توقيت القاهرة المحلي 10:50:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيراليسون .. فى محبة مصر

  مصر اليوم -

كيراليسون  فى محبة مصر

بقلم - ماجدة الجندي

 ليس فرحى بهذا العمل “لمضمونه” الواعي، و لا كونه يأتى فى لحظته تماما، لكنه عمل “متقن” فى المقام الاول، وليس هذا بالامر الهين فى زمن تصدر فيه عشرات الاعمال من المطابع لا تحمل فى طياتهاأى قيمة الا، ثمن الاوراق والاحبار التى طبعت بها. كيراليسون، فى محبة الاقباط, لزميلنا الاستاذ “حمدى رزق”، عن سلسلة الكتاب الذهبى عمل  يضيف الى متلقيه دون أدنى شك، عمل يتجاوز الحيز الذى قد يوحى به العنوان، فكرة التعبير عن الحب للمصريين الاقباط، الى الحيز الاوسع من توثيق بعض من تاريخ الوطن، فى سياق يحمل  صاحبه قدرة على المتابعة والنفاذ الى جوهر الامر، دون ان يتخللى عن دقة التوثيق.

لسنا بحاجة الى حيثية للتوقف عند ما يجرى لاقباط مصر، وليس ماجرى او يجرى لاقباط مصر الا جزء مما يجرى لمصر.. وعلى ذلك فلسنا امام عمل، المراد منه دغدغة مشاعر، او استعراض عواطف، و ان نضحى بحب وكتب بمحبة، لكن الكتاب جاء “حلقة” فى تاريخ طويل،  حلقة تعج بالتفاصيل الدالة فى مرحلة مهمة.. صحيح  عنوانه او موضوعه  “اقباط مصر”، لكنه يضع مصركلها  تحت “مجهر” مصر.. لترى وتستشرف و تصر على خيار ها الاوحد، خيار المواطنة”.. او السبيكة التى تتداخل عناصرها و ان احتفظ كل عنصر بأحقيته فيما يعتقد دون ان يفقد خواصه او يتلاشي. يستحق الكتاب ان يحظى بموضع “مستقر”  فوق رف أى مكتبة، لان الحاجة اليه لن تنقضى بمجرد  ان يتم القارئ مطالعته، بل لعل جانبه التوثيقى يضمن له عمرا أطول، باعتباره مرجعا يمكن الوثوق اليه فى كل ما اورده، ان لم يخنى التعميم، فما من موقف او واقعة الا وقد اورد لها الكاتب مصدرا اصيلا، واحيانا ألحق نوعا من المقارنة ان تعددت المصادر، ممارسا نوعا من المزج ما بين عقلية “الباحث” وتكوين “المحقق الصحفي”، وكاتب المقال، مستندا الى كم من المتابعة اليومية، الذى تتيحه للكاتب انتظامه فى عمود يومي، احتل فيه الجور على اقباط مصر والاعتداءات وسياق الخطاب السلفى المعبأ بكراهية لا تخفى للاقباط، جانبا رئيسيا وفى نفس الوقت جاء الكتاب ضامنا لمتلقيه صياغة كاشفة عن عناية حقيقية بفكرة الكتابة. وهذا  ما ميز الكتاب واستطاع به أن ينجو من سياق الكتاب الصحفى السريع، الى مستوى يضعه فى مصاف “البحث” والتأريخ”.. تستطيع أن ترصد احاطة حقيقية للكاتب بثنايا الشأن القبطى المصري، وهذا شق لا يقل أهمية، وهذه الاحاطة الدقيقة  سوف  تزيل كثيرا من الالتباسات من ناحية وترفع حواجز كان لابد  وان تزال من زمن، فلا تكون تلك” الغربة” فيما بين  الشعب الواحد، بحيث يصبح “الامر مصريا” طوال الوقت، وليس فئويا كما يراد له من كارهى هذا البلد. لقد بلغت محاولات العزل دركا فاسدا وفاجرا فى ان واحد، حتى بلغ الامر  ذلك الاتهام الفج الكاذب باحتواء الكنائس على سلاح، من المحامى الاخوانى  سليم العوا. محنة الاقباط مع الاخوان هى محنة مصر مع الاخوان لا جدال فى ذلك لكن المحنة الاكبر الا تواجه مصر ما بعد الاخوان، “كمون الفكر الفاسد”، الذى يهجر الاقباط و يعرى نساءهم ويضطهد العاملين منهم، ولا يطبق عليه القانون، بحسم ووضوح.   وعلى كثرة ما كتب عن فترة الاخوان و موقفهم من الاقباط، ثم فيما تلا ازاحتهم من استمرارية للفكر السلفى وفتاويه المضاده لاى تعقل ولا اقول مواطنة، يأتى الكتاب بما يخص دأب كاتبه من تتبع دقيق، وتغلغل فى تفاصيل ودوائر واشخاص  ووقائع، تحس أن إلمامك بها كان ناقصا قبل ان تقرأ هذا العمل، وتلك حقيقة، حتى يخيل اليك أن حمدى رزق، كاتب صحفى “بسبع عيون”، كل عين مصوبة ترصد  فى اتجاه.

“كيراليسون”  حمدى رزق، ترنيمة  حب للوطن كله،.. اقباطه ومسلميه.. حب قائم على “الصراحة” وهو أصعب أنواع الحب.. كيراليسون التى تعنى فى واحدة من معانيها، التضرع لله طلبا للرحمة، تقول لا انقاذ لهذا الوطن الا بالمواطنة الحقة. المواطنة، حلم و هدف وآية و حب قائم على المكاشفة لجميع الاطراف كيراليسون، ترنيمة تتوسم الحب القائم على نور المعرفة و باقصى درجة من الموضوعية، ايا كانت التداعيات،  وفى نفس درجة الاهمية لابد من القول اننا ازاء، عمل تستعيد معه “المهنية” كثيرا مما اريق منها  فى الفترات الاخيرة، على اعتاب اسماء و نجوم حولوها الى مهنة من لا مهنة له.

نقلا عن الاهرام القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيراليسون  فى محبة مصر كيراليسون  فى محبة مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon