توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشارع ومعاناته

  مصر اليوم -

الشارع ومعاناته

بقلم - نادين عبدالله

ماذا تفعل لو أردت التريض أو المشى، وهو احتياج إنسانى طبيعى بل ولازم للحفاظ على الصحة البدنية والنفسية؟ هل أنت مجبر أن تشترك في نادٍ أو أن تسكن في كومباوند أم أنك تستطيع التنزه في شوارع المحروسة والاستمتاع برياضة المشى أو الجرى؟

للأسف بات الشارع مكانًا مخيفًا. فالمشى فيه يتطلب قدرة على مقابلة المخاطر بصدر رحب وبشجاعة نادرة. أن تنزل للتنزه في الشارع يعنى أن تبدأ رحلة شاقة للبحث عن رصيف يمكنك المشى عليه. ورغم أنه أضعف الإيمان إلا أنه غير متاح في أغلب الشوارع. وبما أنك تريد التريض ولا تملك رفاهية الاشتراك في نادٍ خاص، فعليك بذل قصارى جهدك لتلافى السيارات هنا وهناك، وأن تركز كل طاقتك في العودة إلى المنزل سليمًا.

والحقيقة هي أن الأمر ازداد سوءًا بعد التغييرات العمرانية الجديدة، التي تم إعمالها في أحياء عديدة. فقد زُرعت الكبارى واستُؤصلت الأشجار، وتوسعت الشوارع بدعوى تحقيق السيولة المرورية المطلوبة. للأسف راح ضحية هذه التغييرات من لا قدرة لهم على عمل «الشقلبظات» المناسبة للمرور عبر هذه الشوارع. فعليًا، يعانى المشاة مرتين: لا يعانون فقط لأنهم لا يستطيعون عبور هذه الشوارع الواسعة المؤهَّلة فقط لمرور السيارات، ولكن لأنه لا يمكنهم أيضًا الاستفادة من الأرصفة التي تقلصت كى لا نقول تلاشت تمامًا.

والمشكلة هي أنك لو أردت المشى على هذه الأرصفة ذات الوجود النادر، فعليك تخطى حواجز القمامة المتكتلة واستنشاق رائحتها بشكل طبيعى وكأن شيئًا لم يكن. أما لو نجحت في عبور عوائق المهملات، فلابد أن تتشجع لمواجهة خطر الكلاب الضالة، تلك التي تنتشر مع غياب الشمس بشكل مفزع لتملأ العديد من الشوارع صراخًا وملاحقة. وهنا، لا نتحدث عن كلب ضال أو اثنين أو حتى ثلاثة بل نتكلم عن مجموعات كبيرة وجودها مخيف لشخص أو اثنين يسيران بمفردهما في الشارع.

ألم يحن الوقت لتعديل السياسات العامة والعمرانية الحالية؟ أليس من أبسط حقوق المواطن أن يكون بإمكانه التحرك في شارع آدمى يحترم إنسانيته وسلامته؟ لماذا الحل الوحيد المتاح، والذى يُدفع إليه القادرون دفعًا، هو الهجرة إلى أسوار الكومباوند؟ تقليص المساحات العامة هو أول الطريق لتفكيك المجتمع ككل، ليس لأنه يُضعف فرص التواصل الإنسانى بين أفراده فحسب، بل أيضًا لأنه يقضى على الشعور بالملكية العامة، ومن ثم بالانتماء للوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارع ومعاناته الشارع ومعاناته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon