توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حين يُنصت الرئيس

  مصر اليوم -

حين يُنصت الرئيس

بقلم - نادين عبدالله

شهدنا منذ أيام قليلة خطابًا تاريخيًا للرئيس الفرنسى، تعقيبًا على المظاهرات الممتدة التى هزت أنحاء فرنسا. وعلى الرغم من تأييد ما يقرب من نصف الفرنسيين للخطاب٬ وفقا لاستطلاعات الرأى الأخيرة٬ فإن رافضيه انقسموا ما بين معترض على التنازلات التى قدمها ماكرون، على اعتبار أنها قد تفتح بابًا لابتزاز النظام، فى حين وجدها آخرون غير معبرة عن تغيير حقيقى فى جوهر السياسات المتبعة. ووجهة نظرنا هى أنه يحسب لرئيس فرنسا أمران مهمان:

أولاً٬ إدراكه عمق الأزمة الاقتصادية، فهو لم يكابر، بل أنصت لصوت المحتجين٬ وأقر بسوء أحوالهم المعيشية٬ فاعترف بعدم عدالة بعض سياساته الضريبية، بل اعتذر عن وصف البعض سابِقًا بالمدلل أو الكسول. والحقيقة أن الرئيس وحكومته يجدان نفسيهما بين سندان اقتصاد فرنسى مأزوم تناقصت فاعليته على مدار عشرات السنين٬ ومطرقة ضغوط اجتماعية قوية لفئات ساءت ظروفها المعيشية بشكل ملحوظ. الأول يتطلب إصلاحات اقتصادية مؤلمة لجعل الاقتصاد الفرنسى أكثر رشاقة٬ والثانية تتطلب التوسع فى إجراءات الحماية الاجتماعية وزيادة الأجور والمعاشات، على الرغم من العبء الذى تشكله على ميزانية الدولة. وهنا كان الحل المقترح هو التصميم على إلغاء الضريبة على ثروة الأغنياء من كبار رجال الأعمال وغيرهم لتشجيعهم على الاستثمار فى فرنسا٬ مع زيادة الحد الأدنى للأجور وإلغاء الضرائب المفروضة على الأقل دخلا لتحسين ظروفهم ولو قليلاً.

ثانيًا٬ فهمه لأزمة النظام السياسى العميقة فى فرنسا٬ والتى كان أحد تجلياتها وصوله أصلاً إلى السلطة متحديًا كل الأحزاب والقوى السياسية القديمة- كما اعترف بنفسه فى خطابه- لضعف حضورها فى الشارع. أما تجليها الثانى فهو بالضبط بزوغ حركة السترات الصفراء٬ تلك التى نظمت نفسها من خارج الأحزاب والنقابات التى ضعفت قدرتها على تمثيل المجتمع الفرنسى والتعبير عنه. لذا فقد أكد شروعه فى إجراءات تفتح الباب لخلق قنوات تواصل جديدة بين المجتمع (بمحتجيه ومتظاهريه) وبين الدولة، للبدء فى حوار يهدف إلى صياغة عقد اجتماعى جديد. وهو بالضبط ما يتطلبه أى مجتمع يمر بأزمة وهن اقتصادى٬ وضعف قنوات التمثيل السياسى، بما يجعل ما كان مقبولاً للبعض سابقا غير متفق عليه حاليا بالنسبة لآخرين.

والحقيقة أن التنازلات التى قدمها ماكرون لو لم تفتح الباب لتغييرات عميقة فى النظام الفرنسى، فستكون قدمت له على الأقل صمامًا للأمان. فما يبدو للبعض ضعفًا هو قوة٬ وما يبدو لآخرين صلابة ليس سوى طريق للانكسار.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يُنصت الرئيس حين يُنصت الرئيس



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon