توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرهان على هذا الشعب.. والقانون

  مصر اليوم -

الرهان على هذا الشعب والقانون

بقلم - ماجدة الجندي

قررت أن اشرك القارئ فيما عشته هذا الأسبوع لا أنسى أبدا من اى نقطة جئنا، او بالأصح من فم أى نوع من التماسيح أنقذنا فى الثلاثين من يونيو. أمارس ذلك الاستحضار، الذى لم يحل بينى وبين صدق الرصد، وأمانته، والوعى بأن 30 يونيو كانت لحظة شعب عظيم، خرج مدافعا عن هويته أولا ومارست فئاته فى اغلبيتها إدراكا إنسانيا ووطنيا فى دفع قوى شرهة للدم وإن تسربلت فى الدين. على المستوى الشخصى لم أعرف ذعرا داهمنى فى حياتى كلها، قدر الذى عشته لحظة إطلالة من شرفة بيتي، فاذا بالأعلام السوداء التى تحمل شعارات منسوبة للدين والسيوف والسنج، والاصوات التى تعادى الحياة،.ايام الرعب هى ما عشناه ، كأبناء لهذا الوطن وايضا كأسرة، تحت وطأة تهديدات مباشرة، بسبب ما يكتبه جمال الغيطانى بشكل يومى فى جريدة «الاخبار» بدءا من يوم تنصيب محمد مرسي، بادئا بيومياته التى أوجزت الامر «وداعا.. مصر التى نعرفها» وحتى تلقى تهديدات تطول حياة ابننا محمد الذى خيل الى هؤلاء، انه سوف يكون الذراع التى يمكن ليها، او نقطة الضعف التى سوف تسكت كاتبا يراهم جسما دخيلا .. التفاصيل كثيرة لكن كان التهديد واضحا بغير لبس ولا التباس وبرسائل جبانة، لم يكن امامنا ازاءها كغيرنا، إلا التوكل على الله، والتسليم بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، كنت اقولها، وقلبى يهرسه خوف بغير حدود.....حين لمحت من وراء الشيش الموارب الذى اختبأت وراءه، تباشير ظهور مركبات الجيش عند اول شارعنا، فتحت الشباك على مصراعيه، ورحت ألوح، باكية ضاحكة هاتفة صارخة «تحيا مصر».. لم تكن الكلمتان مجرد هتاف لكنها بدت تشبثا باستعادة أطراف شعور حقيقى بالأمان. كان ذلك ما يجيش داخلى وانتويت التوقف عنده هذا الاسبوع. لكنى نزلت وسط الناس لأشاهد آخر مباريات الفريق القومى ورحت أستقرىء الوجوه.. لم أستطع تجاهل رد فعل الناس، الذى بدا وكأن الفساد الطافح والعك الذى حفل به ملف اتحاد الكرة والشركة الراعية وقد انفجر فى وجوههم، فانكفأوا ..الناس ادركت ان وجود فرد عبقرى لا يمكن ان ينتشل فريقا غارقا فى منظومة فساد.. مو صلاح الذى يكاد ان يكون احسن لاعب فى العالم وتقرب قيمته المادية من مائتى مليون استرلينى ليس بديلا عن المنظومة السليمة. لفتنى كغيرى غيمة الإحباط . فى مساء نفس اليوم رحت أتابع برنامجا تليفزيونيا للزميل محمد الباز، فاتحا من خلاله ملف مستشفى 57357 على مصراعيه وبمنتهى الوضوح، هذا الملف الذى فجره الاستاذ وحيد حامد ..كان الاستاذ الباز يقرأ ردا موثقا للشركة الإماراتية المنتجة للمسلسل الذى شارك فى إنتاجه المستشفى بأموال التبرعات.. هالنى ما جاء فى الرد من حقائق حول استنكار الشركة لفكرة التربح من اموال تبرعات تذهب لعلاج الاطفال، ومقاومتها لهذا النهج، وكيف انها فوجئت بالمسئول فى المستشفى يطالب ليس فقط بالمشاركة فى انتاج المسلسل بل ورفع ميزانيته، الى خمسة وستين مليون جنيه! وكيف انها سعت للتخفيض حتى دار الرقم حول خمسة واربعين مليونا وكيف ان الشركة التى كانت تسعى لعمل درامي، لما استكثرت المبلغ، ورفضت مبدأ التكسب من اموال التبرعات، عرضت ان تقوم بدعاية للمستشفى بسعر التكلفة دون أرباح. رد الشركة الإمارتية المنتجة، نص بوضوح على ان المسئول فى مستشفى 57357 اقحم مجموعة من المجهولين فنيا فى عملية الإنتاج ينتمون لجمعية اصدقاء مرضى السرطان وأكد اكثر من مرة انه لم يقبل بهذه التصرفات التى تخضع من يقوم بها ليس فقط لعقوبات اخلاقية تتنافى والعمل الخيرى بل تقع تحت طائلة القانون. خفت حدة الإحباط لشعورى ان احدا لم يعد قادرا على الإفلات او الاحتماء بشبكات ايا كان نوعها.. بصراحة نزلت كلمات الاستاذ الباز، بالبرد والسلام على نفسى حين طالب بمنطقية الرد وصراحته وبمنتهى التهذيب.

لكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد لان المسئول فى مستشفى 57357، وصف الشعب المصرى بما فيه المرضى الغلابة بأوصاف غير لائقة..! لهذا المسئول الأول عن مستشفى 57357، عليه أن يدرك انه لا يوجد احد فوق الحساب وكله حايتحاسب.. الرهان على هذا الشعب الذى استأصل سرطانا وعلى تطبيق القانون هو 30 يونيو.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرهان على هذا الشعب والقانون الرهان على هذا الشعب والقانون



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon