بقلم : نادين عبدالله
هى من ضمن المجالات الصحفية التى لا نسمع عنها كثيرًا فى مصر٬ هذا على الرغم من أهميتها المؤكدة. ونقصد بها تلك الصحافة المختصة بنشر الأخبار والمستجدات المتعلقة بالمجالات العلمية على غرار العلوم الطبية والرياضية وغيرها. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الصحافة قد يبدو صعبًا أو محتاجًا إلى تخصص أكبر من غيره إلا أن هناك فرصة حقيقية لانتشاره فى مصر، فقط لو أدرك رؤساء مجالس إدارات الصحف ومحرروها أن الصحافة العلمية لابد أن تدرج كغيرها من الكتابات الصحفية فى الجرائد والصحف بتنوعها. فالأمر يتعلق فى الأساس بمدى إدراك القائمين بالعمل الصحفى على ضرورة التوسع فى هذا المجال. وهو ما نشهده مثلاً فى الصفحة العلمية لجريدة الأهرام التى يديرها الأستاذ الصحفى المجتهد والمتميز الأستاذ أشرف أمين. وهى صفحة رائدة فى هذا المجال ومتميزة فى جهدها فى متابعة الأخبار العلمية والتواصل مع العلماء المصريين وغير المصريين داخل مصر وخارجها. وبغير ما قد يتصور البعض٬ التربة خصبة فى مصر ومتشوقة لهذا النوع من الصحافة بعكس الوضع فى البلاد الغربية الأكثر تقدمًا التى تعودت على الصحافة العلمية٬ واعتادتها فلم تعد تمثل لها إضافة أو بالأحرى لم تعد قادرة على استثارة اهتمامها.
ومع ذلك لا يمكن أن ننفى بأى شكل من الأشكال التحديات العديدة التى تواجه هذا النوع من الصحافة عالميًا. فمن ناحية٬ ليس دائمًا من السهل التواصل مع العلماء أو المختصين لمناقشتهم فى أبحاثهم أو فى بعض النقاط التى قد تكون غير واضحة للصحفى أو لغير المتخصص. وفى ظل ضغط وضرورة إصدار تقارير صحفية كثيرة وسريعة قد يلجأ أحيانًا بعض الصحفيين- وفقًا لصحفى سابق فى جريدة دير شبيجل الألمانية- إلى الاعتماد على بعض المواد المتاحة على الإنترنت فقط لا غير، بما يضع مصداقية التقرير بأكمله على المحك. وهو تحدٍّ لا يمس الواقع المصرى بشكل كبير- على الأقل حتى الآن- حيث لايزال مجال الصحافة العلمية كمولود صغير يتلمس طريقه الأول. ومن ناحية أخرى٬ يواجه هذا النوع من الصحافة المتخصصة صعوبات واضحة فى مجال تبسيط المعلومات العلمية المعقدة لإيصالها بأسهل الطرق للقارئ العادى. وهو أمر يفتح الباب على الرغم من ذلك لإمكانية الإبداع والتوسع فى طرق جديدة وحديثة لنقل المعلومات عن طريق التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى أو غيرها من الإمكانيات المتاحة. ومن ضمن الخبرات الناجحة فى هذا المجال خبرة هاشم الغيلى، الصحفى اليمنى المتميز المقيم فى برلين٬ والذى أنشأ صفحة متخصصة يتابعها الملايين عبر العالم. وتنشر هذه الصفحة فيديوهات مبسطة باللغة الإنجليزية تلخص وتناقش أهم الأفكار التى تناولتها الأبحاث العلمية الجديدة حول العالم.
لذا، وأخيرًا٬ نؤكد أن مجال الصحافة العلمية هو مجال مفيد وخصب فى آن واحد٬ سيدفع الاهتمام به والاستثمار فيه فى مصر إلى طفرات حقيقية وإمكانيات لإبداعات مثمرة ومتجددة.
نقلا عن المصري اليوم