توقيت القاهرة المحلي 08:44:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجدار والكلب

  مصر اليوم -

الجدار والكلب

بقلم - هناء عبدالفتاح

وردت في عالم المضحكات المبكيات حكاية رجل ذهب إلي شيخ ـ من إياهم ـ وأخبره أن كلباً تبول علي حائط منزله، فأفتي له الشيخ قائلا » يُهد هذا الحائط ويُبني سبع مرات »‬، اندهش الرجل جداً وسأله لِمَ كل هذا ؟، فرد الشيخ مستعيناً بتفسير مغلوط لحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام »‬ إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبعاً وعفروه الثامنة بالتراب »‬، فرد عليه الرجل، إنه حائط بيتك أنت يا شيخ، فرد الشيخ »‬ قليل من الماء يطهره  الدين يسر وليس عسرا يا ابني»‬، هذا الموقف بكل دلالاته يلخص ما وصلت إليه الصورة الذهنية في عقول العامة لمن يسمون أنفسهم أو يسميهم جمهورهم »‬ دعاة »‬، مثلهم كمثل الشيخ الذي أفتي أعلاه ولا يختلفون عنه فتيلاً، ويبدو أن الزهر لعب معهم لدرجة جعلتهم لا يبالون وفقدوا حرصهم علي الظهور بنفس الشكل المتزن العاقل الراسي الكيوت الذي بدأوا به معنا وجنوا من ورائه ملايين الجنيهات والدولارات والمعجبين. لعب الزهر معهم فأفقدهم الطاقة التمثيلية ودفهم للاستهتار بماسك أكل العيش فظهروا علي حقيقتهم، وأخيراً فهمتهم شريحة مجتمعية عريضة أحبتهم واتبعتهم لدرجة الهوس والجنون، لا أقصد هنا فقط الداعية الذي صور إعلانا لفراخ بتقرب من ربنا، ولا الداعية اللي فلقنا بمواصفات الزوجة المثالية وراح اتجوز واحدة بمواصفات عكس كل اللي قاله، أنا أقصدهم جميعاً، أقصد كل من أطلقوا علي أنفسهم دعاة ولا أعرف حتي اللحظة إلي ماذا يدعون تحديدا ؟؟!!، فما قدموه كله رأيته محصورا في منطقة وسط بين مبادئ أخلاقية ومبادئ تنمية بشرية فلا هم حصّلوا مدرسي تربية دينية ولا حصلوا أساتذة تنمية بشرية، أين الدعوة في هذا ؟؟!!، تطويع رأي الدين في اتجاه كل حاجة وعكسها صنعة احترفوها جميعاً، ولا أستثني منهم أحداً، وأتحدي من يتحداني فيهم أنه لم يناقض نفسه أبداً واتسقت جميع أقواله مع جميع أفعاله، سأرد عليه فوراً بصوته وصورته والمجد للسوشيال ميديا واليوتيوب اللذين يُحمد لهما توثيق كل شيئ باليوم والساعة والثانية، كنا في البداية نؤذن في مالطة عندما نقول إن هؤلاء الذين أسماؤهم »‬ دعاة »‬ متناقضون جداً ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وملاحظات كثيرة وعلامات تعجب واستفهام أكثر عليهم، لكن لا أحد كان يسمع أو يسمح ولا حياة لمن ننادي، وكان يدور جدل بيزنطي سخيف ينتهي للاشيئ لو دار نقاش حولهم، الآن المهمة أسهل كثيراً، بفضلهم هم، الآن يمكن أن نشير إلي وجههم الآخر الذي ظهر علناً وبلا أي خجل بعدما تبول الكلب علي جدارهم فأفتوا بقليل من الماء ليطهرها. إلي زوال يا كل وسطاء الدين، ديننا لا يحب الواسطة والطريق إلي الله بدونكم معروف

نقلا عن الاخبار الفاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجدار والكلب الجدار والكلب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:59 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب
  مصر اليوم - نانسي عجرم تكشف تطورات فيلمها الجديد مع عمرو دياب

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon