توقيت القاهرة المحلي 11:54:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات فرنسا وصراع العولمة

  مصر اليوم -

انتخابات فرنسا وصراع العولمة

بقلم - نادين عبدالله

انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية لهذا العام بفوز إمانويل ماكرون بعد أن حاز على 58.5٪ من الأصوات فى مقابل حصول مارين لوبان على 41.5 ٪ فقط. هذا وقد حصل ماكرون فى الانتخابات الماضية على حوالى 66٪ من الأصوات فى مقابل حوالى ٪34 للوبان. وهو ما يعنى تضاؤل شعبيته بطريقة واضحة، وارتفاع شعبية اليمين المتطرف، الذى تمثله لوبان بشكل لافت.

والحقيقة هى أن الانتخابات الفرنسية عكست صراعًا فكريًا وبرنامجيًا ليس فقط بين يمين الوسط واليمين المتطرف، بل بالأحرى بين مشروعين سياسيين، أحدهما قوامه القطاعات المجتمعية المؤيدة للعولمة لأنها مستفيدة منها (على غرار الشركات الكبرى، قطاعات البنوك، قطاعات الاتصالات، الشباب المنفتح على التكنولوجيا والمحب لأوروبا بشكلها كقرية صغير.... إلخ) والآخر قوامه القطاعات المجتمعية المناهضة للعولمة وثورة التكنولوجيا، لأنها تسببت فى تضاؤل نفوذها وأهميتها بشكل مستمر (على غرار العمال والموظفين والمزارعين وعدد من كبار السن الذين صوتوا للوبان).

والحقيقة هى أن هذه الوضعية تخفى وراءها عيبًا هيكليًا خطيرًا لا تعانى منه فرنسا فحسب، بل العالم كله تقريبًا. يومًا بعد يوم تزداد قوة العولمة والمصالح المتشابكة التى تصنعها (رغم تعطلها بسبب انتشار كورونا الوبائى)، ولكن فى الوقت نفسه تتزايد أعداد المتضررين من هذه العولمة لأنها، ببساطة، غير عادلة. فهى تنشر قيم الليبرالية والانفتاح، ولكنها أيضًا تؤسس لنظام عالمى تسيطر فيه آليات السوق.

وهو أمر لا نعتبره إشكاليًا فى ذاته، إنما تكمن المشكلة، من وجهة نظرنا، فى إصرار هذا النظام الاقتصادى العالمى على تغييب كل الوسائل والآليات التى يمكن أن تجعل المنافسة الاقتصادية محترمة لحقوق الإنسان الأساسية فى حياة كريمة تضمن له مستوى محترما من الصحة والتعليم وغيرها.

وهنا وأخيرًا، نؤكد أن حدة هذه الأزمة تزداد بسبب ضعف اليسار وغيابه عن المشهد السياسى ليس فقط فى فرنسا بل أيضِا على مستوى العالم. فالطبيعى أن تكون قضايا غياب العدالة الاجتماعية هى القضايا التى يناقشها اليسار، فيقدم رؤى قادرة على إصلاح هذه المنظومة العالمية غير العادلة بدلا من تصورات اليمين المتطرف الحالمة بهدمها.

صحيح أن ملانشون مرشح اليسار الراديكالى فى فرنسا حصل على ثالث أكبر نسبة بعد ماكرون ولوبان (٢١.٩٪ من الأصوات) إلا أنه لايزال بعيدًا عن المنافسة الحقيقية. والأهم أن خطابه لايزال راديكاليًا، وساعيًا إلى رفض جوانب عديدة من العولمة بدلا من إصلاحها. وهو أمر مشروع بالطبع، لكنه على الأرجح، غير واقعى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات فرنسا وصراع العولمة انتخابات فرنسا وصراع العولمة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon