توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا تستقر ليبيا؟

  مصر اليوم -

لماذا لا تستقر ليبيا

بقلم - شملان يوسف العيسى

عاد العنف الدموي إلى ليبيا بنشر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً للنقيب محمود الورفلي القائد العسكري في قوات المشير خليفة حفتر وهو يعدم على طريقة تنظيم داعش الإرهابي عشرة أشخاص مقيدي الأيدي في بنغازي، رداً على تفجير مزدوج في المدينة (الثلاثاء) وأسقط 41 قتيلاً. ودعت البعثة الأممية في بيان إلى تسليم الورفلي فوراً إلى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة أنها رصدت ما لا يقل عن خمس حالات إعدام ارتكبها، أو أمر بها الورفلي خلال عام 2017.
نددت بهذه الجريمة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، كما نددت بها الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.
السؤال: لماذا تزايدت وتيرة العنف في ليبيا رغم حقيقة أن أطراف الأزمة الليبية قد وقعوا على عدة اتفاقيات للخروج بالبلاد من دوامة العنف والتوتر السياسي الذي عاشته منذ إسقاط نظام العقيد معمر القذافي؟
التصعيد الأخير في الجنوب الليبي سيؤدي إلى نسف الاتفاق الذي جرى بين المشير حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، يرى مراقبون سياسيون أن الهدف من التصعيد العسكري هو ضرب العملية السياسية التي من المرجح أن تصب في مصلحة حفتر الذي يرى أنه لا بد من تعديل جوهري في اتفاق الصخيرات.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل يمكن الوصول إلى تسوية سياسية من خلال مصالحة وطنية ترضي جميع الأطراف وتضع حداً لتزايد العنف في ليبيا؟
السؤال: لماذا نجحت المصالحة الوطنية في العديد من دول العالم وعلى رأسها جنوب أفريقيا وفشلت عندنا في العالم العربي؟... لقد مضى أربعة عشر عاماً على سقوط النظام الاستبدادي في العراق، وسبع سنوات على سقوط العقيد القذافي في ليبيا عام 2011، وسبع سنوات على انفجار الشعبين في كل من سوريا واليمن، ودخول هذه البلدان في مستنقع العنف والإرهاب والقتل على الهوية والتشريد وبدء الحروب الطائفية والعرقية... مرة أخرى نتساءل: لماذا فشلت كل المحاولات الجادة للحوار وتحقيق المصالحة؟
هنالك عدة أسباب تمنع المصالحة الوطنية سنتعرض لها حتى يمكن تخطي كل العقبات:
أولاً: ضعف الثقافة السياسية، فقد برزت في الأفق العربي بعد الثورات استعصاءات كبيرة في تغيير نمط الثقافة السياسية السائدة، مما يصعب مهام الانتقال والتحول الديمقراطي في هذه الدول بفعل استمرار الثقافة السلطوية ببعديها السياسي والمجتمعي، ويرجح بعض الأكاديميين سبب الفشل لحقيقة أن هذه البلدان لم تعرف الحكم الصالح والرشيد الذي يستند إلى أسس ومبادئ المؤسسية والمواطنة وسيادة القانون والتداول السلمي للسلطة.
ثانياً: عقلية الانتقام ، فالتجارب الإنسانية مع الشعوب والدول التي مرت بحروب أهلية مثل جنوب أفريقيا وسريلانكا وتشيلي وكمبوديا التي قتل فيها مليونان ونصف المليون نسمة عندما انتهت الحرب تمت المصالحة الوطنية، وتمت محاكمة المجرمين وسجنهم بعد اعتذارهم للشعب، وتأسست حكومة جديدة بروح جديدة. ما حصل لدينا في العالم العربي هو بروز عقلية الانتقام بدلاً من التسامح ونسيان الماضي، ونتج عن ذلك تعميق الانقسام بدلاً من التئام الجروح.
ثالثاً: الفشل في إدارة التنوع؛ إذ من الأسباب الرئيسية لتنامي العنف والإرهاب في عالمنا العربي هو فشل معظم الدول العربية في تأسيس الدولة الوطنية من خلال دولة المؤسسات. هذه الدول أسست أجهزة وسلطات حكم تمحورت حول شخصية الحاكم المنفرد بوجود دائرة ضيقة من أنصاره ومؤيديه، لذلك عندما انهارت شخصية ذلك الحاكم حتى برزت بعض الجماعات المسلحة تمثل بعض الجماعات والأحزاب الدينية مثل الحوثيين في اليمن والدولة الإسلامية المزعومة في العراق وسوريا وليبيا.
رابعاً: لعبت التدخلات الخارجية دوراً في تقويض كل المحاولات لتحقيق الوحدة الوطنية، فالولايات المتحدة لعبت دوراً في تمزيق العراق، كما لعبت روسيا الاتحادية دوراً بارزاً في دعم النظام السوري... ولا أحد ينكر التدخل الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن.
خامساً: فقدان مفهوم التسامح
في الدول العربية الاستبدادية، فمفهوم التسامح مفقود في مجتمع متعدد الثقافات والأديان والطوائف، فالأنظمة الاستبدادية تستقوي بالقبلية أو الطائفية أو المذهب الديني، وترفض مفهوم التسامح والتعايش.
هذه الأسباب مجتمعة تجعل من الصعب إنهاء الحروب الأهلية، فكل طرف يعتقد أنه هو الذي سيحقق الأمن والاستقرار، ويحاول إقصاء الآخر... هذه الثقافة لا تبني أمة موحدة تنشد الاستقرار.


نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا تستقر ليبيا لماذا لا تستقر ليبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon