توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السبيل إلى استقرار ليبيا

  مصر اليوم -

السبيل إلى استقرار ليبيا

بقلم - شملان يوسف العيسى

اتفقت الأطراف الليبية المختلفة على إجراء انتخابات برلمانية في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل وجاءت هذه الخطوة بعد مجهود قوي بذلته الأمم المتحدة من أجل إعادة الاستقرار إلى ليبيا التي تعاني من فوضى أمنية وسياسية منذ مقتل العقيد معمر القذافي.
السؤال: لماذا تهتم الأمم المتحدة والرئيس الفرنسي باستضافة اجتماعٍ في باريس يضم الفرقاء الليبيين كلهم؟
جميع دول العالم المتحضر تحرص على إعادة الاستقرار إلى ليبيا، لأن الخلافات بين النخبة السياسية الليبية التي يمثلها فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، والفريق الثاني الذي يقوده قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على المنطقة الشرقية من البلد، وأيضا على أجزاء من من المنطقتين الغربية والجنوبية، والفريق الثالث الذي يقوده عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق شرقي البلاد مقراً له، ولم يصادق حتى الآن على الاعتراف بحكومة السراج الإدارة المدعومة من الأمم المتحدة، والفريق الرابع بقيادة خالد المشري رئيس مجلس الدولة الأعلى، وهي أعلى هيئة استشارية في ليبيا.
تجدر الإشارة إلى أنه توجد قوى سياسية فاعلة في ليبيا لم تتم دعوتها إلى مؤتمر باريس وهي الجماعات الإسلامية المتطرفة. وكيف يمكن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في شهر ديسمبر المقبل إذا لم يكن هنالك اتفاق على حكومة موحدة وكيان سياسي وعسكري فعال داخل الأراضي الليبية، ويسيطر سيطرة كاملة على مناطق ليبيا كلها؟
عملياً وفعلياً لدينا قوى سياسية يدب بينها خلاف سياسي حضرت مؤتمر باريس، يوجد بينها حكومتان (طبرق وطرابلس)، وحضر المؤتمر المشير خليفة حفتر، والهيئة الاستشارية العليا، ورئاسة مجلس الدولة.
من المفارقات الغريبة في ليبيا أن هناك من السياسيين الذين حضروا مؤتمر باريس كانوا أيضا من ضمن الحضور في مؤتمر الصخيرات في المغرب، لكن بنود الاتفاق ظلت حبراً على ورق ولم يطبَّق أيٌّ منه، مما سمح بالمزيد من الفوضى، وعدم الاستقرار سمح بدخول الفصائل الإرهابية ولمهرّبي المهاجرين بالعمل بحرية.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان محقاً عندما أكد ضرورة بناء قوات عسكرية راقية تعمل في ظل رقابة مدنية، ودعا جميع الأطراف لتنفيذ الترتيبات الأمنية المؤقتة المنصوص عليها في اتفاق الصخيرات.
الرئيس الفرنسي ماكرون كان واقعياً عندما ذكر في كلمته في باريس أن الوضع في ليبيا يفرض اتخاذ قرارات من أجل المصالحة بين أطراف النزاع، مشدداً على الرغبة في المصالحة مع ترك القرار للشعوب ذات السيادة.
غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا والذي شارك في مؤتمر باريس، أكد ضرورة التزام المسؤولين الليبيين الاتفاق من أجل الخروج من الأزمة... تجدر الإشارة هنا إلى أن الفصائل الليبية قد اتفقت على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في العاشر من ديسمبر المقبل، كما اتفقوا على إعداد قاعدة دستورية للانتخابات بحلول 15 سبتمبر (أيلول) المقبل.
وأخيراً نتساءل: هل يمكن الحديث عن الدعوة للانتخابات وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية في ليبيا، في ظل استمرار الخلافات السياسية بين النخبة السياسية وفي ظل تفشي العنف والتطرف والإرهاب والمتاجرة بالبشر المهاجرين إلى أوروبا؟ فاستمرار الخلافات السياسية بين التيارات المختلفة ستعيق بناء الدولة المدنية التي إذا غابت فسيغيب معها الحديث عن الاستقرار.
الدعوة إلى إجراء الانتخابات في ديسمبر القادم لا تعني تحقيق الديمقراطية، فالديمقراطية -حسب فهمنا- تعني المشاركة المسؤولة في عملية صنع القرار، وبما تنطوي عليه من بناء المؤسسات في الدولة، والالتزام بحكم القانون وما تنتجه من قدرة على المحاسبة وتقويم الأداء الحكومي.
نحن لسنا متفائلين بمستقبل ليبيا، لأن الممارسة الديمقراطية في الوطن العربي ليست موجودة، والموجود في بعض البلاد العربية ما هو إلا ديمقراطيات مشوّهة وناقصة... كيف يمكن أن تنجح الديمقراطية في ليبيا من دون وجود قيادات وطنية مخلصة تفكر في مصالح شعبها ووطنها قبل مصالحها؟ كل ما نريده هو استقرار ليبيا ووقف الحروب العبثية بين القيادات السياسية حتى يتحقق الأمن، وبعدها يتم بناء المؤسسات تمهيداً للانتخابات.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السبيل إلى استقرار ليبيا السبيل إلى استقرار ليبيا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon