توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنها مصر أيام "شد الحزام"

  مصر اليوم -

إنها مصر أيام شد الحزام

بقلم : كرم جبر

بسبب الحــروب تـعـرض الاقتصاد المصري لاسـتـنـزاف مستمر، حرب 48 وبعدها بثماني سنوات حرب 56، وبعدها بعشر حرب 67، وبعدها بست حرب 73، وبين 56 و67 حرب اليمن، وكانت نفقاتها مليون جنيه في اليوم الواحد.

ملحوظة: كان الجنيه يساوى 2.3 دولارفى ذلك الوقت.

بـعـد ٦٧ كــان الـشـعـار المــرفــوع هـو «لا صــوت يـعـلـو فـوق صوت المعركة»، وظل المصريون يشدون الحزام، ويحرمون أنفسهم من كل شيء، لتوفير متطلبات المعركة.

لـم تكن هـنـاك سلع ولا بضائع في الأســواق، «ولا مع الـنـاس فـلـوس».. وكـان أجـر خريج الجامعة 17.5 جنيه، واعتمد الناس على نظام اسمه «الجمعية»، وسعيد الحظ من يقبضها في الأول، والميسور يقبل أن يكون الأخير.
كان مستحيلا أن تستمر حالة اللاسلم واللاحرب أكثر من ست سنوات، في بلد لا ينام ولا يأكل ولا يشرب، ويوفر قوت يومه من أجل الحرب، واستعادة الكرامة والكبرياء.

برزت عظمة الرئيس السادات، في تهيئة البلاد للحرب، بسياسة «الصدمات الكهربائية»، كل يوم مفاجأة من طرد الخـبـراء الــروس، حـتـى الإفــراج عـن الـطـلاب المحبوسين وإعــطــاء الجــنــود والـضـبـاط إجـــازة، ثــم فـاجـأ إسـرائـيـل والعالم كله بالعبور العظيم، ولا تصدقوا أن أحـدا كان يـعـلـم، إلا كـبـار الــقــادة الـذيـن يـعـدون عـلـى أصـابـع اليد الواحدة

وواجـهـت مصر حـربـا أشـد قسوة «الإفـقـار والتجويع»، وفـرض حالة اللاسلم والـلاحـرب من جديد، ومحاولات بعض الــدول الشقيقة والـزعـمـاء الـعـرب الأشــاوس خنق البلاد والتضييق على لقمة العيش.
وكـانـت الـصـدمـة الـكـبـرى التي زلـزلـت كـيـان الـسـادات، مظاهرات 18 و19 يناير 77، فالقائد المنتصر لا يستطيع تلبية متطلبات شعبه، وعند أول مبادرة لتحريك أسعار الـسـلـع وبـدايـة إصـلاحـات اقـتـصـاديـة، كــادت الـقـاهـرة أن تحـتـرق، وكــان مستحيلا أن يمـد هـذا الـوطـن يـديـه، لمن يعايرونه بفقره.

واختار السادات بلده وشعبه وأرضـه، ومد يديه بسلام الشرفاء، صاحبه الانفتاح الاقتصادي، الذي أطلق عليه البعض «استهلاكي»، ولكنه كان ضروريا لتحريك البحيرة الراكدة والأسواق المتعطشة.
الـعـرب دفـعـوا لمـصـر، ولـكـن لا يـقـاس بالتضحيات، ولا بالزيادات الرهيبة في أسعار البترول، بسبب الحروب التي خاضتها من أجل قضيتهم الكبرى فلسطين، وضخت في عــروق الــدول الـبـتـرولـيـة مـلـيـارات سـاخـنـة، تحـقـقـت بها الطفرة الاقتصادية الهائلة في تلك الدول
لم يكن أمام مصر إلا «ما حك جلدك غير ظفرك»، ولا يمكن أن ترهن مصير وطن وشعبه على «مزاجية» حكام عـرب، يختلفون أكثر ممـا يتفقون، وإذا اتفقوا لا يـدوم شهر العسل أياما.
لنقفز إلـى 2011 وحـدث الأسوأ، ولـم يكن في وسـع أي دولـة في العالم أن تعيش، بينما جزء من شعبها يحرق ويـقـتـل ويـتـظـاهـر ويـحـتـج، وتتحكم في مـصـيـره جماعة إرهابية، وتحيطه المؤامرات من كل صنف ولون.
ولكن لأنها مصر.. صمدت وتحدت المستحيل، ولا تجد الآن سـلـعـة ولا منتجا نـاقـصـا في الأســـواق، إلا ظـروف الغلاء التي تؤلم بعض الفئات، وتبذل الدولة جهودها لعلاج الآثار السلبية للإصلاحات، التي تأخرت منذ حرب 67.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنها مصر أيام شد الحزام إنها مصر أيام شد الحزام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon