توقيت القاهرة المحلي 21:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجهل.. وعمى البصيرة

  مصر اليوم -

الجهل وعمى البصيرة

بقلم - ماجدة الجندى

لا أجد تعبيراً يليق مع ظهور هذا التوزيع «الضحل» والركيك، الذى قفز، به «جاهل» على نداء أو هتاف رجال الصاعقة، «قالوا إيه»، الذى خرج به من حيّز «بلاغة الصدق»، وحوّله أو نزل به إلى درك من عمى البصيرة، لما حوّل هتافاً رجولياً وجدانياً إلى إيقاعات «طبلة ودربكة». هناك لحظات يجيش فيها الوجدان الجمعى، ويعبر عن نفسه فى بلاغة الصدق، التى لا تضاهيها أى بلاغة.. يخرج التعبير من «رحم المجموع»، ربما يلقى أحدهم بأول الخيط، عبر جملة، أو حتى كلمة، توجز حالة انفعالية كاملة. كان رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، حزنه كما يقول أهلنا فى الصعيد حزن «واعر»، فى جنازته، خرج من القلوب قبل الحناجر، مكنون الناس، فى صيغة لحنية فى منتهى البساطة.. الشعب قال «الوداع يا جمال، يا حبيب الملايين.. ثورتك، ثورة نضال، هتعيش على طول السنين» خرجت المعانى تلقائية، بسيطة.. الوجع، الألم، سمّه ما شئت، ضَمَن «خلوداً» لبضع جمل وُلدت بإيقاعها المتوائم مع الحالة. نفس المعنى ينطبق على النداء أو الهتاف (الأصلى)، الذى تم تناقله عقب استشهاد «الشهيد منسى أحمد صابر» فى معركة البرث.. منسى، توأم روح ابنى محمد، وتلك حكاية طويلة، عقب استشهاده، تكشفت دوائر إنسانية، ارتبطت به، لم أقتصر على زملائه العسكريين، بل عشرات من حقول متباينة.. المحامى والمهندس والدبلوماسى والمحاسب، كل هؤلاء التفوا حول «منسى» كمغنٍ. الرائد متقاعد محمد وديع، كان واحداً ممن يمكن أن تطلق عليه «حواريين» حول معنى «منسى»، «وديع» خدم فى الصاعقة، وحاصل على أرفع الدورات (سيل)، وفى نفس الوقت له تكوين فنى. «وديع» سجل دون أى موسيقى ومع رجال حقيقيين من الصاعقة، هتاف، أو نداء «قالوا».. حاجة خرجت من القلب.. فكرة تقاوم النسيان وتخلّد الذين منحونا الحياة.. لضم أسماء الشهداء فى سلسلة، يمكن أن تستمر، بادئاً بمنسى.. الهتاف أو الشعار، لم يكن حفظ الذاكرة هدفه الوحيد، لكن له دور فعلى على أرض الواقع.. تدريب رجل الصاعقة ومشاقه، هذا الهتاف يستهدف ضمن ما يستهدف إثارة الحمية لدى الجنود.. الاحتفاظ بدرجة اليقظة والحماس. أول مرة سمعت نداء «قالوا إيه»، كنّا فى ماراثون منسى الذى بدأ من مجلس مدينة العاشر من رمضان إلى قبر الشهيد منسى. كان المدنيون ورجال الصاعقة، شباباً وشيوخاً وأطفالاً.. وكان الرائد متقاعد محمد وديع يقود طابور الماراثون، هاتفاً: «قالوا إيه علينا وقالوا إيه»، ويرد رجال الصاعقة: «منسى بقى اسمه الأسطورة من أسوان للمعمورة.. وقالوا إيه».. وما بين شطرين والثالث، يزيد «وديع» من حمية الرجال «مش سامع حاجة»، أو «ما تعلوا شوية»، فتلتهب الحناجر: «شبراوى وحسنين عرسان، قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان.. خالد مغربى دبابة، بطل واحنا جنبه غلابة.. العسكرى على من الشجعان، مات بطل وسط الفرسان.. أبطالنا فى سينا، حاميين أراضينا، قاهرين أعادينا».. وهكذا.. «مشهد» متجاوز لأى «صنعة»، بعيداً عن عوالم «السبوبة».. مشهد مقبل من «الحشا» الجوانى لرجال أوفياء لعهد قطعوه، بينهم وبين الله.. ألا يتركوا الوطن لأى خسيس.. على بساطة الكلمة، لكن هناك فكرة تقاوم النسيان وتجدد العهد.

مشهد جليل، جدارية من الحروف، خرجت بما يليق بها من إيقاعات قلوب «الرجال»، كيف يتحول ذلك إلى «مسخ»، وكيف يتلقى تليفزيون الدولة هذا المسخ، المشوه، ويبرر ذلك بإحصاءات المشاهدة؟

أمر لا يفسره إلا الجهل أو «عمى البصيرة»، وكلاهما غير منفصل عن الآخر

 

 

 

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجهل وعمى البصيرة الجهل وعمى البصيرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon