توقيت القاهرة المحلي 11:01:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى

  مصر اليوم -

هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى

بقلم - عائشة عبدالغفار

من الواضح أن هوية أوروبا وأولوياتها السياسية سوف تكون فى قلب حملة انتخابات البرلمان الأوروبى فى مايو القادم وانطلقت المشاورات والمناقشات بين زعماء الرأى والمثقفين والخبراء للتعارف على ضرورة إعادة بناء أوروبا وصورتها الجديدة التى يتطلع إليها المواطن الأوروبى وأهمية إثقالها لمواجهة الإمبراطوريات الجديدة ويطرح المواطن الأوروبى تساؤلات كثيرة ماذا تعنى أوروبا للأوروبيين : الأراضي، الحضارة، المسافة الموحدة من خلال المرجعيات الثقافية المشتركة وتؤكد استطلاعات الرأى العام أن الاتحاد الأوروبى مازال يشكل إرادة التعايش الأفضل فى إطار مجموعة متناسقة من أجل مشروع واعد.. لاشك أن أوروبا تريد أن تلملم وتجمع شملها من جديد بعد أزمة البريكسيت فى المملكة المتحدة وقضية كاتالونيا فى إسبانيا وفشل ماتييو رينزى والذى أعقبه مجيء الائتلاف الشعبوى فى روما.. كل هذه المتغيرات تسببت فى هزات نجد بعض تداعياتها وموجاتها تلقى بظلال تأثيرها فى فرنسا.. وحتى ألمانيا بطلة الإنجازات فى مجال الميزانية القومية والتجارة الخارجية والتأمين الاجتماعى الخ.. فلقد برهنت بتجربتها أن الحسابات العامة النزيهة والنظام الاقتصادى المثالى لم يؤمنها ضد عدم الرضا السياسى والاتهامات المصوبة للقادة: والأمر استلزم أربعة أشهر من أجل تشكيل حكومة ولتبقى أنجيلا ميركيل أفضل ضامنة لمسارها ومستقبلها حتى الآن!.. لا أحد يستطيع أن يتوقع ماذا سوف يجرى حاليا وإنما من الواضح فى هذا العام الخاص بالبريكسيت والانتخابات الأوروبية أن فرنسا تريد أن تصنع من جديد نموذجها الداخلي، ويبدو أن موقع الإصلاح انتقل من المؤسسات الأوروبية ـ وهو مشروع عزيز على إيمانويل ماكرون ـ إلى المجال القومى والذى سوف يكون له أولويته المطلقة!

وإن كان المفكرون والمثقفون يعلقون آمالا كبيرة على أهمية أن تعطى أوروبا أفضل ما لديها من خلال تعزيز ثقتها بدورها وأن تتجاوز مخاوفها وأن تراهن على المصالحة وراء فرنسا وألمانيا.. كان يؤكد المفكر تودوروف «أنه ليس هناك أوروبا بدون أنوار وليس هناك أنوار بدون أوروبا» والآن هناك مطالبة جدية «بإعادة إضاءة الأنوار»حيث تصورت أوروبا فى نهاية القرن الثامن عشر أنها فتحت صفحة مجد إنساني..

ويؤكد المؤرخون أن الثقة اليوم اختفت فى أوروبا وتركت مكانها خليطا من الخوف والخذى والذل أثاره حركة السترات الصفراء إن أوروبا اليوم ترفض أن تمثل من قبل جميع من يستغلون هذا الخليط الذى يشعر به جزء من المواطنين بدءا من فيكتور أوربان بالمجر إلى ماتييو سالفينى بإيطاليا كما يؤكد المفكر دومينيك مويزى فلكى تستعيد أوروبا روح عصر الأنوار أى النهضة فهى فى حاجة إلى رؤية واضحة وشجاعة وإلى أنوار الشمال التى كانت تمارسها الدول الاسكندنافية لحماية الديمقراطية من إفراط الرأسمالية والهجمات الشعبوية. لقد جسد بورج شتاينير أوروبا بكلمتين السيادة والذكرى لأنه كان يرى أن أوروبا بنيت بفضل نقدها للحداثة البربارية والشمولية وإرادتها بعدم ترك الإنسان للتسكع والضلال!

وبرغم المأزق الذى يقع فيه الاتحاد الأوروبى فإن أوروبا تذكر بعض الذين عاشوا سنوات عمرهم بها بالمجهود الذى يبذله الإنسان ليتفوق على نفسه وإنما هى تمر بأزمة إلهام حقيقية من جانب المؤسسات والمواطنين.

عشية انتخابات البرلمان الأوروبى يجتهد الباحثون فى بناء الحلم الأوروبى من خلال المطالبة بتعزيز أوروبا الاجتماعية وتطبيق قانون العمل وإنهاء المنافسة بين الدول الأوروبية فى اطار الاتحاد الأوروبى واستئناف التضامن المشترك فى مواجهة الانحباس الحرارى وأزمات الهجرة. إن الاتحاد الأوروبى يريد التفوق على بقية الأمم لكن هشاشة ديمقراطيته مرتبطة بغياب الشعب الأوروبى والتسوية التكنوقراطية التى تحكمها العولمة المالية وتبقى أوروبا لغزا تاريخيا وهوية ومستقبلا مترددا وموارد حقيقية!

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى هوية أوروبا فى قلب انتخابات البرلمان الأوروبى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon