توقيت القاهرة المحلي 10:38:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغسيل.. أنواع!

  مصر اليوم -

الغسيل أنواع

بقلم - ماجدة الجندي

هناك أنواع من «الغسيل».. (بصرف النظر عن «غسيل الهدوم» طبعاً).. أشهر الأنواع «غسيل الأموال».. لكن هناك «تنويعات أخرى» لفكرة الغسيل، لم نقرأ عنها، بل عايشناها، ولربما نلنا حسد باحثى «الإنثروبولوجى»، بسبب الدور الذى لعبته فكرة «الغسيل» والثراء الذى تمتعت به فى مجتمعنا.. فكما رفعنا شعار «احنا اللى دهنا الهوا دوكو»، أو «احنا اللى عبينا الهوا فى أزايز»، فاحنا برضه اللى ممكن نعمل من «رد السجون.. ولى»، ومن «المرتشى» نجم مجتمع «وممكن كمان صاحب رأى، أو حتى قائد رأى»، بل ممكن أن يصير «محسناً كبيراً».. كل ذلك دون أى صعوبة وبمنتهى السلاسة.. «غسيل السمعة»، نوع من أبرز أنواع الغسيل، التى شهدها مجتمعنا فى العقود الأخيرة.. نستطيع أيضاً أن نتكلم عن «غسيل الذمم».. هذه الأنواع من «الغسيل» يلعب فيها الإعلام والمجتمع دوراً رئيسياً.. وهذه الأنواع من «الغسيل»، تراهن على أمرين: أولهما وهن الذاكرة الجمعية أو تهاويها أو تغافلها، ثم حاجة الناس تحت وطأة الفقر.. ما يدفع لتبنى معنى «اللى يتجوز أمى.. أقوله يا عمى».. وتكون الترجمة لا يهم مصدر «الفلوس»، ولا من أين جاءت «الخميرة» الأولى، المهم أن معاك فلوس.. بالفلوس يتناسى الإعلام ماضيك.. تختار «المدخل» البوابة التى «تعبر من خلالها المحيط».. من السجن.. إلى أن يبنوا لك «مقاماً»، يتحلقون حوله فى وصلات المديح، كل شىء معمول حسابه، لا توجد مشكلة مع مصدر الفلوس، ولا كون صاحبها أجرم وعوقب.. ممكن تدخل السجن وقد واريت ما واريت من «الخميرة»، تمضى العقوبة، وتخرج، تعتمر.. تحج، كما تشاء، تكتب فى الجرايد، تصير صاحب «وجهة نظر»، نجم مجتمع، تتم دعوتك لأفراح الصفوة وحفلات الميلاد والطهور.. «تترقى».. تغتسل ظاهرياً، لتطل على الناس كيوم ولدتك أمك! منتهى اللبس.

«الرشوة» جريمة متعددة الأبعاد، هى ليست مجرد خروج عن القانون، لكنك تقرأ فيها تعدد مستويات الفساد والإفساد نستطيع أن نستفيض فى شرحهما، لكن خذ عندك فيلماً تسجيلياً، قد يكون إعلاناً، تعرضه فضائية شهيرة، عن واحد عمل سكرتيراً ومديراً لمكتب وزير معروف فى أول الألفينات.. حامت حوله أقاويل وحكايات فساد، أوقعته الأجهزة المعنية.. حوكم ودخل السجن فى عقوبة جريمة رشوة ملأ ضجيجها كل الأرجاء.. حين خرج أعيد تقديمه «كصحفى»، نُشرت له مقالات، ثم توسع.. أكثر أصبح إعلامياً، لم يقنع، أصبح رجل أعمال، ووجهاً من وجوه المجتمع، ثم مرشحاً نيابياً، يروج له التليفزيون كرجل بر وتقوى، يفتتح مستشفيات وعيادات خيرية باسمه، والناس تتبارى فى الحمد والشكر لرجل لا يبحث إلا عن مرضاة الله وخدمة الناس، ولا يريد جزاء ولا شكوراً.. عركنا طويلاً فى الحياة، وعايشنا ولم ير أحد لنا، موظفين كباراً ومسئولين، لم تكن «السبح» و«سجاجيد» الصلاة تفارقهم، يعتكفون رمضان، ويغدقون الصدقات، ثم ظهر ما كان باطناً من تعفن.

هناك ماكينة لغسيل السمعة وإعادة إنتاج «السمعة المجتمعية».. والإعلام فى الخدمة، والمجتمع براجماتى.. قادر على إيجاد آليات التبرير، من أول التناسى، إلى الفصل ما بين «ماعون الخميرة» و«مآلات الثروة»..

دى نقرة ودى نقرة!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغسيل أنواع الغسيل أنواع



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon