توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»!

  مصر اليوم -

ما كانش حد «غلب»

بقلم - ماجدة الجندي

لم يكن الأمر بحاجة إلى تأمل طويل، ليستقر فى داخلى ذلك القلق من «المداخل» التى تفضلت وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة باختيارها، لتقدم نفسها للناس من خلالها كوزيرة للصحة. أول ما قرأه الناس من استهلال عن وزيرة الصحة كان خبر زيارتيها إلى فضيلة الشيخ الأكبر، شيخ الأزهر، ثم قداسة البابا. ثم جاء الإعلان عن قرار الوزيرة بعزف السلام الوطنى وأداء قسم الأطباء كل صباح فى المستشفيات.. علق البعض، على الخبر الأول وتغامز الكثيرون على الخبر الثانى، حتى اضطرت الوزيرة إلى التعليق بعبارة «هى القيم شىء غريب؟!»، بعدما أسهب السيد المتحدث باسم وزارة الصحة «الدكتور خالد مجاهد» فى شرح المغزى من وراء قرار الوزيرة الذى يهدف إلى إعادة التذكير بالقيم والمبادئ، وثقافة الأخلاق (لم أفهم جملة ثقافة الأخلاق) سواء بالنسبة للطبيب أو المريض حين يسمع كلاهما السلام الجمهورى، مضيفاً أنهم كانوا متوقعين رد الفعل والهمز واللمز، لكن ذلك لن يثنيهم وأن الوزيرة مدركة لفكرة الأولويات وأنها إلحاقاً بهذه الأولويات قد أجرت قرعة علنية للحج من بين الأطباء العاملين فى المناطق النائية، وفاز بالفعل أحد عشر طبيباً. فى خلفية هذا المشهد كانت الصفحات فى وسائل التواصل الاجتماعى، تحكى عما جرى فى حريق مستشفى الحسين الجامعى، وعن شباب الأطباء الذين حملوا المرضى على أكتافهم، والجراحين وأطباء التخدير الذين واصلوا عملهم النبيل وسط سحب الدخان الخانق.. وأضافت صفحات الأطباء ما جرى يوم مستشفى الحسين إلى رصيد ما ينشر عن المعجزات التى يقوم بها أطباء أجورهم لا تتعدى أجر عامل بوفيه فى شركة والبدل الذى يتقاضونه عن العدوى، ولا يقبله أى منادى سيارة يركنها. أنا كمواطنة، تعيش ما يعيشه الناس، فى أيامنا كيف يمكن أن أتلقى الصيغة التى اختارتها وزيرة الصحة فى الحكومة الجديدة عن نفسها؟ سوف أنحى جانباً أى تصورات ذهنية تندرج تحت كلمة كان المفروض، أو كان الأولى أن تبدأ بكذا، وأعكس الأمر: ما هى الصورة الذهنية المتوقع أن تنطبع فى ذهن مواطن لا يجد، ليس سريراً فى مستشفى أو حضانة لصغيره، بل ولا حتى مقعداً فى الاستقبال؟ وكيف سيرى طبيب، بدل عدواه، ومرتبه كله، أقل مما يتحصل عليه قهوجى (مع كامل الاحترام لكل أصحاب المهن)؟ السياق «القيمى» الذى أرادت من خلاله أن تقدم نفسها، كوزيرة، لبلد فى حالة حرب مفروض أن لها خلفية سياسية، تعى الأحوال؟ وإذا ما استمر الحق فى التساؤل، هناك تساؤل أسبق عن الشروط الأولية لتحقيق ما نتصوره حول قيم نزاهة العمل وقيم الانتماء الوطنى.. هل يتحقق كلاهما بزيارات لأئمة الأديان وعزف النشيد الوطنى فى أى حقل طبى فى العالم من الصين لأوروبا والهند والسند البلاد التى تركب الأفيال؟!

ما كانش حد غلب (بكسر الغين!) أعف عن التقييم وإصدار الأحكام، وأحتفظ بحقى وحق الناس فى التساؤل عن الفقه السياسى وأبجديات تولى المسئوليات العامة، فى بلد له ظروفنا الغنية عن الإفصاح، وأضيف إلى التساؤل معنى لا لبس فيه: العباءات الفضفاضة، وإن تمسحت فى المقدس والوطنى لن ولا يمكن أن تحل محل الرؤى الواضحة للعمل العام والإنجاز الحق.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كانش حد «غلب» ما كانش حد «غلب»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon