توقيت القاهرة المحلي 19:43:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام مدارس.. والعبرة بالمناهج!

  مصر اليوم -

الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج

بقلم - ماجدة الجندي

المكتبة الكبرى أو La grande librairie، واحد من برامج السهرة على شاشة القناة الفرنسية TV5.. طبعاً، كما يبدو من العنوان، هو برنامج محوره الكتب، وجديد المكتبات، ومع ذلك وضعوه فى فترة السهرة، لأنه ببساطة برنامج ممتع وحى..! وهو جزء مما يمكن اعتباره من تقاليد الشاشة الفرنسية التى حولت الكتب إلى متعة وبهجة لا تقتصر على فئة بعينها وكان الأشهر من مقدمى هذه البرامج «بيفو» الذى نافس فى حضوره نجوم السينما. المهم أن مقدم البرنامج وبمناسبة صدور ترجمة فرنسية لآخر كتب صاحبة نوبل الأمريكية «تونى موريسون»، (٨٧ عاماً)، قد عبر المحيط ليلتقى ولمدة دقائق بـ«تونى موريسون»، فى بيتها بنيويورك، حاملاً الترجمة الفرنسية L origine des autres، وبضعة أسئلة رشيقة حول الأدب وما كان محوراً لأعمالها وأيضاً حول الرئيس الأمريكى الحالى الذى لم تشأ حتى أن تنطق باسمه، مكتفية بالإشارة إليه كرقم، (رقم ٤٥)، واصفة إياه بنعوت مباشرة، كالأسوأ، وأخرى لا تخلو من طرافة. قالت «موريسون» إنه يمكن أن يكرمش حواجبه ويبتسم، لكنه أبداً لا يستطيع الضحك! الضحك تجربة.. خبرة إنسانية، ليست فى مقدوره!

التقى مقدم البرنامج تونى موريسون، جالسة فوق مقعد مريح، وقد علق بفتحتى أنفها أنبوبتين شفافتين، تشيران إلى وضع صحى قلق، ومع ذلك قالت إنها تحس أن واجبها أن تعيش.. استمرارها فى الحياة ليس أمنية ولكن «واجب» فلا يمكن أن تموت والرئيس الحالى موجود، فالوضع «محزن ومؤلم وخطير!».

على الرغم من قصر الحوار مع تونى موريسون فإنه طوّف بمفاتيح لا يمكن إلا أن تتوقف عندها.. رؤيتها للأدب المتعة والحكمة معاً.. والمتعة لا تعنى قارئاً مسترخياً كسولاً.. قالت الأدب هو تجارب الحياة وهو واحد من أغزر منابع الحكمة.. وقالت إن آخر رواية لجارثيا ماركيز قرأتها لم يكن عدد صفحاتها يتجاوز المائة، وأنها تعمل الآن على عمل حجمه مقارب، يتناول مشوار شابين أحدهما أبيض والآخر أسود، كيف تمتد الجسور وتتقاطع المصائر..

لم تتخلّ موريسون عن ابتسامة موحية طوال دقائق اللقاء، ولا تغير إيقاع صوتها..

كان أبرز ما فى رسالتها كيف يمكن أن يحمل الأدب فى طياته «حيوات مليئة بالزخم» وفى الوقت نفسه «حكمة مقطرة»، ولكن الأمر مرهون فى جزء منه بذكاء وفهم المتلقى. موريسون لم يفتها الإشارة إلى أمرين، أولهما أنها ومن خلال عقدين كاملين عملت خلالهما فى جامعة برنستون، اكتسبت نوعاً من الخبرة فى رصد تفاعل الشباب، فى نقده لأمريكا، وأن هذا الشباب لا يتبع قواعد الماضى، وثانى ما توقفت عنده هو أن المرأة الأمريكية وإن صارت لها كلمة مؤثرة على المستوى السياسى والفنى، فإن أكبر ما تعانى منه حتى الآن هو عدم المساواة فى الأجور...

لم يكن لقاء موريسون الذى عبر لأجله مقدم برنامج السهرة «المكتبة الكبرى» غير جزء، أو فقرة فى برنامج لم تستغرق غير بضع دقائق، أعقبتها مناقشة لكتاب حول الأخطار التى تتهدد ليس اللغة الفرنسية، ولكن «جماليات اللغة الفرنسية».. صاحب الكتاب ينبه: لم يعد هناك كتابة أدبية «تليق»، جماليات اللغة ليست ترفاً، الحس بها، تذوقها.. والحل أكثروا من المسرح والشعر والأغنيات عذبة الكلمات والمعانى وإلا كنا «نخون بلدنا». إلى هذا الحد بلغ القلق! سهرة مع «الكتب» تتحول إلى «بهجة المعرفة».. أمر لم نتعوده لكنه موجود.. كيف يمكن أن تحس الشعور بالحيوية والبهجة، وأن عقلك شغال.. درجة الثقافة والوعى تفرق كثيراً فى الإعلام، على الأقل الواعون يختارون ما يدفعون لأجله تذاكر وطيران..

الإعلام مدارس.. والعبرة بالمناهج!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon