توقيت القاهرة المحلي 05:08:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متعــة التعليــم

  مصر اليوم -

متعــة التعليــم

بقلم : نوال مصطفي

 والله كلام جميل، لكن الفعل والتنفيذ علي أرض الواقع هو ما سيجعله أجمل. أتحدث عن التصريحات التي أدلي بها وزير التعليم في مؤتمر صحفي منذ أيام، ليعلن عن ثورة في نظام التعليم المصري وليس مجرد استراتيجية جديدة.

الكلام من فرط تفاؤله، وبشارته تشعر أنه صعب أن يكون حقيقة "too good to be true". فما قرأته وسمعته من الدكتور طارق شوقي يعطي إحساسا بأن ما حلمنا به، وكتبنا مرارا وتكرارا عنه أنا وغيري من الكتاب حول إصلاح نظام التعليم في مصر في طريقه إلي التنفيذ. الموضوع قطعا ليس سهلا، والطريق ليس محفوفا بالورود أمام الوزير أو الرئيس والدولة التي تتبني هذا المشروع الطموح الذي يهدف إلي بناء الإنسان المصري من خلال نظام تعليمي متكامل يبني الشخصية، ويصقل القدرات العقلية والإبداعية لدي الإنسان المصري.

البنك الدولي قدر المطلوب لتنفيذ الاستراتيجية باثنين مليار دولار، وقدم قرضا لمصر بقيمة نصف مليار، علي أن تتولي الحكومة المصرية تدبير باقي المبلغ، ويحاول الرئيس السيسي جاهداً أن يصل بالقرض إلي مليار دولار من أجل القفز فوق الزمن والوقت لإنجاز المهمة، ما سمعته وقرأته من الدكتور طارق يؤكد أن العمارة القديمة المتهالكة ـ ويقصد نظام التعليم المصري القائم منذ خمسين سنة ـ لابد من هدمه بالكامل، لنبني نظاما جديدا يسهم في بناء الإنسان المصري، وهذا ما يدعمه الرئيس السيسي، وما يقف وراءه بكل قوة. فهذا النظام ليس ملكاً لوزير أو وزارة أو حتي رئيس جمهورية، بل هو ملك لمصر والأجيال القادمة التي ستقود البلاد ومن حقها أن تري مصر أفضل.

قال الوزير: سيتم توزيع مليون تابلت علي طلاب الصف الأول الثانوي بتكلفة تتراوح ما بين ٢٫٥ إلي 3 مليارات جنيه، سنوقع مع جميع مصادر المحتوي الذي سيتم وضعه في المناهج التعليمية.. أفلام ثلاثية الأبعاد.. أفلام الديناصورات.. 700 ألف فيديو باللغة العربية لمنهج التعليم الجديد.. ورهاني أن الطلبة سيعتادون علي النظام الجديد في غضون ثلاثة أشهر ولن يقبلوا بالعودة للنظام القديم إذا خيروا في ذلك. أيضا سيكون للمعلم نصيب الأسد في المخصصات المالية في الاستراتيجية التعليمية الجديدة " ثلاثة أرباع ميزانية المشروع سوف تنفق علي المدرس ".

سيكون التعليم متعة كما يحدث في الدول المتقدمة، وسيتلهف التلميذ للذهاب إلي المدرسة حيث سيشاهد المناهج والمعلومات في سياق فني ممتع، ولن يكون الموضوع تلقيناً مملاً، وحفظاً مرهقاً لا يجدي ولا يثمر في تنمية مهارة، أو صقل موهبة. سيري التلميذ المعلومة عبر أفلام فيديو، ووسائط تكنولوجية حديثة.

من الطبيعي أن تبدأ حملة التشكيك في خطة منظومة التعليم الجديدة، تصريحات الوزير تؤكد ذلك: "نحن حالياً نهاجم بضراوة لأننا اقتحمنا منطقة بها مصالح لهم.. عشنا 15 شهرًا من التشكيك والسب.. فيه ناس بتهاجم وهي مدفوعة ودي ناس كتير جداً. كذلك يوجد أشخاص كثر يفبركون صفحات عبر فيس بوك وينتحلون صفة وزير التربية والتعليم من أجل ترويج الشائعات، وأناشد الجميع عدم الانسياق وراء الشائعات والحصول علي المعلومة من البيانات الرسمية للوزارة".

تشمل الاستراتيجية الجديدة التعليم الفني، فنحن نسعي لتغيير التعليم الفني إلي ما يطلق عليه "المدارس التكنولوجية التطبيقية" بمعايير جودة عالية، وسيتم افتتاح 45 مدرسة يابانية في شهر سبتمبر المقبل.

الاستراتيجية الجديدة للتعليم سوف تسير في خطين متوازيين البدء من الأساس مع التلاميذ الذين سوف يدخلون رياض الأطفال هذا العام وهؤلاء هم من سيبدأون المشوار من أوله، ونتمني أن نري معهم منتجا مختلفا، لتعليم حقيقي، والخط الثاني مع أول ثانوي الذين سوف يطبق عليهم المحتوي والوسائط الجديدة للتعليم. سيكون هناك تدريب للمعلمين علي النظام الجديد بالطبع.

المضارون من الاستراتيجية الجديدة للتعليم كثر. أولهم مافيا الدروس الخصوصية الذين لن يجدوا لبضاعتهم الفاسدة سوقاً في ظل النظام الجديد. ثم جماعات المصالح العديدة التي تلعب في مجال التعليم وتربح الملايين في ظل نظام التلقين والحفظ وتسطيح العقل. معك الله دكتور طارق شوقي، الطريق طويل وصعب، لكن الغاية رائعة وعظيمة. كل الدعاء بالتوفيق في إنجاز حلم مصر

نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متعــة التعليــم متعــة التعليــم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon