توقيت القاهرة المحلي 08:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»!

  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»

بقلم - ماجدة الجندي

لم يكن الأمر بحاجة إلى تأمل طويل، ليستقر فى داخلى ذلك القلق من «المداخل» التى تفضلت وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة باختيارها، لتقدم نفسها للناس من خلالها كوزيرة للصحة. أول ما قرأه الناس من استهلال عن وزيرة الصحة كان خبر زيارتيها إلى فضيلة الشيخ الأكبر، شيخ الأزهر، ثم قداسة البابا. ثم جاء الإعلان عن قرار الوزيرة بعزف السلام الوطنى وأداء قسم الأطباء كل صباح فى المستشفيات.. علق البعض، على الخبر الأول وتغامز الكثيرون على الخبر الثانى، حتى اضطرت الوزيرة إلى التعليق بعبارة «هى القيم شىء غريب؟!»، بعدما أسهب السيد المتحدث باسم وزارة الصحة «الدكتور خالد مجاهد» فى شرح المغزى من وراء قرار الوزيرة الذى يهدف إلى إعادة التذكير بالقيم والمبادئ، وثقافة الأخلاق (لم أفهم جملة ثقافة الأخلاق) سواء بالنسبة للطبيب أو المريض حين يسمع كلاهما السلام الجمهورى، مضيفاً أنهم كانوا متوقعين رد الفعل والهمز واللمز، لكن ذلك لن يثنيهم وأن الوزيرة مدركة لفكرة الأولويات وأنها إلحاقاً بهذه الأولويات قد أجرت قرعة علنية للحج من بين الأطباء العاملين فى المناطق النائية، وفاز بالفعل أحد عشر طبيباً. فى خلفية هذا المشهد كانت الصفحات فى وسائل التواصل الاجتماعى، تحكى عما جرى فى حريق مستشفى الحسين الجامعى، وعن شباب الأطباء الذين حملوا المرضى على أكتافهم، والجراحين وأطباء التخدير الذين واصلوا عملهم النبيل وسط سحب الدخان الخانق.. وأضافت صفحات الأطباء ما جرى يوم مستشفى الحسين إلى رصيد ما ينشر عن المعجزات التى يقوم بها أطباء أجورهم لا تتعدى أجر عامل بوفيه فى شركة والبدل الذى يتقاضونه عن العدوى، ولا يقبله أى منادى سيارة يركنها. أنا كمواطنة، تعيش ما يعيشه الناس، فى أيامنا كيف يمكن أن أتلقى الصيغة التى اختارتها وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة عن نفسها؟ سوف أنحى جانباً أى تصورات ذهنية تندرج تحت كلمة كان المفروض، أو كان الأولى أن تبدأ بكذا، وأعكس الأمر: ما هى الصورة الذهنية المتوقع أن تنطبع فى ذهن مواطن لا يجد، ليس سريراً فى مستشفى أو حضانة لصغيره، بل ولا حتى مقعداً فى الاستقبال؟ وكيف سيرى طبيب، بدل عدواه، ومرتبه كله، أقل مما يتحصل عليه قهوجى (مع كامل الاحترام لكل أصحاب المهن)؟ السياق «القيمى» الذى أرادت من خلاله أن تقدم نفسها، كوزيرة، لبلد فى حالة حرب مفروض أن لها خلفية سياسية، تعى الأحوال؟ وإذا ما استمر الحق فى التساؤل، هناك تساؤل أسبق عن الشروط الأولية لتحقيق ما نتصوره حول قيم نزاهة العمل وقيم الانتماء الوطنى.. هل يتحقق كلاهما بزيارات لأئمة الأديان وعزف النشيد الوطنى فى أى حقل طبى فى العالم من الصين لأوروبا والهند والسند البلاد التى تركب الأفيال؟!

ما كانش حد غلب (بكسر الغين!) أعف عن التقييم وإصدار الأحكام، وأحتفظ بحقى وحق الناس فى التساؤل عن الفقه السياسى وأبجديات تولى المسئوليات العامة، فى بلد له ظروفنا الغنية عن الإفصاح، وأضيف إلى التساؤل معنى لا لبس فيه: العباءات الفضفاضة، وإن تمسحت فى المقدس والوطنى لن ولا يمكن أن تحل محل الرؤى الواضحة للعمل العام والإنجاز الحق.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كانش حد «غلب» ما كانش حد «غلب»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon