توقيت القاهرة المحلي 11:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشارع ومعاناته

  مصر اليوم -

الشارع ومعاناته

بقلم - نادين عبدالله

ماذا تفعل لو أردت التريض أو المشى، وهو احتياج إنسانى طبيعى بل ولازم للحفاظ على الصحة البدنية والنفسية؟ هل أنت مجبر أن تشترك في نادٍ أو أن تسكن في كومباوند أم أنك تستطيع التنزه في شوارع المحروسة والاستمتاع برياضة المشى أو الجرى؟

للأسف بات الشارع مكانًا مخيفًا. فالمشى فيه يتطلب قدرة على مقابلة المخاطر بصدر رحب وبشجاعة نادرة. أن تنزل للتنزه في الشارع يعنى أن تبدأ رحلة شاقة للبحث عن رصيف يمكنك المشى عليه. ورغم أنه أضعف الإيمان إلا أنه غير متاح في أغلب الشوارع. وبما أنك تريد التريض ولا تملك رفاهية الاشتراك في نادٍ خاص، فعليك بذل قصارى جهدك لتلافى السيارات هنا وهناك، وأن تركز كل طاقتك في العودة إلى المنزل سليمًا.

والحقيقة هي أن الأمر ازداد سوءًا بعد التغييرات العمرانية الجديدة، التي تم إعمالها في أحياء عديدة. فقد زُرعت الكبارى واستُؤصلت الأشجار، وتوسعت الشوارع بدعوى تحقيق السيولة المرورية المطلوبة. للأسف راح ضحية هذه التغييرات من لا قدرة لهم على عمل «الشقلبظات» المناسبة للمرور عبر هذه الشوارع. فعليًا، يعانى المشاة مرتين: لا يعانون فقط لأنهم لا يستطيعون عبور هذه الشوارع الواسعة المؤهَّلة فقط لمرور السيارات، ولكن لأنه لا يمكنهم أيضًا الاستفادة من الأرصفة التي تقلصت كى لا نقول تلاشت تمامًا.

والمشكلة هي أنك لو أردت المشى على هذه الأرصفة ذات الوجود النادر، فعليك تخطى حواجز القمامة المتكتلة واستنشاق رائحتها بشكل طبيعى وكأن شيئًا لم يكن. أما لو نجحت في عبور عوائق المهملات، فلابد أن تتشجع لمواجهة خطر الكلاب الضالة، تلك التي تنتشر مع غياب الشمس بشكل مفزع لتملأ العديد من الشوارع صراخًا وملاحقة. وهنا، لا نتحدث عن كلب ضال أو اثنين أو حتى ثلاثة بل نتكلم عن مجموعات كبيرة وجودها مخيف لشخص أو اثنين يسيران بمفردهما في الشارع.

ألم يحن الوقت لتعديل السياسات العامة والعمرانية الحالية؟ أليس من أبسط حقوق المواطن أن يكون بإمكانه التحرك في شارع آدمى يحترم إنسانيته وسلامته؟ لماذا الحل الوحيد المتاح، والذى يُدفع إليه القادرون دفعًا، هو الهجرة إلى أسوار الكومباوند؟ تقليص المساحات العامة هو أول الطريق لتفكيك المجتمع ككل، ليس لأنه يُضعف فرص التواصل الإنسانى بين أفراده فحسب، بل أيضًا لأنه يقضى على الشعور بالملكية العامة، ومن ثم بالانتماء للوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارع ومعاناته الشارع ومعاناته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon