادة فى الكليات.. جامعة «بحث».. هناك سبع عشرة جامعة امريكية ضمن أحسن عشرين جامعة فى العالم.. أحد مكامن القوة الحقيقية لامريكا: القدرة على نقل المعرفة فى الدرجات الاكاديمية العليا، باستقلال وحرية الى من يطلق عليهم «الموهوبين»، الذين يقومون بدورهم بعد ذلك فى انتاج المعرفة..هذا الكون المعرفى فى الاكاديمية الامريكية يعتمد وبشكل رئيسى على فكرة التبرع.. أو «الوقف».. اول رئيس لجامعة هوبكنز اسمه دانيل كويت جيلمان، بدأ مشواره جامعا للتبرعات فى كلية شيفلد العلمية.. كانت لديه رؤية وتصور لطبيعة مختلفة لفكرة الجامعة.. نوع جديد من الجامعات يعتمد على البحث، ولم يتمكن من تطبيق ما رآه إلا حين أصبح رئيسا لجامعة كاليفورنيا، ثم فى هوبكنز، واشتهر بتعظيم دور البحث على مجرد التعليم العالى المتقدم..بدأ فى كلية صغيرة، لكنها مميزة بإتاحة الفرصة لمجموعة من الطلاب المتميزين فى بحث حر آمن، ومن هؤلاء كانت «الشتلة» التى خرج منها هنرى رولاند مؤسس المجمع الامريكى الفيزيائى والمؤرخ هربرت ادامز وجون ديوى الفيلسوف وغيرهم.. قيمة أول رئيس لجامعة هوبكنز السيد جيلمان انه جعل من مهمة الجامعة اكتشاف الحقائق الجديدة وكفاءة البحث لتكون مثالا وليس مجرد صرح تعليمي.

والسؤال هل يمكن أن تكون جامعة زويل هى جون هوبكنز مصر؟ فى جامعة زويل حاليا8 تخصصات بفرق عمل متكاملة، منها أربعة مجالات لا مثيل لها فى الشرق الأوسط فى الهندسة والتكنولوجيا.. هناك 700 طالب غير عادي.. يعنى 700 فرصة لإخراج معرفة أصيلة، أخرجت معامل جامعة زويل البحثية 12 اختراعا و380 بحثا علميا معتمدا، الجامعة بها مركز بحث استراتيجى مربوط بالمشكلات القومية، اعتقد أنها قامت على نفس الرؤية التى أسس لها العالم أحمد زويل والتى يسير عليها مجلس أمنائها.

يؤرقنا جميعا، ألا تضيع منا الفرصة، خاصة أن الحكومة سوف يحسب لها انها دعمت المشروع، لكن الجامعة تحتاج الى مليارى جنيه.. جامعة بحثية لا يمكن لاى حكومة أن تقيمها وحدها، وهنا يأتى دور التمويل المجتمعي.. كيف نترجم بحبك يا مصر الى فعل حقيقي؟ تكلفة رعاية طالب جامعة زويل سنويا 250 الف جنيه.. طبعا هناك حساب للتبرع ( 10001000) فى البنوك، وممكن جدا تكون الدعوة، وسوف يلبى كثيرون ربما ممن لا يملكون ثروات، لكن هناك فئات لا يشكل لها هذا الرقم اى معضلة، وعليهم ان يحبوا مصر بطريقة عملية ويحتذوا بجون هوبكنز ويرعى الواحد منهم ولو لعام طالبا او اثنين؟ أو يخص طالبا بالرعاية حتى يتخرج؟

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تصبح جامعة زويل «جون هوبكنز» مصر هل تصبح جامعة زويل «جون هوبكنز» مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon