توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغسيل.. أنواع!

  مصر اليوم -

الغسيل أنواع

بقلم - ماجدة الجندي

هناك أنواع من «الغسيل».. (بصرف النظر عن «غسيل الهدوم» طبعاً).. أشهر الأنواع «غسيل الأموال».. لكن هناك «تنويعات أخرى» لفكرة الغسيل، لم نقرأ عنها، بل عايشناها، ولربما نلنا حسد باحثى «الإنثروبولوجى»، بسبب الدور الذى لعبته فكرة «الغسيل» والثراء الذى تمتعت به فى مجتمعنا.. فكما رفعنا شعار «احنا اللى دهنا الهوا دوكو»، أو «احنا اللى عبينا الهوا فى أزايز»، فاحنا برضه اللى ممكن نعمل من «رد السجون.. ولى»، ومن «المرتشى» نجم مجتمع «وممكن كمان صاحب رأى، أو حتى قائد رأى»، بل ممكن أن يصير «محسناً كبيراً».. كل ذلك دون أى صعوبة وبمنتهى السلاسة.. «غسيل السمعة»، نوع من أبرز أنواع الغسيل، التى شهدها مجتمعنا فى العقود الأخيرة.. نستطيع أيضاً أن نتكلم عن «غسيل الذمم».. هذه الأنواع من «الغسيل» يلعب فيها الإعلام والمجتمع دوراً رئيسياً.. وهذه الأنواع من «الغسيل»، تراهن على أمرين: أولهما وهن الذاكرة الجمعية أو تهاويها أو تغافلها، ثم حاجة الناس تحت وطأة الفقر.. ما يدفع لتبنى معنى «اللى يتجوز أمى.. أقوله يا عمى».. وتكون الترجمة لا يهم مصدر «الفلوس»، ولا من أين جاءت «الخميرة» الأولى، المهم أن معاك فلوس.. بالفلوس يتناسى الإعلام ماضيك.. تختار «المدخل» البوابة التى «تعبر من خلالها المحيط».. من السجن.. إلى أن يبنوا لك «مقاماً»، يتحلقون حوله فى وصلات المديح، كل شىء معمول حسابه، لا توجد مشكلة مع مصدر الفلوس، ولا كون صاحبها أجرم وعوقب.. ممكن تدخل السجن وقد واريت ما واريت من «الخميرة»، تمضى العقوبة، وتخرج، تعتمر.. تحج، كما تشاء، تكتب فى الجرايد، تصير صاحب «وجهة نظر»، نجم مجتمع، تتم دعوتك لأفراح الصفوة وحفلات الميلاد والطهور.. «تترقى».. تغتسل ظاهرياً، لتطل على الناس كيوم ولدتك أمك! منتهى اللبس.

«الرشوة» جريمة متعددة الأبعاد، هى ليست مجرد خروج عن القانون، لكنك تقرأ فيها تعدد مستويات الفساد والإفساد نستطيع أن نستفيض فى شرحهما، لكن خذ عندك فيلماً تسجيلياً، قد يكون إعلاناً، تعرضه فضائية شهيرة، عن واحد عمل سكرتيراً ومديراً لمكتب وزير معروف فى أول الألفينات.. حامت حوله أقاويل وحكايات فساد، أوقعته الأجهزة المعنية.. حوكم ودخل السجن فى عقوبة جريمة رشوة ملأ ضجيجها كل الأرجاء.. حين خرج أعيد تقديمه «كصحفى»، نُشرت له مقالات، ثم توسع.. أكثر أصبح إعلامياً، لم يقنع، أصبح رجل أعمال، ووجهاً من وجوه المجتمع، ثم مرشحاً نيابياً، يروج له التليفزيون كرجل بر وتقوى، يفتتح مستشفيات وعيادات خيرية باسمه، والناس تتبارى فى الحمد والشكر لرجل لا يبحث إلا عن مرضاة الله وخدمة الناس، ولا يريد جزاء ولا شكوراً.. عركنا طويلاً فى الحياة، وعايشنا ولم ير أحد لنا، موظفين كباراً ومسئولين، لم تكن «السبح» و«سجاجيد» الصلاة تفارقهم، يعتكفون رمضان، ويغدقون الصدقات، ثم ظهر ما كان باطناً من تعفن.

هناك ماكينة لغسيل السمعة وإعادة إنتاج «السمعة المجتمعية».. والإعلام فى الخدمة، والمجتمع براجماتى.. قادر على إيجاد آليات التبرير، من أول التناسى، إلى الفصل ما بين «ماعون الخميرة» و«مآلات الثروة»..

دى نقرة ودى نقرة!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغسيل أنواع الغسيل أنواع



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon