توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هلا جميلة بوحريد

  مصر اليوم -

هلا جميلة بوحريد

بقلم - نوال مصطفي

مثل نفحة سخية من الله حلت جميلة بوحيرد أرض مصر، كأنها نسمة طرية وحانية من السماء جاءتنا في اللحظة المناسبة. مجرد رؤيتها ومشاهدة مواكب استقبال المصريين الحاشدة العاشقة لها، طرقت جدران الذاكرة كشلال هادر، أيقظ المشاعر والمعاني الوطنية الصادقة التي تمثلها جميلة.

جميلة بوحيرد التي قرأنا قصتها في كتب المدرسة صغارا، وانبهرنا ببطولتها وتضحياتها المذهلة في سبيل وطنها، الجزائر الشقيقة كبارا، وتفتح وعينا عليها رمزا عظيما من رموز التضحية والشجاعة والاستعداد لمنح كل غال ونفيس فداء للوطن. جميلة التي حظيت بقسط وافر من اسمها، فهي فعلا جميلة وجها وروحا وفكرا، وهي كذلك ملهمة للشعراء العرب في كل قطر عربي كتب فيها كبار الشعراء عشرات القصائد، كذلك أبدع الكاتب القدير عبد الرحمن الشرقاوي مسرحيته الشعرية عنها تحت عنوان »مأساة جميلة»‬ وتحكي قصة فتاة صغيرة وقفت ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، تحمل جينات البطولة والكفاح النبيل.

هذه الفتاة الصغيرة - وقتها - حركت ضمير العالم عندما اعتقلت وواجهت حكما بالإعدام، ورأت الأهوال في السجن بالجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي. كانت ولاتزال رمزا رفيعا للثورة الجزائرية، وبلد المليون شهيد.

لذلك كله كان قدومها إلي مصر مفجرا لطاقات الحب والشغف عند المصريين جميعا للقاء رمز الحرية وفخر المرأة العربية. وهي قادمة لحضور مهرجان أسوان السينمائي الدولي لسينما المرأة في دورته الثانية التي تحمل اسم »‬جميلة بوحيرد» وهنا يتحتم شكر القائمين علي المهرجان لاختيارهم تلك الشخصية الفريدة.

تكريمات عديدة حرص المسئولون الرسميون علي إقامتها لها، أولهم المجلس القومي للمرأة ورئيسته الدكتورة مايا مرسي، وذلك في حضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، حضر اللقاء نخبة من القيادات النسائية علي مستوي الجمهورية، كما حضره كاتبات وشاعرات وفنانات معروفات.

وكان الاستقبال مدويا، حارا، يقشعر له البدن، دمعت عينا جميلة من شدة الانفعال بمشاعر المصريين المحبة لها، المأخوذة بقصة بطولتها المذهلة. وحكت عن ذكرياتها مع الرئيس جمال عبد الناصر في زيارتها السابقة لمصر عام 1962 وكيف كانت مبهورة بشخصيته الوطنية، وفخورة باستقباله وتكريمه لها.

سوف تزور جميلة أسوان وهي مدينة فريدة من مدن صعيد مصر، وسوف يكرمها أهل أسوان فوق التكريم الذي ستحصل عليه في المهرجان السينمائي المتميز، وسوف تكون سحابة جميلة تظلل سماء أسوان. وسوف تعيد إلينا الذاكرة بمشاهد عظيمة لتاريخ طويل بين مصر والجزائر، أيام كانت القاهرة تحتضن الثورة الجزائرية بكل رموزها بزعامة أحمد بن بيلا ورفاق كفاحه الطويل.

نستعيد أيضا مع جميلة وقفة الشعب الجزائري مع جيش مصر وهو يخوض حرب أكتوبر 1973. ذكريات العزة والكرامة وإرادة أمة عربية قررت أن تتحرر من الاستعمار، وتستقل مهما كلفها ذلك من تضحيات.

لقد نغزت زيارة جميلة قلوبنا لتصحو وتستيقظ من جديد وهي تستعيد ذكريات هذا الزمان.. زمن المعاني الحقيقية، والنضال الصادق، والتشبث بأيقونة غالية اسمها »‬حب الوطن». شكرا مهرجان أسوان السينمائي لسينما المرأة، وشكرا لك سيدتي الجميلة »‬جميلة بوحيرد» قبولك الدعوة.

>> مثل كل العصافير المحلقة رحل الناقد الفنان علي أبو شادي عن عالمنا. انسحب بهدوء وخفة تشبه شخصيته المحبة لكل البشر، إنه البشوش الذي يبتسم في عز الضنك إيمانا منه أن الدنيا لا تستحق الصراع ولا ينبغي للمرء أن يضيع لحظة من عمره في هذا اللهاث من أجل منصب أو مال.

 كان يعطي بكل إخلاص وحب في كل منصب تولاه، لكنه لم يكن متنمرا، متحفزا للحصول علي مكسب أو منصب يتقاتل عليه الكثيرون. كثيرا ما مد يده لمساعدة الآخرين وتبني الشباب الصاعد الحالم، ودائما كان لهم الأب الحنون والأستاذ المعطاء الذي لا يبخل عليهم بخبرة أو دفعة من أجل الوجود. رحم الله الصديق العزيز علي أبو شادي..

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هلا جميلة بوحريد هلا جميلة بوحريد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon