توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى حكومتنا.. وزير «سياسى»

  مصر اليوم -

فى حكومتنا وزير «سياسى»

بقلم - ماجدة الجندي

هذا أول ما تبادر إلى ذهنى وأنا أتابع حوار الأستاذ الدكتور محمد معيط أخيرا مع الزميل أسامة كمال، والذى سارعت بنشره الصحف القومية والخاصة على السواء، ثم حواره مع الأهرام.

ربما لم يكن المحتوى مغايرا لما تسير عليه الحكومة، لكن الذى لابد أن يستوقفك هو الشعور بأن وزير المالية لا يتخذ موقف القابض وحده على الحقيقة، وفى الوقت نفسه هو قادر بسلاسة ووعى على تفكيك المشكلة الى عناصر، ولا يمانع فى الاعتراف بوجود اخطاء عند التطبيق دفعت الى مراجعة للقانون.. ما توقف عنده وعلى سبيل المثال، فيما يتعلق وقضية الضرائب العقارية، كان خطابه متوازنا الى حد بعيد، حين قال إنه كرجل دولة لا يقبل بغير تطبيق القانون، لكنه وفى الوقت نفسه يعى المثالب التى كشف عنها تطبيق القانون، وكيف أن آلياته لا كانت دقيقة ولا استوعبت الواقع. ربما للمرة الأولى أستشعر حضور وعى اجتماعى سياسى لمسئول لا يطل على الناس من مكتب مكيف أو من خلف أسوار كومباوند، ليثبت لنا أنه الأكثر إدراكا منا، لكنه ودون أن يخرج عن النص الحكومي، يمتلك قدرة على التواصل، بتراكم معرفى بواقع الناس، لم ينسه حين اعتلى الموقع، ولا نسخته سنوات دراسته بانجلترا.

طرحه قضية العدل الضريبي، ليس فقط باعتباره حقا للدولة ولا سعيا اجتماعيا لصالح الأضعف اقتصاديا من أبناء المجتمع، ولكنه صمام أمان الأغنياء قبل الفقراء.

علنى إن لم أكن مخطئة، أسمع للمرة الأولي، مسئولا تنفيذيا، يقر بالنظرية والتطبيق، أن نهج النجاة الفردية الذى طغى فى العقود الاخيرة لا يضمن على الإطلاق سلامة الاغنياء قبل الفقراء، وأن نقطة التوازن والسعى باتجاه مؤشر العدل، هى ضمان سلامة الجميع. فى سياق حواره على الشاشة، بإمكانك ترصد لغة ومفردات وتشبيهات تشير الى مواطن، تولى موقعا، لا هو غريب عنك، بشقته التى كان يسكنها فى الهرم، وكان يدفع عنها عوايد ولا بيت اهل زوجته القادمة من مصر القديمة، حتى لو ما كان يرمى اليه أنه: ما الضرايب العقارية الا امتداد للعوايد!.

لم يبد استنكارا ولا تأففا لما سأله الزميل أسامة كمال، بما يعنى أنه يخشى هروب المستثمرين ولا يخاف أن يهيج المواطنين، فقد أقر بوجع الناس وإن حاول أن يطرح المسألة بأنه قضا أخف من قضا، و حتى لو اختلفنا معه، فله آليات طرح يمكن مناقشتها، ولم يسرب لنا ذلك الاحساس بأنه علوى منزل.. طبعا لابد أن تضع سياق خطاب وزير المالية فى مواجهة خطاب إعلامى لا يتوانى عن المطالبة بأن يغادر البلد صاحب أى وجهة نظر غير التى يريدها صاحب البرنامج! وان البلد بلدهم وحدهم. او خطاب بعض التنفيذيين الرافضين لأى احتمالية أن يكون هناك قانون تصدره الحكومة وفيه شبهة خلل.

هذا وزير، يمتلك أدواته العلمية بمنتهى الثقة، تعلم جيدا وفى الوقت نفسه قادر على التفاعل مع الشارع.. لغته، أفكاره، الطريقة التى أقر بها صمود الطبقة المتوسطة، مفهومه ورؤيته للتوازن والسلام الاجتماعي، كل ذلك يطرح نموذجا مغايرا لما يطل علينا فى معظم الأحيان من مسئولين تنفيذيين، يشعرونك أنهم مستوردون، على الرغم مما يلقونه فى وجهنا.

مسئول تنفيذي، فاهم وقادر على إفهامك.. يرى انه ملزم أن يشرح لك مسئوليته عن أوجاعك الاقتصادية، رجل دولة. الوزير السياسى يساوى فرقا فى الأداء حتى وإن لم يستخدم أى شعار سياسي.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى حكومتنا وزير «سياسى» فى حكومتنا وزير «سياسى»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon