توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام مدارس.. والعبرة بالمناهج!

  مصر اليوم -

الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج

بقلم - ماجدة الجندي

المكتبة الكبرى أو La grande librairie، واحد من برامج السهرة على شاشة القناة الفرنسية TV5.. طبعاً، كما يبدو من العنوان، هو برنامج محوره الكتب، وجديد المكتبات، ومع ذلك وضعوه فى فترة السهرة، لأنه ببساطة برنامج ممتع وحى..! وهو جزء مما يمكن اعتباره من تقاليد الشاشة الفرنسية التى حولت الكتب إلى متعة وبهجة لا تقتصر على فئة بعينها وكان الأشهر من مقدمى هذه البرامج «بيفو» الذى نافس فى حضوره نجوم السينما. المهم أن مقدم البرنامج وبمناسبة صدور ترجمة فرنسية لآخر كتب صاحبة نوبل الأمريكية «تونى موريسون»، (٨٧ عاماً)، قد عبر المحيط ليلتقى ولمدة دقائق بـ«تونى موريسون»، فى بيتها بنيويورك، حاملاً الترجمة الفرنسية L origine des autres، وبضعة أسئلة رشيقة حول الأدب وما كان محوراً لأعمالها وأيضاً حول الرئيس الأمريكى الحالى الذى لم تشأ حتى أن تنطق باسمه، مكتفية بالإشارة إليه كرقم، (رقم ٤٥)، واصفة إياه بنعوت مباشرة، كالأسوأ، وأخرى لا تخلو من طرافة. قالت «موريسون» إنه يمكن أن يكرمش حواجبه ويبتسم، لكنه أبداً لا يستطيع الضحك! الضحك تجربة.. خبرة إنسانية، ليست فى مقدوره!

التقى مقدم البرنامج تونى موريسون، جالسة فوق مقعد مريح، وقد علق بفتحتى أنفها أنبوبتين شفافتين، تشيران إلى وضع صحى قلق، ومع ذلك قالت إنها تحس أن واجبها أن تعيش.. استمرارها فى الحياة ليس أمنية ولكن «واجب» فلا يمكن أن تموت والرئيس الحالى موجود، فالوضع «محزن ومؤلم وخطير!».

على الرغم من قصر الحوار مع تونى موريسون فإنه طوّف بمفاتيح لا يمكن إلا أن تتوقف عندها.. رؤيتها للأدب المتعة والحكمة معاً.. والمتعة لا تعنى قارئاً مسترخياً كسولاً.. قالت الأدب هو تجارب الحياة وهو واحد من أغزر منابع الحكمة.. وقالت إن آخر رواية لجارثيا ماركيز قرأتها لم يكن عدد صفحاتها يتجاوز المائة، وأنها تعمل الآن على عمل حجمه مقارب، يتناول مشوار شابين أحدهما أبيض والآخر أسود، كيف تمتد الجسور وتتقاطع المصائر..

لم تتخلّ موريسون عن ابتسامة موحية طوال دقائق اللقاء، ولا تغير إيقاع صوتها..

كان أبرز ما فى رسالتها كيف يمكن أن يحمل الأدب فى طياته «حيوات مليئة بالزخم» وفى الوقت نفسه «حكمة مقطرة»، ولكن الأمر مرهون فى جزء منه بذكاء وفهم المتلقى. موريسون لم يفتها الإشارة إلى أمرين، أولهما أنها ومن خلال عقدين كاملين عملت خلالهما فى جامعة برنستون، اكتسبت نوعاً من الخبرة فى رصد تفاعل الشباب، فى نقده لأمريكا، وأن هذا الشباب لا يتبع قواعد الماضى، وثانى ما توقفت عنده هو أن المرأة الأمريكية وإن صارت لها كلمة مؤثرة على المستوى السياسى والفنى، فإن أكبر ما تعانى منه حتى الآن هو عدم المساواة فى الأجور...

لم يكن لقاء موريسون الذى عبر لأجله مقدم برنامج السهرة «المكتبة الكبرى» غير جزء، أو فقرة فى برنامج لم تستغرق غير بضع دقائق، أعقبتها مناقشة لكتاب حول الأخطار التى تتهدد ليس اللغة الفرنسية، ولكن «جماليات اللغة الفرنسية».. صاحب الكتاب ينبه: لم يعد هناك كتابة أدبية «تليق»، جماليات اللغة ليست ترفاً، الحس بها، تذوقها.. والحل أكثروا من المسرح والشعر والأغنيات عذبة الكلمات والمعانى وإلا كنا «نخون بلدنا». إلى هذا الحد بلغ القلق! سهرة مع «الكتب» تتحول إلى «بهجة المعرفة».. أمر لم نتعوده لكنه موجود.. كيف يمكن أن تحس الشعور بالحيوية والبهجة، وأن عقلك شغال.. درجة الثقافة والوعى تفرق كثيراً فى الإعلام، على الأقل الواعون يختارون ما يدفعون لأجله تذاكر وطيران..

الإعلام مدارس.. والعبرة بالمناهج!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج الإعلام مدارس والعبرة بالمناهج



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon