توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولع فرنسى بصناع مصر الحديثة

  مصر اليوم -

ولع فرنسى بصناع مصر الحديثة

بقلم - عائشة عبدالغفار

 لقد سنحت فرصة زيارة روبير سوليه لكل من مكتبة الاسكندرية والمعهد الفرنسى بالمنيرة ومشاركته فى ندوة فرنسية مصرية بجامعة القاهرة أن يكشف ما لا نعرفه عن مصر والعلاقات مع فرنسا، بحكم جديته وتنقيبه فى ماضى وحاضر أرض الكنانة بنظرة ميكروسكوبية وعاطفة جياشة إزاء البلد الذى ولد على أرضه «ونوستالجيا» مرهفة وموضوعية الباحث والأديب المرموق وجاذبية «الحاكي».

إن كتابه لقد صنعوا مصر يبرهن على أن مصر لا تمثل فقط الحضارة وإنما هى أكبر بلد فى العالم العربي، وطن شاب، ديناميكى ومدهش عاش تجربة ميدان التحرير ذات الطابع الرمزى فى قلب ربيع تم إجهاضه !

لقد كشف لنا الكاتب الصحفى المتدفق إن مصر عقب فترات من الاحتلال الأجنبى كسلت بعض الشيء وإنما واجهت الحداثة عام 1798 عند اندلاع حملة بونابرت التى فجرت المشاعر القومية. لقد نجح الروائى المؤرخ فى تحليل هذه الصحوة من خلال عشرين شخصية، من بينهم سياسيون مثل محمد على باشا، وعبد الناصر والرئيس السادات ومفكرون انبهروا بعصر الأنوار فى فرنسا مثل طهطاوى وطه حسين أو علماء مسلمون مثل محمد عبده أو كتاب وفنانون مثل نجيب محفوظ وأم كلثوم وهدى شعراوى رائدة التيار الانسوى فى العالم العربى مروراً بالخديوى إسماعيل وسعد زغلول..

لقد برهن كيف فتحت الحملة الفرنسية الطريق أمام محمد على مؤسس الدولة الحديثة الذى أنشأ مدرسة الألسن وشرع فى ترجمة مئات المؤلفات الأوروبية وإصدار تشريع خاص بالحفاظ على التراث والاهتمام بتعليم البنات. وشرح الكاتب فى دراسة متألقة كيف برع رفاعة الطهطاوى كرائد إصلاحى مبشراً بالنهضة،

ويختتم سوليه كتابه المثقل بالمعلومات عن شخصيات مصر التاريخية بفصل عن الرئيس السادات بعنوان «ضد التيار» وآخر عن دكتور بطرس غالى بعنوان «الدبلوماسى القبطي» وثالث عن حسنى مبارك بعنوان «الفرعون المخلوع» ورابع عن نجيب محفوظ بعنوان «العالمية الأبدية» والأخير حول الرئيس عبدالفتاح السيسي.

يصف اذن أهم حقبات فى حياة السادات بطل العبور مبرزا مسيرته من ثورة التصحيح إلى حرب أكتوبر ثم رحلة القدس ثم حادث المنصة واحتفاء العالم به لأنه علامة بارزة فى تاريخ مصر ورائد للسلام.. أما الفصل الخاص لـ بطرس غالى فهو يكشف فيه كواليس مهمة فى تاريخ الدبلوماسية المصرية وعلاقة الرئيس السادات بمعاونيه، وكيف وقف بطرس مؤيدا للرئيس السيسى الذى تصدى للإخوان المسلمين، وفى الفصل الخاص بالسيسى يؤكد الكاتب أن الرئيس السيسى قد توقع أنه سوف يحكم مصر مثله مثل الرئيس السادات. ويرى سوليه أن الجيش قد حظى بشعبية كبيرة فى 2011 وان أغلبية المصريين يشعرون بأن السيسى قد أنقذ الدولة وردع اندلاع حرب أهلية!

مؤكدا أن أولوياته هى الأمن والتنمية الاقتصادية. ان تناوله لمصر فى عهد السيسى يكشف أن مصر تفادت الانقسام والفوضى على عكس العراق وسوريا وليبيا واليمن. كما أن الأمة التى استيقظت منذ قرنين تبقى قوية شامخة رغم المصاعب والمعوقات التى تعتريها.. ولقد أكد خلال تقديم مؤلفه أهمية توظيف الأموال والإمكانات من أجل دعم التعليم وتنمية روح النقد البناء والانفتاح على الخارج، كما كان يطالب نجيب محفوظ الذى يتمتع بقيمة عالمية وقرأ أمهات الكتب الأجنبية ـ اننى اتفق مع سوليه عندما يقول لقد خسرت مصر عددا من الأقليات مثل الأرمن والإغريق وغيرهما من الجاليات التى ساهمت فى نهضة مصر لأنهم جميعهم كانوا جزءا من النسيج الوطنى المصري، تحية لروبير سوليه الذى يروج لتاريخ وواقع استمرارية مصر العريقة خارج الحدود ولإسهامات المرأة المصرية وزوجات بعض عظماء مصر مثل صفية زغلول وسوزان طه حسين وجيهان السادات اللاتى تركن بصمات راسخة فى أحداث ومجرى تاريخ مصر الانسانى والاجتماعى والتنويري.


نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولع فرنسى بصناع مصر الحديثة ولع فرنسى بصناع مصر الحديثة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon