توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متعــة التعليــم

  مصر اليوم -

متعــة التعليــم

بقلم : نوال مصطفي

 والله كلام جميل، لكن الفعل والتنفيذ علي أرض الواقع هو ما سيجعله أجمل. أتحدث عن التصريحات التي أدلي بها وزير التعليم في مؤتمر صحفي منذ أيام، ليعلن عن ثورة في نظام التعليم المصري وليس مجرد استراتيجية جديدة.

الكلام من فرط تفاؤله، وبشارته تشعر أنه صعب أن يكون حقيقة "too good to be true". فما قرأته وسمعته من الدكتور طارق شوقي يعطي إحساسا بأن ما حلمنا به، وكتبنا مرارا وتكرارا عنه أنا وغيري من الكتاب حول إصلاح نظام التعليم في مصر في طريقه إلي التنفيذ. الموضوع قطعا ليس سهلا، والطريق ليس محفوفا بالورود أمام الوزير أو الرئيس والدولة التي تتبني هذا المشروع الطموح الذي يهدف إلي بناء الإنسان المصري من خلال نظام تعليمي متكامل يبني الشخصية، ويصقل القدرات العقلية والإبداعية لدي الإنسان المصري.

البنك الدولي قدر المطلوب لتنفيذ الاستراتيجية باثنين مليار دولار، وقدم قرضا لمصر بقيمة نصف مليار، علي أن تتولي الحكومة المصرية تدبير باقي المبلغ، ويحاول الرئيس السيسي جاهداً أن يصل بالقرض إلي مليار دولار من أجل القفز فوق الزمن والوقت لإنجاز المهمة، ما سمعته وقرأته من الدكتور طارق يؤكد أن العمارة القديمة المتهالكة ـ ويقصد نظام التعليم المصري القائم منذ خمسين سنة ـ لابد من هدمه بالكامل، لنبني نظاما جديدا يسهم في بناء الإنسان المصري، وهذا ما يدعمه الرئيس السيسي، وما يقف وراءه بكل قوة. فهذا النظام ليس ملكاً لوزير أو وزارة أو حتي رئيس جمهورية، بل هو ملك لمصر والأجيال القادمة التي ستقود البلاد ومن حقها أن تري مصر أفضل.

قال الوزير: سيتم توزيع مليون تابلت علي طلاب الصف الأول الثانوي بتكلفة تتراوح ما بين ٢٫٥ إلي 3 مليارات جنيه، سنوقع مع جميع مصادر المحتوي الذي سيتم وضعه في المناهج التعليمية.. أفلام ثلاثية الأبعاد.. أفلام الديناصورات.. 700 ألف فيديو باللغة العربية لمنهج التعليم الجديد.. ورهاني أن الطلبة سيعتادون علي النظام الجديد في غضون ثلاثة أشهر ولن يقبلوا بالعودة للنظام القديم إذا خيروا في ذلك. أيضا سيكون للمعلم نصيب الأسد في المخصصات المالية في الاستراتيجية التعليمية الجديدة " ثلاثة أرباع ميزانية المشروع سوف تنفق علي المدرس ".

سيكون التعليم متعة كما يحدث في الدول المتقدمة، وسيتلهف التلميذ للذهاب إلي المدرسة حيث سيشاهد المناهج والمعلومات في سياق فني ممتع، ولن يكون الموضوع تلقيناً مملاً، وحفظاً مرهقاً لا يجدي ولا يثمر في تنمية مهارة، أو صقل موهبة. سيري التلميذ المعلومة عبر أفلام فيديو، ووسائط تكنولوجية حديثة.

من الطبيعي أن تبدأ حملة التشكيك في خطة منظومة التعليم الجديدة، تصريحات الوزير تؤكد ذلك: "نحن حالياً نهاجم بضراوة لأننا اقتحمنا منطقة بها مصالح لهم.. عشنا 15 شهرًا من التشكيك والسب.. فيه ناس بتهاجم وهي مدفوعة ودي ناس كتير جداً. كذلك يوجد أشخاص كثر يفبركون صفحات عبر فيس بوك وينتحلون صفة وزير التربية والتعليم من أجل ترويج الشائعات، وأناشد الجميع عدم الانسياق وراء الشائعات والحصول علي المعلومة من البيانات الرسمية للوزارة".

تشمل الاستراتيجية الجديدة التعليم الفني، فنحن نسعي لتغيير التعليم الفني إلي ما يطلق عليه "المدارس التكنولوجية التطبيقية" بمعايير جودة عالية، وسيتم افتتاح 45 مدرسة يابانية في شهر سبتمبر المقبل.

الاستراتيجية الجديدة للتعليم سوف تسير في خطين متوازيين البدء من الأساس مع التلاميذ الذين سوف يدخلون رياض الأطفال هذا العام وهؤلاء هم من سيبدأون المشوار من أوله، ونتمني أن نري معهم منتجا مختلفا، لتعليم حقيقي، والخط الثاني مع أول ثانوي الذين سوف يطبق عليهم المحتوي والوسائط الجديدة للتعليم. سيكون هناك تدريب للمعلمين علي النظام الجديد بالطبع.

المضارون من الاستراتيجية الجديدة للتعليم كثر. أولهم مافيا الدروس الخصوصية الذين لن يجدوا لبضاعتهم الفاسدة سوقاً في ظل النظام الجديد. ثم جماعات المصالح العديدة التي تلعب في مجال التعليم وتربح الملايين في ظل نظام التلقين والحفظ وتسطيح العقل. معك الله دكتور طارق شوقي، الطريق طويل وصعب، لكن الغاية رائعة وعظيمة. كل الدعاء بالتوفيق في إنجاز حلم مصر

نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متعــة التعليــم متعــة التعليــم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon