توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»!

  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»

بقلم - ماجدة الجندي

لم يكن الأمر بحاجة إلى تأمل طويل، ليستقر فى داخلى ذلك القلق من «المداخل» التى تفضلت وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة باختيارها، لتقدم نفسها للناس من خلالها كوزيرة للصحة. أول ما قرأه الناس من استهلال عن وزيرة الصحة كان خبر زيارتيها إلى فضيلة الشيخ الأكبر، شيخ الأزهر، ثم قداسة البابا. ثم جاء الإعلان عن قرار الوزيرة بعزف السلام الوطنى وأداء قسم الأطباء كل صباح فى المستشفيات.. علق البعض، على الخبر الأول وتغامز الكثيرون على الخبر الثانى، حتى اضطرت الوزيرة إلى التعليق بعبارة «هى القيم شىء غريب؟!»، بعدما أسهب السيد المتحدث باسم وزارة الصحة «الدكتور خالد مجاهد» فى شرح المغزى من وراء قرار الوزيرة الذى يهدف إلى إعادة التذكير بالقيم والمبادئ، وثقافة الأخلاق (لم أفهم جملة ثقافة الأخلاق) سواء بالنسبة للطبيب أو المريض حين يسمع كلاهما السلام الجمهورى، مضيفاً أنهم كانوا متوقعين رد الفعل والهمز واللمز، لكن ذلك لن يثنيهم وأن الوزيرة مدركة لفكرة الأولويات وأنها إلحاقاً بهذه الأولويات قد أجرت قرعة علنية للحج من بين الأطباء العاملين فى المناطق النائية، وفاز بالفعل أحد عشر طبيباً. فى خلفية هذا المشهد كانت الصفحات فى وسائل التواصل الاجتماعى، تحكى عما جرى فى حريق مستشفى الحسين الجامعى، وعن شباب الأطباء الذين حملوا المرضى على أكتافهم، والجراحين وأطباء التخدير الذين واصلوا عملهم النبيل وسط سحب الدخان الخانق.. وأضافت صفحات الأطباء ما جرى يوم مستشفى الحسين إلى رصيد ما ينشر عن المعجزات التى يقوم بها أطباء أجورهم لا تتعدى أجر عامل بوفيه فى شركة والبدل الذى يتقاضونه عن العدوى، ولا يقبله أى منادى سيارة يركنها. أنا كمواطنة، تعيش ما يعيشه الناس، فى أيامنا كيف يمكن أن أتلقى الصيغة التى اختارتها وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة عن نفسها؟ سوف أنحى جانباً أى تصورات ذهنية تندرج تحت كلمة كان المفروض، أو كان الأولى أن تبدأ بكذا، وأعكس الأمر: ما هى الصورة الذهنية المتوقع أن تنطبع فى ذهن مواطن لا يجد، ليس سريراً فى مستشفى أو حضانة لصغيره، بل ولا حتى مقعداً فى الاستقبال؟ وكيف سيرى طبيب، بدل عدواه، ومرتبه كله، أقل مما يتحصل عليه قهوجى (مع كامل الاحترام لكل أصحاب المهن)؟ السياق «القيمى» الذى أرادت من خلاله أن تقدم نفسها، كوزيرة، لبلد فى حالة حرب مفروض أن لها خلفية سياسية، تعى الأحوال؟ وإذا ما استمر الحق فى التساؤل، هناك تساؤل أسبق عن الشروط الأولية لتحقيق ما نتصوره حول قيم نزاهة العمل وقيم الانتماء الوطنى.. هل يتحقق كلاهما بزيارات لأئمة الأديان وعزف النشيد الوطنى فى أى حقل طبى فى العالم من الصين لأوروبا والهند والسند البلاد التى تركب الأفيال؟!

ما كانش حد غلب (بكسر الغين!) أعف عن التقييم وإصدار الأحكام، وأحتفظ بحقى وحق الناس فى التساؤل عن الفقه السياسى وأبجديات تولى المسئوليات العامة، فى بلد له ظروفنا الغنية عن الإفصاح، وأضيف إلى التساؤل معنى لا لبس فيه: العباءات الفضفاضة، وإن تمسحت فى المقدس والوطنى لن ولا يمكن أن تحل محل الرؤى الواضحة للعمل العام والإنجاز الحق.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كانش حد «غلب» ما كانش حد «غلب»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon