توقيت القاهرة المحلي 11:15:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كان لي أبوان

  مصر اليوم -

كان لي أبوان

بقلم - صفية مصطفى أمين

غدا ذكرى والدى «مصطفى أمين». عجبا كيف تمضى السنون؟ كأنه مات أمس وكأنه مات منذ ألف سنة! فقدانه كأنه مات أمس، وشوقى إليه كأنه غاب عنى ألف سنة.

فى مثل هذه الأيام غاب عن دنيانا مؤسسا دار أخبار اليوم مصطفى وعلى أمين: رحل «على أمين» يوم 3 إبريل من عام 1976، وبعده بواحد وعشرين عاما رحل مصطفى أمين يوم 13 إبريل عام 1997.

كان لى أبوان لأنى اعتبرتهما شخصا واحدا، ولذلك عندما فقدت عمى على أمين شعرت بأن نصف أبى قد مات!.

كانت حياتهما عجيبة. كانا مخلوقا واحدا باسمين مختلفين. إذا مرض أحدهما مرض الثانى، وإذا فرح أحدهما فرح الثانى، وإذا حزن أحدهما حزن الثانى. كانا يفهمان بعضهما البعض بدون كلمات. كان حوارهما الصامت يذهل من عمل معهما، فإذا دخلوا لأحدهما، ليسمعوا رأيه، دخلوا للآخر سمعوا نفس الرأى.

كان بعض الناس ينسبون الاندماج بينهما إلى أنهما لا يفارقان بعضهما، وقد حدث أن سافر على إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، وسافر مصطفى إلى أمريكا لدراسة العلوم السياسية.. ثم عادا إلى مصر بنفس العقلية وطريقة التفكير. لم يؤثر فراق سبع سنوات على وحدة تفكيرهما. لم يفرق اختلاف الدراسة فى اتجاههما. فى أول الأمر اختار على الهندسة، واختار مصطفى الصحافة، ثم عشق على الصحافة وجاء بالهندسة إليها!.

كان على أكبر من مصطفى بخمس دقائق، ولكن مصطفى كان يشعر بأن على ابنه يخاف عليه ويقلق عليه. إذا حدث لأحدهما مشكلة حاول جاهدا أن يخفيها عن الآخر حتى لا يؤلمه، ورغم ذلك كان قلب الواحد منهما ينقبض فى اللحظة التى يصاب بها الآخر بمحنة.

كان على يكتب نصف المقال ومصطفى يكمله. على كان يبدأ المحادثة التليفونية ويعطى السماعة لمصطفى ليتم الحديث. كان مصطفى يسافر بجواز سفر على وكان على يسافر بجواز سفر مصطفى.

عندما ولد مصطفى كان هزيلًا وعلى كان بدينًا. مكثا هكذا حتى سن السادسة عشرة، ثم سافر على أمين إلى إنجلترا وانخفض وزنه، فى نفس الوقت زاد وزن مصطفى. ثم سافر مصطفى إلى أمريكا وانخفض وزنه، وزاد وزن على. هكذا كان أصدقاؤهما يجدون صعوبة فى التفرقة بينهما.. وحتى أمهما كانت فى الطفولة لا تستطيع أن تفرق بينهما، فوضعت على ذراع مصطفى شريطًا أحمر وعلى ذراع على شريطًا أزرق!.

رحم الله أبوىّ!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان لي أبوان كان لي أبوان



GMT 03:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 03:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 03:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 03:39 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 03:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 03:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 03:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 03:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon